تقدم لخطبتي شاب مؤهله الدراسي أقل من مستواي، فهل أتزوجه؟
2011-11-07 16:48:14 | إسلام ويب
السؤال:
أنا محتاجة جداً لأن تقفوا معي، وكل همي أن أرضي ربي تبارك وتعالى.
موضوعي بدأ منذ شهرين لما تقدم لي شخص أكبر مني بسنتين ونصف، فعمره 23 ونصف وعمري 21، وقد وجدته طيباً ومتديناً وأخلاقه كريمة، لكني لاحظت أنه هادئ جداً وأنا أتضايق من الهدوء ، ومع ذلك لم أهتم لهذه النقطة لأني قلت إن الأخلاق أهم.
المشكلة الكبرى أنه من قرية وأنا من المدينة ، وأيضاً أنا جامعية وهو مؤهله متوسط، وتفكيره أقل مني.
صليت استخارة أكثر من مرة ولم أصل لحل ، خاصة وأني لوحدي فليس معي أحد أثق في رأيه؛ فوالدي متوفى، ووالدتي موافقة لسببين:
الأول أنها تريد التخلص من همي ، والثاني أنه موظف ثابت ومرتبه طيب، لكني لا أعرف كيف أتخلص من مشكلة أن تفكيره أقل من تفكيري ، بمعنى أنه في حاجات كثيرة في نقاشاتنا لا توجد عنده فكرة عنها ، ودائماً البنت تحب الرجل الذي يفهمها ويحتويها، لكني ومع ذلك وافقت على الخطوبة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وأيضاً ليس لي أحد بعد وفاة والدي.
أرجوكم ، أخبروني ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك، وأن يجعل لك في هذا الأخ الذي تقدم إليك نصيبًا، وأن يعينك على النهوض ببعض نقاط الضعف التي عنده، وأن يوفقكما لحياة زوجية آمنة طيبة مستقرة.
بخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – أنا أقول لك: استعيني بالله وتوكلي على الله، فمسألة الفارق هذه أتصور أنها ليست بهذا الحجم الكبير من الأهمية، ثم بعد ذلك الحياة الزوجية الرجل والمرأة يكمل بعضهما بعضًا، فالرجل كما ذكرت يتمتع بطيبة والتزام ديني وخلق كريم وهو موظف ثابت وراتبه جيد، هذه فرص نادرة، هل ترضي أن يأتيك إنسان جامعي تفكيره أعلى من تفكيرك ولكنه صعلوك لا يستطيع أن يُنفق عليك لنصف شهر؟!
أرى أن تتوكلي على الله، وأن لا ترفضي هذا الأخ، خاصة وأنك وافقت على الخطوبة، وأنت تقولين وافقت من باب السنة وأيضًا نظرًا لعدم وجود أحد، أقول: رائع جدًّا أن توافقي لأن الله تبارك وتعالى أمرك بذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنا واثق إن شاء الله ما دمت قد قبلته من هذا الباب أن الله سيكرمك، وأنك ستستطيعين بإذن الله تعالى التغلب على هذه المشكلة.
هناك أسر كثيرة جدًّا نجد الرجل فيها ضعيف الشخصية، ونجد امرأته قوية الشخصية، ولا يشعر بذلك أحد، فالأسر مستقرة وهادية، لأن المرأة تحاول أن تسدد آراء زوجها وأن تكون مستشارة بالنسبة له، وأن تعينه على اتخاذ القرارات الصائبة والحياة جيدة.
لا أرى أن هذا حقيقة عيب كبير، ولا أرى أن هذا أمر ينبغي أن يُقلقك، وقد يكون هذا بالنسبة لك في الظاهر، ولكن من الممكن فعلاً إذا تزوجتما تستطيعين أن تعينيه على أن يقرأ بعض الكتب مثل «كيف تكون قياديًا ناجحًا» و«كيف تكون لك القدرة على صنع القرار» وتوجد الآن دورات وكتب تتكلم عن علاج مثل هذه الحالات.
الأمر ليس صعبًا ولا مستحيلاً، والرجل يتمتع بصفات رائعة، أتمنى أن لا يفوتك أبدًا، لأنك تعلمين أن هناك ملايين الفتيات في مصر لم يتقدم لهنَّ أحد، رغم أنهنَّ يتمتعن بمؤهلات جامعية، وقد تكون فوق الجامعية، ويتمتعن بقدر كبير من الجمال إلا أنه لم يتقدم لهنَّ أحد، فما دام قد تقدم لك وطرق بابك ووافقت على خطبته فأرى أن تستعيني بالله وألا تعطي فرصة للتفكير في هذه السلبية التي عندك، وإنما انظري إلى الإيجابيات، لا تكوني كالمتشائمين الذين ينظرون إلى الجدار الأبيض فلا يجدون إلا نقطة سوداء فيقولون يعيب هذا الجدار أن فيه نقطة سوداء، نقول سبحان الله وهذه المساحة البيضاء ألم تلفت انتباهكم؟!
أنت الآن تتكلمين عن نقطة من قطرة في بحر، فلا ينبغي أن تكون هي السبب للأزمة النفسية التي عندك، وإنما دائمًا إذا ما جاءك الشيطان بهذه الفكرة قولي لنفسك: الرجل يتمتع بمهارات راقية، وهذه لا تساوي شيئًا، وأنا سوف أعينه بإذن الله.
خذي قرارًا من داخل نفسك من الآن أنك لا تعتبرين هذا عيبا فيه، وإنما اعتبري هذا نوعا من الضعف الذي يحتاج إلى مساعدة وعلاج، وطبيبه أنت، وعلاجه في يدك، وينبغي عليك أن لا تشعريه أبدًا بأنه أقل منك في التفكير أو أقل منك في المستوى الثقافي، لأن هذا الأمر يقتل الرجل داخليًا ويقتل العاطفة والحب في قلبه، قد يكون في الظاهر يتعامل معك على أنه يحبك ولكن في الواقع يكرهك، لأنك دائمًا تضغطين على نقطة الضعف التي عنده، ولذلك إياك ثم إياك أن تتكلمي معه أبدًا عن هذا الموضوع، اعتبري الموضوع موضوعا عاديا جدًّا، وحاولي أن تتكلمي معه إذا وجدت نقطة معينة فيها بعض القصور حاولي أن تقدمي رأيك وأن تقولي له: ما رأيك أن نفعل كذا وكذا، وكأنه رأيه هو، وبذلك سيحبك جدًّا، لأنه سيعلم أنك سترت عليه، ويعلم أنك تساعدينه، ويعلم أنك تعرفين نقطة ضعفه إلا أنك لم تعاتبيه فيها، وبذلك ستكون حياتكما في قمة السعادة.
رجائي لا تركزي على هذه النقطة ابنتي الفاضلة شذى، لأن هذا التركيز من عمل الشيطان، وفكرة أن مؤهلك جامعي ومؤهله متوسط، هذه فكرة شيطانية، قد يكون الرجل لا يحمل أي مؤهل ويستطيع أن يقود أمة كاملة، ولكن اجعلي دورك دور مساعد له، وإعانة له، ولكن دون أن تشعريه بأنه ضعيف في هذا الجانب، أو أن تقولي له: «أنت لا تفهم، أنا غلطانة أني تزوجت رجلا أقل مني مستوى» وليس أقل منك، فقد يكون أفضل منك بمراحل عند الله تبارك وتعالى، وعند الناس أيضًا، خاصة وأن الله قال: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمنَّ عليك بالارتباط بهذا الأخ الصالح في أقرب فرصة، وأن يجمع بينكما على خير، وأن تسعدين به وأن يسعد بك، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.