الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أفضل حل هو أن نطلعك على ما بك، ما هي حالتك؟ ما هو التشخيص؟ هذا مهم جدًّا، وأعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرًا من الناحية النفسية.
الذي تعانين منه هو ما نسميه بالقلق المركب ومركب لأنه يحتوي على مخاوف ويحتوي على وساوس وتوقعات تشاؤمية، وهذا كله نتج عنه اكتئاب ثانوي بسيط.
الأعراض الجسدية المصاحبة هي من صميم القلق، فالحالة إذن هي حالة من حالات القلق، والجزئيات والتشعبات التي تحدثنا عنها من مخاوف مختلفة ووساوس وتوقعات تشاؤمية واكتئاب ما هي إلا مكونات للقلق، هذا يعني أنه ليس لديك تشخيصات متعددة، إنما هو تشخيص واحد، إن شئت سميه (قلق المخاوف الوسواسي).
هذه الحالة لا تعتبر خطيرة، وهي ليست مرضًا أساسيًا، لكنها مزعجة بعض الشيء، والعلاج الحمد لله تعالى متوفر، إن شئت أن تذهبي، وتقابلي طبيبا نفسيا فهذا هو الأفضل، والعلاج يتكون من بعض الإرشادات، وإعطاء الأدوية المضادة لهذا النوع من المخاوف الوسواسية والقلق.
إذا لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب فإني أنصحك بالآتي:
1) محاولة تجاهل هذه الأفكار بقدر المستطاع.
2) الخوف واجهيه بأن تقتحمي الفكرة، وتحقريها وتقومي بما هو ضدها، وهذا يمكن أن يكون بالتدريج.
3) وسّعي من دائرة تواصلك الاجتماعي، مثلاً الإكثار من زيارة الأرحام، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، الانخراط في أي نشاط ذي فائدة ثقافية كانت أو اجتماعية أو دينية، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يفيدك كثيرًا.
4) هنالك تمارين الاسترخاء يُنصح بها كثيرًا في مثل حالتك، فأرجو أن تتدربي عليها، ويمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي تُرشد لكيفية تطبيق هذه التمارين.
5) الحمد لله تعالى في أمر الدين: أنت -إن شاء الله- بخير وعلى خير، وما يأتيك من شعور بأنك إذا فعلت ذنبًا فإنك سوف تموتين، وتخيلك للصلاة بأنها آخر صلاة سوف تصليها، هذا كله فكر وسواسي وليس أكثر من ذلك، وهذه سوف تزول -إن شاء الله تعالى-، لا تعيريها أي نوع من الاهتمام.
6) الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، وهو مهم جدًّا، فهنالك دواء متميز يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويعرف علميًا باسم (إستالوبرام) ينصح به في مثل حالتك.
الجرعة هي أن تكون البداية خمسة مليجرام - نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة من فئة عشرة مليجرام، وتستمرين عليها لمدة شهر، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
الدواء جيد جدًّا وغير إدماني وغير تعودي، وهو سليم، وليس له آثار مضرة -إن شاء الله تعالى-.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا نساء (
259342 -
265858 -
230225).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.