هل أوافق على من تقدم لخطبتي وإن لم يكن ملتزما؟
2011-10-26 08:56:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أنا فتاة ملتزمة, ولبست الحجاب الشرعي, أحب البيت, وأحب المكوث فيه, قليلة المعارف والزيارات, ولكني ألاحظ مجيء الخطاب غير الملتزمين إلى خطبتي دون الملتزمين؛ مما يجعلني في حيرة, على الرغم من أن شكلي مقبول, أم أنهم يسعون إلى الفتاة الفائقة الجمال, تاركين باقي الصفات من تدين, وأخلاق, وعلم, وغيرها من الأمور, هل أوافق على من يأتي إلي تحت ضغط الأهل، أم أنتظر من أعجب بدينه وخلقه والتزامه لنبني بيتا مسلما على قواعد ثابتة؟
يأتيني في بعض الأحيان شعور بأنني لن أتزوج, لا أدري هل هذا استنباط المستقبل بشعوري، أم أن ذلك من وسوسة الشيطان؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسلم به آخرتك.
الأخت الفاضلة: بداية فإن الشعور الذي تشعرين به من عدم الزواج هو شعور عام عند كل الناس إذا أرادوا أمرا هاما, وبدؤوا ينتظرونه, وربما يكون هذا الشعور قاسما مشتركا عند الفتيات في مثل عمرك، وبعد الزواج لو تأخر الحمل بضعة أشهر يأتيها نفس الشعور بأنها لن تحمل، وهذا من تلبيس إبليس فلا تهتمي به -أيتها الفاضلة- ولا تدرجيه في سلم أولوياتك .
ثانيا: إننا نؤمن -أيتها الفاضلة- أن الأمور تسير بقدر الله، والله يقدر للعبد الخير، وزوجك الذي تبحثين عنه وأنت حائرة هو معلوم باسمه ووصفه في علم الله، فهوني الأمر على نفسك, واستمسكي بربك, وصلي حبالك به, فما خاب عبد اتصل بالله وأوثق حباله به.
ثالثا: إن الالتزام والمكوث في البيت لا يؤخر خاطبا, كما أن الخروج من البيت لا يجلب خاطبا, بل الأمر في كلا الأمرين خاضع لأمر الله وتقديره, فالأمر بيد الله وتقديره.
رابعا: بالنسبة للمتقدم الذي جاء لأجل التزامك فهو أحد رجلين: إما محب للطاعة لكنه متكاسل أو غير ملتزم، أو باحث عن مغنم ما من الزواج بك، وعليه أختنا فإن كان من المحبين لأهل الطاعة وغير بذيء الخلق فلا بأس بالقبول به بعد الاستخارة والاستشارة وإن لم يكن ملتزما فلعل الله يجعل هداه وتقواه على يديك.
خامسا: علمنا الله عز وجل -أيتها الفاضلة- أن المرء إذا خير بين أمرين عليه أن يستخير, وأن يستشير, والاستخارة كما علمنا النبي من حديث جابر قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ).
فعليك بالاستخارة على كل قادم مع السؤال من قبل أهلك, فإن وفق الله الأمر, وتم الزواج فهذا خير, وإن لم يتم الزواج فهذا هو الخير, وبذلك يستريح فؤادك.
سادسا : عليك -أيتها الفاضلة- بكثرة الصلاة, والدعاء إلى الله عز وجل أن يرزقك الله الزوج الصالح الذي تسعدين به في الدارين.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه, ونسأل الله أن يبارك فيك, والله ولي التوفيق.