أحب زوجي ولكنه عصبي ويغضب كثيرا ... فكيف أتعامل معه؟
2011-12-01 09:45:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كم أنا سعيدة لحصولي على فرصة لوضع مشكلتي بين يديكم؛ لعلكم تدلوني إلى طريق النور.
أنا عمري 24 عاما، تزوجت قبل 4 أشهر، وكانت بداية زواجي مشاكل, أو بالأحرى تزوجنا بعد حدوث مشكلة، دارت بين أمي وأمه، وقد وصلت للطلاق إلا أن الناس تدخلوا بالقضية ومنعوا حصول الطلاق، وحيث إن زوجي محامٍ، ونحب بعضنا بعضا إلا أن الضغط النفسي والقصص الكاذبة التي دخلت إلى دماغه أوصلته بلحظة غضب إلى أن ينهي كل شيء.
والحمد لله تم العرس, وإن كانت الفرحة غير مكتملة، حيث إننا جميعنا كانت أعصابنا متوترة كثيرا, كما لو أن سعادتنا كانت رياء أمام الناس, كما أن العرس كان فوضويا, ومن حضره شاهد أن القلوب متنافرة لتصرفات أهله، وبعد الزواج دارت مشاكل بين أمه وأبيه، ودخلت أمه منزلنا لأن زوجي أكبر أولادهم، فلم نسعد بأيام زوجية سعيدة, والحمد لله ساعدت أهله بأن يخرجوا من المشكلة؛ بتطييب قلوبهم، وبالحديث الجيد, والحمد لله موقفي هذا ساعدني, حيث إنني بعد 40 يوما من الزواج صارت بيننا مشكلة أيضا كادت أن تصل للطلاق, لا أعرف لم يخطر على باله الطلاق ببداية أي مشكلة, ربما لأن عمره 27 سنة، ولا يدرك الحياة الزوجية بأكمل وج,ه كانت المشكلة حول رسالة بعثت بها إلى قريب لي أشكره على هدية أوصيت بها لزوجي بأن يأتيني بها من مصر, لكنه لم يتفهم ذلك، ودار بباله أن هنالك علاقة بيننا, والحمد لله وقفت بجانبي أمه وأبيه؛ لأنهما مدركان حقيقة الأمر, حيث سألا الشاب الذي بعثت له بالرسالة، وقال: لا يوجد بيننا علاقة, علما أنه يصغرني بسنتين، والحمد لله رجعت الأمور لمجاريها، وتوطدت العلاقة بيني وبين أهله أكثر، ولكن المشكلة أنه بحدوث آخر مشكلة أخذ الذهب مني بنية أنه يريد أن يربيني، وأنا صبرت على ذلك، وقلت: ليس الذهب مقياسا لأي علاقة، ومرت الأيام وأصبحت علاقتنا جيدة فتجرأت مرة، وطلبت بعضا من ذهبي كي ألبسه لحفلة خاصة إلا أنه تظاهر بالنسيان، وأنا لا أكرر الموضوع عليه حتى لا يدرك بأن علاقتي معه مبنية على الذهب, لكني لا أقبل تصرفه هذا، وهو أمام ربي مذنب؛ حيث أخذ مهري دون رضاي، ولتحكموا جيدا على الموضوع فأنا أود أن أقول لكم بأن زوجي رجل جيد, حنون, وكريم، وفعل أشياء كثيرة تدل على حبه لي، وأنا أحبه كثيرا، وأتمنى لو أن أيامنا تصبح جميعها سعيدة, هو كامل من كل شيء إلا أنه عصبي, وأحاول معه أن أجعله يصلي, إلا أن العمل يأخذ من وقته الكثير, إلا أن في نيته الصلاة، ولكن متى؟ لا يعلم إلا الله, كيف لي أن أعيش بجو حياة مليئة بالضغط؟ فأهلي يعلمون بأنه أخذ ذهبي, ولكن أبي يقول: هذه حياتكما لا دخل لنا فيها.
وعلما أن أهلي يحبون زوجي لأنه طيب، ويقفون دوما بجانبنا وقت الحاجة، وأهله يعلمون أيضا، أبوه يقول لي: اصبري, والله مع الصابرين, ليس في اليد حيلة, إلا أنني أدعو الله بكل صلاة بأن يهديه, ويساعدني على أن أجتاز عصبيته وشكه وضغطه، فيوما تراه غاضبا منك من دون أي سبب، واليوم الثاني تراه حنونا، لم أعد أدرك بأي حال سيكون غدا.
