ما هي الجرعة المناسبة من دواء فونكسول لمن عنده قلق واكتئاب ذهاني؟
2011-10-11 10:57:40 | إسلام ويب
السؤال:
الدكتور الفاضل مأمون مبيض:
ما هي الجرعة المناسبة لمن عنده قلق واكتئاب ذهاني مشخص، أقول عنه متوسط مع وجود هلاوس بصرية بسيطة من دواء فلونكسول؟ وهل نصف ملجم كافية يوميا؟ وهل هذا الدواء يرفع هرمون الحليب ويؤثر على الدورة الشهرية وبأي جرعة وما تأثيره على الوزن والنوم والجنس؟ وهل من الممكن أخذه سنوات مثل مضادات الاكتئاب الأخرى مثل السيبراليكس والسيروكسات أم لابد من أخذه فقط لشهور قليلة والتوقف عنه؟ وما تأثيره إذا أخذ لخمس سنوات مثلا؟ وهل هو فعلا يؤدي لارتعاشات في الشفاه وفي أماكن أخرى من الجسم؟ وبأي جرعة؟ وهل هو يؤدي للإمساك؟
أريد معلومات كافية ووافية عن هذا الدواء الذي يقال عنه أنه عجيب وفي نفس الوقت أنه قديم وأيهما أفضل هو أو سيروكويل بجرعة منخفضة؟ وأيهما تفضل يا دكتور؟ وكم جرعة السيركويل في هذه الحالة؟
ثم إني أريد أن أسأل سؤالا عن حياة الأشخاص المليئة بالعمل والمسئولية الجسيمة مثل المشاهير والرؤساء ورجال الأعمال هل صحيح أنهم يأخذون عدة من أدوية نفسيه لكي يناموا( مثلا زاناكس + ربع حبة سيروكويل + نصف حبة ريميرون) ومن واقع خبرتك يا دكتور ماذا يأخذ هؤلاء عندما يفارق النوم أجفانهم؟
وشكراً لك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
فلونكسول من الأدوية النفسية التي تعمل من خلال التأثير في نقل عصبي نسميه "الدوبامين"، وهو أحد أكثر من أربعين من النواقل العصبية، والتي نعرف بعض الأمور على عدد قليل منها.
وهو في جرعات كبيرة يستعمل في علاج أمراض نفسية شديدة كالذهان، ومنها الفصام أو الهوس، ولكن في جرعات خفيفة نستعمله في علاج بعض الحالات الخفيفة من الاكتئاب، وأمراض اضطراب العاطفة أو المزاج عموما.
وليس هناك حدّ ثابت من الجرعة الأقل التي يمكن أن نستعملها في علاج الاكتئاب الخفيف، ويمكن أن يكون نصف (0.5) ملغ أو حتى ربع (0.25) ملغ، والطريقة الأفضل هي البداية بالجرعة الأقل، ومراقبة تحسن المريض خلال 2-3 أسابيع، ومن ثم زيادة الجرعة حتى نصل للتأثير المطلوب، وهذا الدواء من الأدوية التي يمكن أن يشعر المريض بتأثيره الإيجابي خلال 2-3 أيام.
ولأنه يعمل من خلال "الدوبامين" فإنه يزيد من هرمون زيادة إفرازالحليب "البرولاكتين".
وهو يمكن أن يزيد الشهية أو ينقصها، وكذلك الوزن زيادة أو نقصانا، وقد يحث بعض اضطرابات النوم، ويمكن أن يحدث ضعف الانتصاب عند الرجل، واضطراب الدورة الشهرية عند المرأة.
نعم يمكن أخذه لسنوات، طالما أن هناك استطباب أو حاجة طبية لاستعماله، وطالما أن المريض مستفيد من هذا الدواء، وإلا فالأفضل الانتقال لدواء آخر.
ولا أحتاج أن أؤكد هنا على ضرورة متابعة هذه الأدوية النفسية من قبل طبيب متخصص، للعديد من الأسباب، في مراقبة المرض والأعراض، وتغيير الدواء وفق ما يناسب المريض، فبعض الأدوية قد تعالج مرضا كالاكتئاب إلا أنها تثير ربما مرضا آخر كالهوس.
ولا ينصح بإيقاف هذا الدواء وغيره من الأدوية النفسية بشكل مفاجئ، وإنما لابد من التدرج، لأن هناك أعراضا للانسحاب يعرفها الطبيب المتخصص.
وككل الأدوية التي تعمل من خلال "الدوبامين" فإنه يمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض الجانبية، نسميها بالأعراض العضلية كارتعاش خفيف في الوجه والشفتين واللسان، وربما نقلل من احتمال حدوث هذه الأعراض بوصف الجرعات الأقل والأخف، وهو الحال في معزم حالات الاكتئاب.
ويمكن لهذا الدواء وكذلك الدواء الآخر الذي ذكرت "سيروكويل" أن يستعملا في حالات الاضطرابات العاطفية كالاكتئاب مثلا من باب الحفاظ على توازن الحالة العاطفية للحدّ من الاكتئاب الشديد أو الهوس الشديد وهو الحالة المعاكسة للاكتئاب.
ويستعمل السيروكويل في علاج الفصام وحالات الاضرابات العاطفية الثنائية القطبية (الهوس الاكتئابي) وتتراوح الجرعة من 25 ملغ إلى 400 ملغ في اليوم.
وأما بالنسبة لسؤالك عن "أدوية المشاهير" فليس هناك وصفة واحدة لكل هؤلاء، وكل حسب حاجته وطبيعة الصعوبة التي عنده، وكثير منهم ليس بالضرورة أنهم يتناولون الأدوية، وحتى إن احتاج الواحد منهم لدواء منوّم، فليس هناك دواء واحد، وهذا بحسب المريض، وبحسب الطبيب وخبرته في هذه الأدوية، طالما أن هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تساعد على النوم.
الملاحظة الأخيرة، من الواضح أن خبرتك جيدة في نطاق الأدوية النفسية، أهنئك على هذا الاطلاع!
والله الموفق.