أرغب بالزواج مع أخي وزوجتي ترفض ذلك ولا أستطيع التأجيل فما الحل؟

2011-11-07 17:34:24 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا عقدت في الأسبوع الماضي, والعادات لا تسمح لنا بالرؤية الشرعية, وقد تم تحديد زواج أخي في الأشهر المقبلة, وأردت أن أدخل معه في هذا الزواج, ويكون زواجنا في ليلة واحدة, ولا يمكنني أن أؤجل الزواج لأسباب:

1/ أنا أعاني من فورة الشهوة, وقد تسببت لي في بعض المعاصي.

2/ أنا لا أستطيع القيام بزواج منفصل إلا في السنة المقبلة من زواج أخي.

3/ الأحوال المادية.

4/ توزيع كروت الحفل, واستئجار قاعة الزواج.

الحاصل أن زوجتي اتصلت بي وأخبرتني أن الموعد لا يناسبها؛ لأن هذه الفترة فترة دراسة, وتريد التحصيل الجامعي, وهي عنيدة نوعا ما, وتريد تأجيل الزواج.

أفيدوني, جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العتيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في زواجك، وأن يهدي لك زوجك، وأن يعينها على أن تكون بارة بك, محسنة إليك, مطيعة لك، وأن يصرف عنها هذا العناد، وأن يجعلها من المطيعات، وأن يجمع بينك وبينها على خير، وأن يرزقكما الأمن والأمان, والسعادة والاستقرار.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل - أقول لك بداية: إذا كنت تستطيع أن تؤثر على أخيك أن يؤجل مثلاً هذا الدخول مثلاً لفترة شهر أو شهرين, أو إلى أن تنتهي المرحلة الدراسية، فلعل ذلك أن يكون هو أيسر الحلول، وهو الحل الأول، أن تتكلم مع أخيك وتحاول إقناعه بأن يؤجل دخوله, ولو أن تتوسط في المدة، يعني بدلاً من أن يكون في هذا الوقت -إذا كان فعلاً هذا الوقت لا يتناسب مع ظروف زوجتك- حاول أن تتكلم مع أخيك، فإن قدّر الله واستجاب فبذلك تكون المسألة قد انتهت، وإن قدر الله وكان قد ارتبط وأصبح من المتعذر عليه فعلاً أن يؤجل زواجه وأن يؤخره عن الفترة التي حددها، وإن كنت أرى أن هذا أمر سهل ليس أمرًا صعبًا، ولكن يحتاج إلى إقناع, وإلى نوع من التضحية إكرامًا لك.

إذا لم يتيسر ذلك فلن يكون أمامك إلا الانتظار الطويل؛ لأنك الآن تقول الظروف المادية, وتقول بأن هناك أمورا أخرى صعبة أيضًا تعاني منها، فمعنى ذلك أنه ليس لك إلا أن تحاول في التالي:

1) إما أن تؤجل زواجك تأجيلاً طويلاً حتى تتيسر ظروفك المادية, وتصبح قادرًا على تكاليف العرس, وقاعة الزواج, وكروت الحفل, وغير ذلك، فقد تحتاج لبعض الوقت الزائد مثلاً حتى يتيسر لك ذلك، حتى وإن فاتت المدة التي قد تتناسب مع ظروف زوجتك, وتبقى معاناتك من ناحية المعاصي إلى غير ذلك، كذلك أيضًا الأحوال المادية التي ذكرتها, وغير ذلك.

