الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا تستغرب أبداً أن تصاب بالرهاب الاجتماعي بالشكل الفجائي هذا - كما ذكرت - فالغالب أن يبدأ عند غالبية الناس بهذا الشكل، ولا تستغرب أن يبدأ هذا الرهاب مع أن شخصيتك السابقة شخصية واثقة، وشخصية اجتماعية مع الناس، فهذا ما يحدث في أغلب الأحيان.
ولا تستغرب أن الرهاب قد حصل وأنت لا تدري سببه، فمعظم الحالات أصلاً تحصل عند الناس ولا يدرون سبباً له، بل طبيعة الرهاب الاجتماعي أن يظهر وكأنه لا يوجد سبب واضح له، فلا تتعب نفسك كثيراً بالبحث عن السبب، فقد لا نجد في أغلب الحالات، وحتى لو عرفنا سبباً محتملاً له، فالأمر يبقى احتمالاً، وهو لن يفيد كثيراً في العلاج.
ولا تستغرب أن ينتقل من رهاب الناس خارج البيت والأسرة، ومن ثم يمتد ليصل للأسرة ومن تعرف من الأقرباء، فهذا أيضاً قد يحصل مع الكثير من الناس، وطبيعة الرهاب الاجتماعي وما يرافقه من امتداد أنه يبدأ ينتشر من جانب لآخر من حياة الشخص، ولا تستغرب أنك حاولت كثيراً التخلص من هذا الرهاب، إلا أنه ما يزال يتعبك، فطبيعة الرهاب الاجتماعي أنه قد يكون مزمناً، وخاصة عندما يترافق مع تجنب المواطن الاجتماعية للقاء الناس.
ولعلك أدركت من الاطلاع على الأجوبة الواردة على هذا الموقع، مما له علاقة بالرهاب الاجتماعي، وهو منتشر، لعلك اطلعت أن العلاج الأمثل هو العلاج النفسي المعرفي السلوكي، الذي يمكن أن يشرف عليه طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي، حيث يقوم بتوجيهك لضرورة اقتحام المواطن التي تتجنبها وعدم تجنبها، وبضرورة الاحتكاك بالناس والاختلاط معهم، مما يمكن أن يقضي على الرهاب، أو يخفف منه على الأقل.
ويمكن للطبيب النفسي في بعض الحالات أن يصف أحد الأدوية التي يمكن أن تساعد الشخص على فعل هذا، وإن كان العلاج الاساسي هو السلوكي، والدواء مساعد فقط.
ويفيد جداً القراءة والاطلاع على طبيعة الرهاب الاجتماعي، فالمعرفة في هذا النطاق نوع من العلاج أيضاً، وبحيث لا يبقى الشخص يدور في حلقة يبحث عن تفسيرات وتعليلات للمرض، وهناك العديد من الكتب والمواقع التي تشرح هذا الأمر.
وللمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637 )
أسأل الله لك الشفاء والعافية.