كيف أجد زوجة صالحة ترضيني وترضى بظروفي المادية؟
2011-12-13 10:37:21 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب قاربت على الثلاثين من العمر، أبحث عن زوجة منذ كان عمري 22 عاما، خطبت سابقا ذلك ثلاث مرات، ولم يحدث نصيب وقدر الله وما شاء فعل، وذهبت لرؤية عشرات الفتيات ولا أستطيع ذكر عدد من ذهبت لرؤيتهن بسبب كثرتهن، وأحيانا أرفض أنا، وإذا وافقت أنا ترفض هي!
وحقيقة أنا لا أرى أني أضع شروطا تعجيزية في من أريد الارتباط بها بل هي شروط عادية، وأنا أعمل في شركة مختلطة ولكني رافض لفكرة الزواج من الشركة لأسباب كثيرة منها عدم الالتزام بالحجاب الاختلاط والجرأة في الحديث مع الشباب وغير ذلك.
ولكني بدأت أشعر بالملل والعناء، وتعبت من عدم توفيقي في هذا الأمر، وأخاف أن أتنازل عن الشروط التي أريدها في من أريد الارتباط بسبب ضغوط الأهل وتقدم عمري، وبسبب تواضع ظروفي المادية، وبسبب الشهوة والفتن التي تحيط بنا من كل مكان، ومع الأسف الشديد وقوعي في ممارسة العادة السرية منذ سنين، وكل محاولات الإقلاع عنها باءت بالفشل فقلت أذهب للزواج لعله يكون الحل الناجح لإقلاعى عن ممارسة العادة السرية، وأخاف أن يكون تعثري في هذا الأمر عقوبة من الله على ممارستي لهذا الذنب لقول الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
ولكني وجدت قضية البحث عن زوجة صالحة في هذا الزمان ليست بالشيء السهل إلا على من سهله الله له، فكيف أبحث عن زوجة صالحة ترضيني وفي نفس الوقت توافق على ظروفي المادية؟ وكيفية الصبر على كل هذه الضغوط حتى أجد الزوجة الصالحة؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن في الزواج علاج لكافة الانحرافات إذا صدقت النيات ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
ولا يخفى على أمثالك أن البحث عن الزوجة الصالحة يبدأ باللجوء إلى الله ثم بالاهتمام بالشروط والضوابط التي جاء بها الشرع الحنيف من دين وأخلاق في الفتاة، واستقرار في أسرتها ونقاء في تاريخها مع ضرورة أن يدرك الإنسان أنه لن يجد امرأة بلا عيوب كما أننا معشر الرجال فينا عيوب، ولكن المطلوب هو أن نسدد ونقارب فلا تضع الشروط التعجيزية – كالذي قال أريدها كذا وكذا، فقالوا له: أبشر فقد وجدناها فلما قال: أين هي قالوا له: في الجنة (الحور العين).
وأرجو أن يعلم الشباب أن التردد في هذا الأمر لا يفيد، فشاور أهلك والصالحين وعليك بالاستخارة التي كان النبي صلى الله عليه وسل يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
والاستخارة هي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه ولن يندم من يستشير ويتوكل على الخالق القدير.
وإذا خطبت فتاة لدينها وأخلاقها وطبعاً لجمالها أيضاً فلا تخبرها بأنها المخطوبة الرابعة بعد الأربعين مثلاً؛ لأن هذا سوف يدفعها للهروب، واعلم أن لكل فتاة مميزاتها وأحوالها، وأن المهم هو أن تجد الدين والأخلاق ثم الميل والارتياح لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ولا يخفى على أمثالك أنه لا خير في تأخير الزواج لأننا في زمان الفتن ومن تزوج فقد استكمل نصف الدين، والعزوبية شر، ولا عذر لمن لم يجد الزوجة في ممارسة الحرام لأن الله يقول: (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) فاتق الله في نفسك وعجل بطلب الحلال وراقب الكبير المتعال.
وأرجو أن تعلم أن في الناس خيرا، وأن من طلب العفيفات فسوف يجد ولن تكون قلة المال عائقا إذا ثبت للناس أنك إنسان منضبط وجاد وحريص والله الغني سبحانه يقول في كتابه: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) وكان السلف يلتمسون الغنى في النكاح وطعام الاثنين يكفي الأربعة والزوجة تأتي برزقها وكذلك الأطفال.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن فيها تيسير الأمور، وفيها الأرزاق الواسعة واحرص على تجهيز ما تستطيعه، ثم اطرق أبواب الأخيار واستعن بالواحد القهار، وأكثر من التوجه إلى من بيده القلوب والأبصار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.