الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
رسالتك واضحة جداً، وصرحت فيها بكل ما تراه، ويؤثر عليك فيما يخص صحتك، وهذه الحالة التخوفية التي تعاني منها هي نوع من مخاوف القلق، ومخاوف القلق دائماً تسيطر على الناس في أعز ما لديهم، وتجد الوساوس والمخاوف حول الدين وحول الصحة، وحول الأداء الجنسي، هذه مناطق يعرف تماماً أن الإنسان الذي لديه بعض الهشاشة النفسية تتوتر نفسه، وينعكس ذلك سلباً على صحته.
الذي أود أوضح لك قبل أن أتكلم عن الدواء ( السبرالكس) وأؤكد لك أن الحالة بسيطة، لكنها تطلب منك شيئا من الحزم في التعامل مع ذاتك، الحزم يتمثل في الآتي، أولاً أن تكون لك قناعة تماما بما ذكره لك الأطباء من أنك لا تعاني من علة طبية، وفي نفس الوقت يجب أن تقوم بترتيب مواعيد دورية مع الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة الذي تثق به، وذلك لعمل الفحص والمناظرة الطبية الدورية، وهذه يمكن أن تكون مرة كل ثلاثة أشهر، أي أربع مرات في العام، وليست أكثر من ذلك هذا يا أخي وجد أنه مطمئن جداً، خاصة للذين يعانون مما يعرف بالمراق المرضي، وهو أن الإنسان تجده يحمل هموماً حول صفحته، ويعتقد أنه مصاب بأمراض معينة، وتجده ينتقل من طبيب إلى آخر.
يجب أن تمارس الرياضة؛ لأن الرياضة تزيل القلق وتزيل المخاوف، وتعطي الإنسان الشعور بأن صحته الجسدية وصحته النفسية، في وضع جيد وهذه حقيقة.
يجب أن توجه طاقاتك لما هو أفيد، وذلك يمكن أن تصل إليه من خلال حسن إدارة الوقت، وتخصص وقتا لعملك، وعملك بالفعل يتطلب التواصل الاجتماعي، وهذه فرصة عظيمة لك لتأهيل نفسك نفسياً واجتماعياً، وقتا للراحة، ووقتا للرياضة، ووقتا للعبادة، أوقات التواصل الاجتماعي، والترويح عن النفس وهكذا، يجب أن تكون هنالك منظومة مرتبة لتدير الوقت من خلالها إدارة صحيحة.
أنت لديك الكثير والكثير جداً من الإيجابيات لديك الأسرة والزوجة والذرية، والعمل، فيا أخي الكريم يجب أن تقدرها وتستشعرها وتحمد الله عليها، وتجعل هذه الإيجابيات قاعدة لتطلب من خلالها المزيد من الإيجابيات والإنجازات.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أرى أنه مطلوب، وأنه جيد، وأن السبرالكس يعتبر هو أحسن الأدوية التي تفيد في هذا المجال، أود أن أذكر لك بعض الأمور المتعلقة حول هذا الدواء، الدواء نستطيع أن نقول أنه من أنقى وأسلم الأدوية التي أدخلت إلى أسواق الأدوية، خلال العشرين سنة الأخيرة، ما ذكر حول الصعوبة من التخلص من الدواء هذا ليس صحيحا.
هذا يحدث للذين لا يطبقون التعليمات، والإرشادات الطبية الصحيحة، أو تكون معلوماتهم حول الأدوية واستعمالها معلومات مغلوطة، وليست صحيحة من مصادر طبية جيدة.
بالنسبة للأثر الجنسي السلبي السبرالكس قد يؤدي إلى تأخير في القذف لدى بعض الرجال، وقد يؤدي إلى افتقاد الرغبة الجنسية في قلة قليلة جداً من الرجال، وهذا نشاهده مع الجرعة الكبيرة مثل 20 مليجرام أو أكثر، لكن هنالك أيضا من تحسن أدؤهم الجنسي باستعمال السبرالكس، خاصةً الذين يعانون سرعة القذف أو يعانون الاكتئاب النفسي مثلاً.
أخي لا تشغل نفسك بهذا الأمر، لأن التفكير فيه ومحاولة البحث عن السلبيات حول الدواء هذا قد يؤثر عليك سلبياً.
الآثار الجانبية التي حدثت لك حين بدأت في تناول السبرالكس هذه نشاهدها لدى الناس الذين لديهم نوع من الحساسية، وعدم القدرة على التحمل، ونحن دائماً ننصح في مثل هذه الحالات أن يبدأ الإنسان بجرعة 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام وبعد عشر أيام ترفع الجرعة إلى 10 مليجرام.
لكن أنت الحمد لله بدأت بـ10 مليجرام، وأنا أقول لك استمر على هذا، وأؤكد لك بصورة قاطعة أن الآثار الجانبية سوف تختفي تماماً، تناول السبرالكس بعد الأكل وهنالك من يتناوله نهاراً، وهذا هو الأفضل، ولكن قد يشتكي البعض من الشعور بالكسل أو زيادة في النوم، وفي هذه الحالة نقول تناوله ليلاً.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة وهي 10 مليجرام فقط لكن يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر كاملة بعدها تخفض الجرعة إلى 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم 5 مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين بهذه الطريقة لن تكون عرضة لأي آثار جانبية لهذا الدواء.
ولمزيد الفائدة يراجع مطالعة العلاج السلوكي للقلق: (
261371 -
264992 -
265121 ).
وبالله التوفيق والسداد.