إذن إن تيسر ذلك فهذا يكون نوعًا من الحل، ولكن الحل الجذري والقوي الذي ينبغي أن لا يتقدم عليه حل هو مسألة:

2) ضرورة إقناع زوجتك بأن هذه مصلحتنا, وشرح الظروف أمامها، بأنك ما فعلت ذلك إلا للأسباب الآتية (واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة) وتكون صريحًا معها؛ لأنها ستكون امرأتك, ولا بد أن تعرف ظروفك، وأن تعرف كيف تفكر، وأن تدع عنادها، وهذا العناد حقيقة منذ أن قرأت رسالتك وأنا متوجس منه خيفة؛ لأن المرأة العنيدة ستكون صعبة المراس، تكون أحيانًا مستحيلة, أو متعبة في الانقياد, وتجعل الحياة تتعرض لمطبات كبيرة، وقد تعرض الحياة الزوجية للخطر نتيجة إصرارها على بعض مواقفها, وعلى وجهة نظرها، وقد تكون غير موفقة، إلا أنها نظرًا لعنادها قد تصر عليه، مما يجعل الأسرة تدفع ثمنًا فادحًا، وقد يترتب عليه أشياء كثيرة -لا قدر الله-.

فأنا أتمنى أيضًا أن تجعل هذا فرصة لترويضها، وأن تبيّن لها أنك التزمت, وأنك أعطيت كلمة، وأننا لن نطيل في مسألة مراسم الزواج، وإنما من الممكن أن تكون المناسبة في أقصر فترة زمنية ممكنة، حتى تتمكن من مواصلة رسالتها, وتكميل دراستها, وتحصيلها -كما ذكرت وأشرت في رسالتك-.

إذن لديك خيارات ثلاثة:

الخيار الأول: محاولة إقناع أخيك بتأجيل زواجه لمدة أخرى حتى تكون قريبة من نهاية العام.

الأمر الثاني: أن تؤجل زواجك أنت إلى فترة أطول, حتى وإن فاتت مرحلة الصيف بحجة أنك لست قادرًا ماديًا, وظروفك لا تسمح.

الأمر الثالث- وهو العلاج الناجح حقيقة-: محاولة ترويض امرأتك, وإقناعها بأن يتم الزواج في وقت زواج أخيك؛ لأن هناك مكاسب وفوائد عظيمة ينبغي أن نحرص على استغلالها لما يترتب عليها من خير، بدلاً من أن ندخل الحياة الزوجية ونحن قد حمّلنا أنفسنا أوزارًا من الديون, ونحن في غنىً عن ذلك، وكان من الممكن أن يتم التنازل عن ذلك، أو يتم تجاوزه دون هذه المخاطر.

وبيّن لها -كما ذكرت لك أيضًا- بأننا سنقلل مدة الاحتفال بالعرس إلى أقصر فترة ممكنة، حتى لا تنقطع هي عن الدراسة, ولا تتوقف عن التحصيل الجامعي.

إذن هذه هي الخيارات الثلاثة التي أمامك، وكم أتمنى فعلاً أن تبدأ من الآن في ترويض زوجتك؛ لئلا تسبب لك حرجًا في حياتك في المستقبل؛ لأن من أخطر التحديات التي تواجه الحياة الزوجية إصرار المرأة وعنادها على رأيها في أمر كان من الممكن أن يتم تجاوزه لو أنها كانت سلسة, وتتمتع بالمرونة.

أسأل الله تعالى أن يشرح صدر زوجتك لقبول فكرة أن يتم الزواج مع أخيك في نفس التوقيت, كما أسأله تبارك وتعالى أيضًا أن يعينك على ترويضها, وعلى كبح جماحها، وعلى إقناعها بأن هذا الأسلوب الذي هي عليه ليس أسلوبًا مثاليًا، وأن الإصرار على الرأي إنما هو عبارة عن قنبلة موقوتة توضع في كيان الأسرة, يوشك أن يدمّر بنيانها, وأن يذهب بأركانها، وإنما لا بد أن نتمتع بقاعدة الشورى والمرونة في المواقف، وأن نقدم الأصلح على الصالح والأهم على المهم، وأن نراعي مشاعر بعضنا بعضًا، وأن نقدر ظروف بعضنا بعضًا.
لا بد من تأهيلها لذلك, وتهيئتها له حتى يتسنى لها أن تقوم بأداء رسالتها على أحسن ما ينبغي أن تقوم.

هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net