الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنا سأجيب على سؤالك إجابة مباشرة، وهي أنني أؤكد لك أن حالتك بسيطة جداً، بسيطة للدرجة التي لا أقول لك أنه يجب تجاهلها، لكن يجب أن لا تسبب لك انشغالاً؛ لأن كل الذي تعانين منه هو قلق نفسي بسيط، والقلق يؤدي إلى ضعف التركيز لدى بعض الناس، وأنت وصفت التشوش في التركيز الذي تعانين منه بصورة جميلة جداً.
القلق أيضاً قد يكون له مكون اجتماعي, بمعنى أن الإنسان يرهب مواقف معينة, ويحس بالخجل, وهذا لديك أيضاً، وحتى مجرد استفسارك هل حالتي صعبة؟ أعتقد أن ذلك دليل على وجود هذا القلق، فأرجو أن تطمئني أيتها الفاضلة الكريمة، فالقلق قد يكون متأصلاً في شخصية الإنسان وجزءاً من تكوينه وبنائه النفسي، وقد يكون مرتبطاً بالظرف الاجتماعي والبيئة, وكيفية تفاعل الإنسان وتصديه للأحداث الحياتية.
الذي أراه أن لديك استعداداً بسيطاً للقلق، ليس من الدرجة الأولى, وهذا ليس مخيفا أبداً, وحين تحدث لك تفاعلات اجتماعية سلبية, هذا ينشط القلق والمخاوف لديك، أنا أريدك أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، أنا أؤكد لك أن الخوف من التلعثم أثناء الكلام هو نتاج من الخوف والقلق، وأؤكد لك أن لسانك طلق, تعبيراتك جيدة, احمرار الوجه يجب أن لا يسبب لك قلقاً؛ لأنه بسيط جداً, وينتج من زيادة بسيطة في تدفق الدم نسبة لإفراز مادة تسمى بالأدرنالين, وهذه تنشط القلب, ولذا يحدث الاحمرار، ومعظم الناس يتلقون هذا الاحمرار بمبالغة شديدة -أي أن الشعور به أكثر من حقيقته- فأرجو أن تطمئني تماماً، وعلاج حالتك هو أن تتفهميها, وحاولنا أن نشرح ذلك، هذا أولاً.
ثانياً: خصصي وقتاً لهذا القلق، قولي لنفسك أنا سوف أقلق لمدة نصف ساعة فقط، لكن ثلاثة وعشرين ساعة ونصف لن أكون قلقة, هذا نوع من الحيل النفسية التي تبدوا أنها سخيفة لكنها تفيد بعض الناس.
ثالثاً: عليك أن تستفيدي من وقتك بصورة صحيحة, ولا تدعي مجالاً للفراغ.
رابعاً: تمارين الاسترخاء مفيدة وجيدة, وأرجو أن تطبقيها بصورة صحيحة.
خامساً: التعبير عن الذات, لا تكتمي, كوني منفتحة، تواصلي اجتماعياً، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، الأنشطة الثقافية، الأعمال الخيرية، التواصل مع الأرحام، بر الوالدين، الحرص على المشاركة في الأنشطة المنزلية والقرارات الأسرية، هذا يساعد في البناء النفسي مما يؤدي إلى استقرار وجداني كثير, ويزيل عنك هذا القلق - إن شاء الله تعالى -.
بالنسبة للعلاج الدوائي أنت لديك تحفظات حوله, وأنا حقيقة لا أرى أنك في حاجة للسترال, أو مجموعة الأدوية التي ربما تكون قوية بعض الشيء بالرغم من أنها سليمة جداً، دواء بسيط مثل العقار الذي يعرف باسم فلوناكسول (Flunaxol) واسمه العلمي هو فلوبنتكسول (Flupenthixol) هذا هو اسمه العلمي، يمكن تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم, وقوة الحبة هي نصف مليجرام تناوليها لمدة شهرين, ثم توقفي عن تناول الدواء، أعتقد أن هذا الدواء بهذه الجرعة البسيطة سوف يفيدك كثيراً، مع ضرورة تطبيق الإرشادات السلوكية الأخرى، الفلوناكسول ليس له آثار سلبية على الكلى أبداً، فأرجو أن تطمئني تماماً من هذه الناحية.
الآثار الجانبية التي حدثت لك في المرة السابقة, أنت ذكرت أنها آلام متقطعة في الكلى, حقيقة الكلى لها ألم خاص جداً, وكثير من الناس يخلط عليهم الأمر، الألم في منطقة الكلى غالباً هو ألم عضلي في معظم الحالات، وربما يكون هذا هو الذي حدث لك، أما تشقق الشفاه فقد يكون من قبيل الصدفة, ولم أسمع أن اللسترال يؤدي إلى ذلك، لكن القلق قد يؤدي إلى ذلك، ودرجة القلق لديك مرتفعة ومصادفة حدث هذا التشقق في الوقت التي كنت تتناولين فيه اللسترال، وأعتقد بتناولك للفلوناكسول, واتباعك للإرشادات أرى أنه سوف يفيدك - بإذن الله تعالى -.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للقلق: (
261371 -
264992 -
265121 ).
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.