الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي، وأنت إذا كنت متأكدًا من التشخيص بصورة قطعية فأقول لك: نعم، يمكن استعمال عقار زيروكسات، فهو دواء جيد جدًّا ومفيدًا جدًّا، وهو مضاد للقلق والتوترات والوساوس والمخاوف، ومضاد ممتاز جدًّا للاكتئاب النفسي، وكلٌ من هذه الحالات تتطلب جرعات خاصة، فمثلاً الجرعة المضادة للمخاوف -خاصة في الرهاب الاجتماعي والوسواس القهرية- يجب أن تكون الجرعة متوسطة، أو حوالي أربعين مليجرامًا، هذا في أغلب الحالات.
من ناحية الدواء والآثار الجانبية: فلكل دواء آثار جانبية، لكن هذا الدواء يعتبر سليمًا في حالات كثيرة، فهو لا يؤثر على الأعضاء الرئيسية في الجسم: (القلب - الكلى - الكبد - خلايا الدماغ - وبقية الأعضاء الرئيسية في الجسم).
آثاره الجانبية معروفة، وهي أنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس، كما أنه قد يؤدي إلى عسر في الهضم في الأيام الأولى للعلاج، لذا نطلب من الذين يتناولونه أن يتم تناول الدواء بعد تناول الأكل؛ فهذا يقلل كثيرًا من عسر الهضم الذي قد يحدث في بداية العلاج، وقد يؤدي أيضًا إلى تأخر في القذف المنوي لدى بعض الرجال، وهذا عارض عابر، وقد يكون علاجًا للذين يعانون من سرعة القذف، وهنالك دارسات وملاحظات من كثير من الذين يتناولون الدواء أنه ربما يؤدي إلى ضعف جنسي بسيط، أو عدم رغبة في الجنس لدى بعض الناس، وهذه أقلية قليلة جدًّا، ولكن بالمقابل أيضًا يوجد من تحسن أداؤهم الجنسي مع تناول هذا الدواء؛ فالدواء يعتبر دواءً سليمًا وفعالاً، وهو لا يؤدي إلى الإدمان بأي حال من الأحوال.
طريقة استعمال هذا الدواء في مثل حالتك هي: أن تبدأ بنصف حبة -أي عشرة مليجرامات- تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة، تستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ونصف، استمر عليها لمدة شهر آخر، ثم حبتين في اليوم لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى حبة ونصف يوميًا لمدة شهرين، ثم إلى حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
وإذا تابعت مع طبيب نفسي فهذا سيكون أفضل بالتأكيد؛ فجرعة الدواء قد تتطلب الزيادة أو النقصان حسب الحالة، وفي ذات الوقت هنالك تمرينات سلوكية، أهمها: التعرض مع منع الاستجابة، وسيساعدك المختص النفسي في تطبيقها، وهي تقوم على فكرة: أن تحقِّر فكرة الخوف، وأن تعرض نفسك لمواقف الخوف دون أن تنسحب أو تتجنب.
هذه هي المبادئ الرئيسية للعلاج السلوكي، مع ضرورة التفكير الإيجابي، وهنالك أسس علاجية اجتماعية ننصح بها الناس، وهي مفيدة جدًّا، من أهمها ممارسة الرياضة الجماعية، مشاركة الناس في مناسباتهم، والتواصل الاجتماعي، كما أن حضور حلقات التلاوة، والصلاة في الصف الأول في المساجد وجد أنها من الطرق الممتازة لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي.
بالنسبة لصديقك: لا أرى أنه يحتاج لعقار مثل الزيروكسات، حالته بسيطة جدًّا، عليه أن يحقِّر فكرة الخوف، ويتدرب على تمارين الاسترخاء، ويتناول دواء مثل "الإندرال" بجرعة عشرين مليجرامًا قبل السفر بساعتين أو ثلاث، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيًا بالنسبة له.
ما ذكرته حول ما أورده البروفيسور (ريمون دولان) فقد اطلعت على هذا الخبر، والذي أود أن أوضحه لك, أن الاستكشافات العلمية تسير بخطوات جيدة جدًّا، لكن من السابق لأوانه أن نقول: إننا وجدنا حلا جذريا لعلاج المخاوف؛ فالمخاوف هي شعور إنساني مكتسب، والخوف مطلوب بدرجة معقولة؛ لأن الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، وكذلك القلق مطلوب؛ لأن الذي لا يقلق لا ينتج، لا يكون فعالا، الوساوس أيضًا مطلوبة؛ فالذي لا يوسوس لا يكون منضبطًا، ولا يكون متدفقا، وهكذا.
فإذن هذه المشاعر الإنسانية يحتاجها الإنسان، والخط الفاصل بين ما هو نافع وضار صعب تحديده في كثير من الأحوال.
عمومًا العمل الذي يقوم به البروفيسور (دولان) هو عمل واعد، لكن لا نستطيع أن نقول: إنه قد تم تحديد الدواء أو الوسيلة التي تتحكم تمامًا في الخلايا التي هي مبعث المخاوف، والمخاوف ليس مبعثها الخلايا فقط، الخلايا ربما تكون هي الناتج النهائي، أو ما يمكن أن نسميه بالمخرجات النهائية، فهنالك ومضات كهربائية، وهنالك تفاعلات وجدانية، وهذا أيضًا ذكره البروفيسور نفسه في أحد المواضيع التي تطرق لها.
عمومًا أقول لك: إن هذا الأمر واعد، وسمعنا الكثير والكثير حول هذه المستكشفات الموعودة، نسأل الله تعالى أن يوفق العلماء، وأن يقيض لهم أن يقدموا الأفضل.
بالنسبة للمشاكل التي قد يقدمها الخوف، والآثار الجانبية له، ومضاره فهي معروفة، وما ذكرته كله صحيح وحقيقة.
ولمزيد من الفائدة راجع هذه الاستشارات لمعرفة علاج الرهاب الاجتماعي: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637).
ولمعرفة علاج الخوف من السفر لصديقك: (
225417).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية. والتوفيق والسداد.