الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سندس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.
أؤكد لك أني قرأت رسالتك بكل دقة، خاصة الجزء الذي حتمتِ عليَّ أن أطلع عليه بكل تفاصيله، وحقيقة اطلاعي على تفاصيله زادني الحمد لله تعالى معرفة واطلاعًا بحقيقة حالتك، وتأكد لدي التشخيص.
تأكد لدي أن الحالة كلها تدور حول القلق النفسي، والقلق النفسي بكل تشعباته من مخاوف ووساوس وقلق توقعي ومراء مرضي – أي أن الإنسان يجد صعوبة في أن يقتنع أنه معافى بالرغم من أنه حقًّا معافى-
إذن الذي أؤكده لك تمامًا أنك تعانين من علة، فأنت ذكرت أن الأطباء جميعًا قد أجمعوا على سلامتك، وهذا شيء مفرح تمامًا، ولكن الذي لم يقل لك هو أنك تعانين من هذه الحالة النفسية القلقية الوسواسية البسيطة، وهذا يفسّر كل أعراضك.
أقول لك إن صاحب القلق يقلق، وفي بعض الأحيان يصعب إقناعه بما يعاني منه، وقد يدخل في الآليات العلاجية لكنه يتخير منها البعض ويقلق حول تطبيق البعض، وحين تأتيه الصحة والعافية يقلق أيضًا إلى مدى ومتى سوف تستمر هذه العافية، وهل سوف يعاني مرة أخرى من الحالة؟!
هذا هو الوضع الذي نشاهده بالنسبة لحالات القلق والتوترات، خاصة من النوع الذي تعانين منه.
الذي أود أن أصل إليه أن حالتك بسيطة وإن كانت مزعجة.
الحمد لله تعالى أنت على أعتاب العلاج، وذلك من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء، وأرجو أن تعلمي أن حالتك هي حالة قلقية، وقد أعجبني إدراكك لأهمية صرف الانتباه عن الأعراض، وهذا هو جوهر العلاج في مثل هذه الحالات.
الذي لم تذكريه في رسالتك هو: ما هو موقفك من تناول عقار سبرالكس؟! والذي وصفته لك في الإجابة على الاستشارة السابقة تحت رقم (
2127992).
أود أن أحتم على هذا الدواء، وذلك لسبب بسيط، وهو أن أمراض القلق من هذا النوع يوجد فيها مكوّن بيولوجي، مكوّن كيميائي، يتعلق بما يعرف بالموصلات العصبية في الدماغ، وهذه –أي مسارات هذه المركبات– لا يمكن أن تصحح إلا بمركبات مقابلة لها، وفي هذه الحالة هذا المركب هو الدواء، فيجب أن تأخذي بالرزمة العلاجية الأخذ الكامل، هذا مهم، فما جعل الله من داء إلا جعل له دواء أو شفاء، ونسأل الله تعالى أن يكون شفاؤك ودواؤك هو السبب في أن تزول هذه الأعراض منك، فأرجو أن تبدئي في تناول السبرالكس بنفس الجرعة، وبنفس المدة وبنفس التعليمات التي ذكرتها لك في الرسالة السابقة، هذا مهم وضروري وضروري جدًّا.
مجاهداتك مقدرة في أن تتحسني سلوكيًا، لكن هذا لا يكفي، أنا أؤكد لك ذلك، فأرجو أن تقدمي على تناول الدواء دون أي تردد.
التفسير للتذبذب في الأعراض هو من طبيعة مرض القلق، في بعض الأحيان تأتي النوبات دون مقدمات، في بعض الأحيان تكون هنالك عوامل مرتبطة لإثارة الأعراض، وبعض الناس يتحسنون دون أن يكون لهم توقع بهذا التحسن، والبعض تأتيه النوبة وهو في أفضل حالاته، وهكذا.
هذا كله يتعلق بكيمياء الدماغ، وبالتكوين الوجداني والنفسي للإنسان، وهنالك أمور قد نذكرها ولا نعرفها حتى الآن.
الذي أرجوه منك هو أن تتناولي الدواء، وطبقي بقية الإرشادات السابقة، وأنت ذكرت وبصورة جلية أن شخصيتك شخصية قلقة، هذا الاستعداد للقلق هو مكوّن وعامل رئيسي، ويجب أن لا نتجاهله، وإن شاء الله تعالى من خلال تناول الدواء والاستمرار على التطبيقات الأخرى سوف يختفي إن شاء الله تعالى كل الذي تعانين منه.
أنا لا أريد أن أشرح أعراضك، فهي واضحة جدًّا، وهي كلها تصب في خانة المخاوف القلقية الوسواسية.
بقي موضوع العين: العين حق فلا شك في ذلك، ونحن نؤمن بذلك تمامًا، ولكننا أيضًا نؤمن أن العين والسحر وغيره كلها أمور يُبطلها الله تعالى، فحصني نفسك، حافظي على أذكارك، واعرفي أن الله تعالى هو الشافي، وليس هنالك حاجة لأكثر من ذلك.
إن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرناه لك سوف تكونين في خير وأحسن حال، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، والشفاء والعافية.