أهلي يضايقونني بالعنف والشتم وأنا لا أتحمل ذلك.. فكيف أتعامل معهم؟
2011-11-20 09:25:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا حساسة لدرجة كبيرة, أهلي من النوع العنفواني الذي يسب ويضرب ويحب المشاكل، وأنا عكس هذا تماما من أهلي، فأنا حساسة، ولا أحب أن أجرح مشاعر أي فرد من أفراد الأسرة، ولكن أهلي يفعلون العكس، وهذا يمنعني من أشياء أحبها.
ودائما يستعملون لغة الأمر لأنني صغيرة، وحين أقول الحقيقة يسمونه (طولت لسانها) أو قلة أدب، وحين يزعجونني أبكي بشدة، وأتمنى الموت، وأن أرتاح من الدنيا، وأذهب إلى ربي، صبرت كثيرا ولكنني لا أتحمل العنف لأني شخصية مرحة، وأحب المرح، ولكن سرعان ما يضياقونني، وهذا يشعرني بالحزن الشديد، ويؤثر على دراستي، فما الحل؟
أسأل الله أن يحل مشاكل جميع المسلمين والمسلمات.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبالنسبة لحالتك أعتقد أنك يمكن أن تنتهجي مناهج مختلفة قليلاً، وذلك بأن تنظري إلى الجوانب الإيجابية في أسرتك، فأنت الآن تركزي على الجوانب السلبية، فلابد أن تكون هنالك إيجابيات في منهج ونمط الأسرة التربوي، فحاولي أن تعززي هذه الإيجابيات.
ثانيًا: الجئي إلى الحوار البسيط خاصة مع والدتك، وتحيني الفرص والأوقات التي تكون فيها في وضع نفسي جيد ومرتاحة، ويمكن أن تطرقي معها أي نوع من المواضيع.
ثالثًا: بالنسبة لخروج البنت، لا شك أنه يسبب الكثير من الهم والانشغال بالنسبة للأسر، لأنك كما تعرفين أيتها الفاضلة الكريمة أصبح الآن يوجد مشاكل اجتماعية كبيرة جدًّا، والكل يحاول أن يحمي بناته وأولاده، وهذا منهج حقيقة يجب أن لا يرفض، لكن الأمر كله يتم عن طريق الحوار وعن طريق التفاوض وعن طريق الأخذ والرد.
بالنسبة لما يقولونه عنك أنك طويلة لسان أو قلة أدب أو شيئا من هذا القبيل: لا تركزي على هذه الأمور، حاولي أن تتجاهليها، وحاولي أن تكوني من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وكوني من المحسنين، وحاولي أن تكسبي بر والديك، هذا مهم جدًّا، وبالتدريج إن شاء الله سوف تدركين أنك أصبحت متميزة في داخل البيت وأنك تتمتعين باحترام والديك وكل من حولك.
الإنسان يمكن أن يفرض نفسه ويفرض إرادته ويفرض منهجه حتى وإن كان يعيش في ظروف سلبية جدًّا، فأنا أوصيك بأن لا تستجيبي لردود الأفعال، كوني هادئة، كوني مشاركة في شؤون الأسرة، وفي اللحظات التي تكون فيها مشاكل بين أفراد أسرتك وانفعالات وضرب وشيء من هذا القبيل: ابعدي أنت، اذهبي إلى غرفتك، حاولي أن لا تشاركي، وهذه رسالة قوية جدًّا للأسرة أنك ترفضين هذا المنهج وأن هذا المنهج غير مقبول. وبعد أن تهدأ الأمور يمكن أن تدخلي في نقاش بسيط ولطيف وبكياسة مع والدك ووالدتك أو إخوتك، أن هذا السلوك ليس سلوكًا جيدًا، لماذا لا نكون أكثر ترابطًا ومودة ومحبة فيما بيننا.. هذا يفيد كثيرًا.
نصيحتي لك أيضًا أن تصرفي جهدك الذهني والفكري حول الدراسة، هذا يجعلك تتجنبي الاحتكاكات الكثيرة مع أفراد أسرتك، ركزي على الدراسة، استشعري قيمة العلم، هيئي نفسك لأن تكوني إنسانة متميزة. هذا يفيدك كثيرًا.
حاولي أيضًا أن تنضمي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن مثلاً، اطلبي ذلك من والدتك وأنا متأكد أنها سوف تهيئ لك الظرف، هذا أيضًا يساعدك في أن تقللي ساعات الاحتكاك مع أسرتك.
لا تحزني أيتها الابنة الفاضلة، التفكير في الانتحار وتمني الموت هذا لا يجوز، وهذا خطأ كبير، وليس حلاً، وأنا متأكد أن هذه المشاعر هي مشاعر انفعالية وقتية إن شاء الله تعالى، لكن اعرفي أن الحياة جميلة، اعرفي أن المستقبل لك إن شاء الله تعالى، وكثير من الأسر التي كانت تنتهج مناهج تربوية خاطئة تغيرت بسبب شخص واحد في الأسرة، فأنا أريدك أن تكوني هذا الشخص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.