التلعثم أثر على حياتي ونفسيتي كثيرا، فكيف أتخلص منه؟
2011-12-21 07:46:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي يا إخوان باختصار لأني سئمت من طرح هذا الموضوع والبحث عنه في النت ولكن دون جدوى، - والحمد لله - مازال أملي ورجائي في الله أن يفرج كربي، اللهم آمين.
مشكلتي يا إخوان وإن كانت في نظر البعض ليست كبيرة، إلا إنها كبيرة جدا بالنسبة لي، أكاد لا أشعر بطعم الحياة ولا متع الحياة؛ لأني وباختصار شديد لا أستطيع التواصل مع الناس، بسبب عدم قدرتي على الكلام، يا أخي أنا لا أشكو من اللعثمة، فإنك إذا أتيتني بكتاب أقرؤه لك بدون أي تلعثم أو خطأ، ولكن مشكلتي أني لا أستطيع الاسترسال في الكلام، كثيرا ما يخرج مني كلام بلا معنى، وأكاد لا أقول جملة كاملة بدون أي تلعثم إلا نادرا، وإذا جئت لأحكي موقفا حدث معي أو قصة لا تخلو القصة من التلعثم إلا من أندر النوادر.
لاشك يا إخوان إن هذا الشيء قد أثر على نفسيتي كثيرا، وأثر على جميع جوانب حياتي، أتمنى يا إخوان أن تكون الصورة قد اكتملت واختصرت المشكلة بقدر الإمكان، وأتمنى أن تجدوا لي حلا لهذه المشكلة، وأكون ممتنا لكم كثيرا، أسأل الله أن يجعلكم سببا في زوال هذه المشكلة التي أرهقتني، اللهم آمين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأرجو أن تأخذ الإجابة على هذه الاستشارة كمواصلة لإجابة الاستشارة السابقة، والتي تفضل بإجابتها الشيخ موافي عزب.
نحن نقدر مشكلتك تمامًا، والإنسان إذا اعترضه ما يعطل ويعرقل مقدرته على التواصل مع الآخرين، فهذا يسبب له أزمة نفسية حقيقية، لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، وحين يفتقد هذه الخاصية أو يعتقد أنه ليست لديه المقدرة على هذا التواصل الإنساني، فهذا لا شك يخل بالوجدان، وربما يأتي بالكثير من الأحزان، فنحن نقدر شكواك جدًّا.
لكن بنفس المستوى أقول لك - أخي الفاضل الكريم – أنها ليست بنفس الضخامة والجسامة والفظاعة التي تتصورها، أنت لديك القدرة على التعبير، ويظهر أنه لديك المخزون اللغوي والتعبيري والفكري الجيد جدًّا، لكنك تعاني من رهبة اجتماعية، وتعاني من تأويلات سالبة حين تلتقي بالآخرين، وهذا يسيطر على كيانك ووجدانك وتفكيرك، ويجعلك تفكر كيف تخرج من هذا المأزق الذي أنت فيه، ومتى يتحسن مخزونك اللغوي والتعبيري والتواصلي.
فالذي أرجوه منك وكخطوات علاجية عملية: أولاً أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والخوف الاجتماعي، والمحسنة للمزاج، وأفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين). الدواء يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، وهو دواء سليم وغير إدماني، وله ميزات علاجية إيجابية كما ذكرنا، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تتناولها يوميًا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
ثانيًا: الدواء بعد مضي ثلاثة إلى أربعة أسابيع من تناوله سوف تحس بكثير من الاسترخاء والراحة النفسية، والقدرة على الإقدام للتفاعل مع الآخرين، هنا يجب أن تستغل هذا الوضع النفسي الجديد، وتكثر من تواصلك الاجتماعي، وتكون مطوّرًا لمهاراتك الاجتماعية أيضًا، وذلك بأن تبدأ بالسلام مثلاً حين تلتقي بالناس، وتتذكر أن تبسمك في وجه إخوانك صدقة، وإن شاء الله تعالى سوف تكون في وضع لا تراقب فيه أداءك أمام الآخرين، ومن خلال ذلك يكون القلق التوقعي قد اختفى وزال، وهذا في حد ذاته يعطيك دفعة نفسية إيجابية جدًّا للمزيد من التواصل.
ثالثًا – وهذه خطوة عملية مهمة جدًّا - : يجب أن تكثر من الاطلاع والقراءة وحضور حلقات العلم.
رابعًا: يمكنك أن تقتدي بأحد النماذج من الشخصيات المعروفة في مجال الخطابة وحسن التواصل اللغوي، فيمكن أن تقتدي بأحد الأئمة في مسجدك مثلاً، أو تتابع أحد البرامج الجيدة، البرامج الحوارية، وتحاول أن تنتهج نفس منهج المتحدثين أو أحدهم، ركز على الجانب اللغوي التخاطبي، وكذلك لغة الجسد، هذه تطور من مهارات الناس.
خامسًا: حضور حلقات التلاوة وجد أنه يكوّن دفعة نفسية قوية جدًّا للانصهار الاجتماعي وحسن القدرة على التعبير والشعور بالراحة والطمأنينة.
سادسًا: ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلاً أيضًا يؤدي إلى تمازج اجتماعي وتفاعل إيجابي جدًّا.
سابعًا: إدارة الوقت مهمة، وأنت لديك الكثير الذي يمكن أن تقوم به، ركز على دراستك، كما قلنا لك مارس الرياضة، أكثر من الاطلاع، خذ قسطًا كافيًا من الراحة، صل أرحامك، رفه عن نفسك بما هو متاح ومباح، ومن خلال ذلك تكون قد أدرت وقتك بصورة جيدة، وتكون قد استشعرت بكيانك وقوتك النفسية الداخلية.
أنت صغير في السن، وفي بدايات سن الشباب حيث الطاقات النفسية والجسدية، فلا تفوت على نفسك الفرصة، وكن أكثر ثقة بالله أولاً ثم بنفسك ثانيًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.