أريد توجيها يعينني بعد إعانة ربي سبحانه ،، فالقلق أثر على مسيرة حياتي
2011-12-29 10:40:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد حلا.
أنا أعاني من ارتجاع المريء، وأحيانا يسبب لي شرغة، لكن المشكلة عندي هي التوتر والرغبة بالتجشؤ، وخصوصا متى ما فوجئت بأمر معين، وينتابني أخساس بأنه سينقطع نفسي وأخاف، وخصوصا في الصلاة، وعند التجمعات مع الأهل أو الأصدقاء، فيجعلني أرتبك وأتوتر وأبلع ريقي وأتجشؤ بكثرة، وكذلك في آخر ثلاث سفرات أتعب بالطريق، حتى أنني أتوقف وأشعر أني سأموت وينقطع نفسي، وأخاف من كل شيء يفاجئني، وأخاف من ركوب الطيارة، وتأتيني حالتي مع بلع الريق حتى تصل لصعوبة البلع وأني سأنكتم وأموت، وكذلك أصبحت تأتيني الحالة نفسها إذا أميت الناس للصلاة، فتركت الإمامة بعد أن كنت إماما.
وجهوني أخذ الله بيدي وأيديكم للسعادة، فإني تركت القراءة وقل خروجي من بيتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راجي ربه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذه صورة من صور القلق التي قد تصيب الناس، والقلق الذي لديك يحمل جوانب المخاوف، وبفضل من الله تعالى هو محصور جدًّا في مكوّن نفسي واحد، وهو موضوع التوتر والرغبة بالتجشؤ، وخصوصًا حين تفاجئ بأمر معين أو عند بعض المواجهات.
والذي يحدث أن القلق النفسي كطاقة نفسية حين يزيد عن المعدل المرغوب فيه يتحول إلى طاقة سلبي،ة ويؤدي إلى توترات عضلية، هذه التوترات قد تصيب أجزاء معينة في الجسم، وفي حالتك من الواضح أن الأمر يتعلق بالمريء وعضلات البلع، والحالة تعتبر حالة بسيطة - إن شاء الله تعالى - وعليك بالآتي:
أولاً: أنا لا أريدك أن تتجنب المواجهات مهما كانت، بل على العكس تمامًا يجب أن تكثر من المواجهات الاجتماعية دون أن تتوقع أن هذا التجشؤ سوف يحدث لك، فكثيرًا ما يكون التفكير النمطي التوقعي هو الذي يُوقع الناس في نوبات القلق والتوتر، بمعنى أنك إذا تصورت وتخيلت وتوقعت أن هذا التجشؤ سوف يحدث لك عند كل مواجهة فهذا سوف يكون هو الأمر، أما إذا حاولت أن تتناسى وأن تتجاهل وأن تحتم على نفسك أن هذه الحالات حتى لو حدثت لك في الماضي ليس من الضروري أبدًا أن تحدث الآن أو في المستقبل، هذا نسميه بالتوجه المعرفي الإيجابي.
ثانيًا: الأدوية مهمة جدًّا في حالتك وهي - الحمد لله - مفيدة، وأفضل دواء يناسب حالتك هو عقار لسترال (lustral) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم زولفت (zoloft)، واسمه العلمي هو (سيرترالين sertraline) ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (25 مليجرامًا) تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (سلبرايد Sulipride) هو جيد ومفيد ويساعد كثيرًا في علاج مثل هذه الحالات، تناوله بجرعة 50 مليجرامًا صباحًا وأخرى مساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها 50 مليجرامًا صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله واستمر في تناول السيرترالين كما أوضحت لك.
هذه أدوية فعالة جدًّا لعلاج القلق والتوترات والمخاوف، وهي مفيدة جدًّا خاصة في الأعراض النفسوجسدية التي تتعلق بالجهاز الهضمي، ومن الأكيد والمُثبت أن ارتجاع المريء وإن كانت له أسباب كثيرة إلا أن العوامل النفسية لها دور أساسي جدًّا في تنشيط الأعراض لدى الناس.
نصيحة أخرى: هي أن تتفاعل اجتماعيًا، أكثر من التواصل الاجتماعي، هذا يفيدك كثيرًا.
بالنسبة لركوب الطائرات لا تمتنع عنه أبدًا، واجهه، أكثر منه بقدر المستطاع، ولا تنس دعاء الركوب والسفر أبدًا، حين تكون في الطائرة وقبل إقلاعها فهو مثبت كأحد الأشياء التي تفيد وتطمئن الناس جدًّا، وتزيل الخوف والقلق.
مشاعر الكتمة وأنك سوف تموت هي جزء أساسي لنوبات قلق المخاوف، وإن شاء الله تعالى بتناول الدواء واتباع ما ذكرناه سوف تختفي هذه الأعراض تمامًا.
الخوف حين تؤمَّ الناس في الصلاة هو مطلوب، لكن يجب أن يكون بدرجة معقولة، لأن الخوف يحفز الإنسان ويثبته ويحسن من أدائه، لكن دائمًا تذكر أنك ما دام قد تم اختيارك من المصلين فأنت - إن شاء الله تعالى - أهل لهذا المقام، ولا شك أن تحمل مثل هذه المسئولية هو ليس بالأمر السهل، لكن الإنسان حين ينظر إلى نفسه أن إخوانه المصلين قد قاموا باصطفائه واختياره من بينهم فهذا يجب أن يعود عليه إيجابيًا من الناحية النفسية، والدواء الذي وصفناه لك خاصة السيرترالين يعرف أنه ذو فعالية، خاصة في القضاء على مثل هذه المخاوف الاجتماعية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.