أرجوكم ماذا أفعل معه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حورية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
بداية نلفت انتباهك -أيتها الكريمة- إلى أن الحياة الزوجية لا تخلو من مشكلات في غالب الأحيان، فهذه طبيعة الحياة، ولكننا نرى -أيتها الأخت العزيزة- أن في حياتك الزوجية فيها الكثير من عوامل النجاح, وأسباب استمرار الحياة الزوجية السعيدة بينك وبين زوجك، من هذه الأسباب:
- رجاحة عقلك التي لمسناها في كلامك وتصرفاتك مع أهل زوجك وزوجك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك صلاحًا وهدىً.
- ومن هذه الأسباب: هذه الصفات الكثيرة الطيبة التي وصفت بها زوجك، وما رأيت فيه من عيب فإنه ينبغي أن يُغمس في بحار هذه الحسنات والصفات الطيبة الكثيرة، والحياة لا يمكن أن نجد فيها شخصًا مبرأ من جميع العيوب، وينبغي لك دائمًا النظر في محاسن زوجك, حتى تستطيعي تجاوز هذا الخلق الذي يسوءك منه.
- ومن هذه العوامل أيضًا: أسرة زوجك التي استطعت أن تكسبيها بفطنتك وذكائك وحسن تعاملك، ومن ثم فنحن نطمئنك -أيتها الأخت العزيزة والبنت الكريمة- إلى أن حياتك بإذن الله تعالى ماضية في الاستقرار والثبات والدوام، فلا تحملي همًّا وقلقًا لذلك، ولكن نوصيك بأن تتجنبي ما يثير غضب زوجك، لا سيما وأنت قد أدركت منه أنه يتسرع إلى التلفظ بكلمات الطلاق، وربما لا يحسب لها حسابًا، قد يكون بسبب شدة غضبه، وقد يكون بسبب عدم إدراكه لعواقب التلفظ بهذه الكلمات، وكثير من الأزواج يتلفظون بذلك ثم يندمون حين لا ينفع الندم.
ومن ثم فإن وصيتنا لك أن تتجنبي بقدر الاستطاعة المواطن التي تثير انفعالات زوجك وتؤدي إلى غضبه، ولو أدى هذا إلى أن تتنازلي أنت عن بعض حقوقك، فإن هذا خير من الفراق, وتشتيت الأسرة بعد اجتماعها.
كما نوصيك - أيتها البنت العزيزة – أيضًا باغتنام أوقات هدوء الزوج, وصفاء وقته وحاله لتذكيره بعواقب الطلاق ما لو تلفظ به لأكثر من مرة، وأن الزوجة تحرم على زوجها إذا طلقها ثلاث مرات، ولا تحل له حتى تنكح زوجًا آخر، فربما يتدبر العواقب التي تنتج عن التلفظ بالطلاق، فيحسب للكلمة حسابًا.
أما ما حصل بينك وبينه في شأن أخذه للذهب، فهذا بلا شك مما لا يجوز له، لأن هذا مالك أنت, ولا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولكن نصيحتنا لك -أيتها العزيزة- أن لا تجعلي من هذا سببًا لتوتير العلاقة بينك وبين زوجك، ونوصيك بالصبر عليه كما أوصاك أهلك وأهله، مع محاولة اغتنام الأوقات التي يكون فيها هادئًا مستريحًا فتذكريه بحاجتك إلى التجمّل, وحاجتك إلى التزيّن، لاسيما عندما تلتقين بالنساء, أو عندما تجلسين معه هو، والتعريض بالحاجة إلى التزين ونحو ذلك سيفهم هو منه أنك بحاجة إلى أدوات هذا التزين, ومن ذلك الحُلي.
ولا بأس بأن تقولي له :( أريد أن أتزين به، ومتى ما احتجت إليه -إن شاء الله- سأعطيه لك) ونحو ذلك من الكلمات الطيبة التي لا تؤدي إلى مزيد من الانفعال والتوتر فيما بينك وبينه.
وهذا النصح نحن نقوله بقصد المحافظة على الأسرة, وعدم الوقوع فيما يؤدي إلى تفريقها وتشتيتها، أما من حيث الحكم الشرعي فإن من حقك على زوجك أن يعطيك هذا المال، ولا يجوز له أخذه قهرًا، ولك الحق في مطالبته به، رضي بذلك أم لم يرضَ، ولكن ما قدمناه إنما قلناه بقصد تطييب خاطر الزوج, وعدم إشعاره بأنك تقاضينه في كل ما أخذه منك, ونحو ذلك من المشاعر التي قد تؤدي إلى مزيد من النفرة بينكما.
نسأل الله أن يصلح لك زوجك، وأن يديم الألفة والمحبة بينكما.