أشعر بألم في الصدر مع نغزات... فما السبب والعلاج؟
2011-09-27 09:37:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أرجوكم أجيبوني تعبت والله، بعد ولادة ابنتي 40 يوما أحسست بآلام في الجهة اليسرى من الجسم، وبعدها بدأت نبضات قلبي تسارع، علما بأني أعيش في أمريكا ولاية كاليفورنيا، وذهبت إلى المستشفى وعملوا لي فحصا عاما والحمد لله سليمة، مجرد نقص فيتامينات وبعدها الحالة خفت.
ولكني الآن أشعر بألم في الصدر مع نغزات، بعض الأطباء يقول: قولون، وضيق نفس، مع نبضات قلب سريعة لمدة 3 دقائق، وأنا خائفة.
أرجوكم أجيبوني، فأنا في غربة منذ سنة، ومشتاقة لأهلي، والأطباء قالوا لا شيء مجرد قلق نفسي، وأحس بصعوبة في بلع الطعام، مع اصفرار وخدر اليد اليسرى.
آسفة على الإطالة، وأنا من المتابعين لكم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك، وعافاك الله مما أنت فيه بعد الولادة، وإن شاء الله أنت ومولودك بخير.
يبدو أن قصة معاناتك قد بدأت بعيد الولادة بقليل، وفي الحقيقة هناك بعض الأشكال من المعاناة النفسية المتعلقة بحالة ما بعد الولادة، وسأذكر هنا ثلاثة أشكال من الاضطرابات النفسية ما بعد الولادة.
الأول:
بعض الاكتئاب الخفيف مع شيء من القلق والنزق وضيق التنفس.
وهي من أخف الحالات، حيث تبدأ مباشرة بُعيد الولادة، وقد لا تطول لأكثر من أسبوع أو عدة أيام، وتشفى عادة من نفسها، من دون علاج، ومن غير مضاعفات.
وتنتشر هذه الحالة حيث قد تصيب نصف الأمهات بعد الولادة.
الثاني:
حالة شديدة من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو اكتئاب سريري شديد، حيث تظهر على الأم التي ولدت معظم أعراض الاكتئاب الشديد، من فقدان المتعة بالأمور المعتادة، والبكاء، والنظر السوداوية المتشائمة، وفقدان الشهية للطعام.
وتمتاز هذه الإصابة باضطرابات النوم الحادة والمزعجة، وقد تترافق مع الأفكار الانتحارية.
وقد يصيب هذا الاكتئاب 10% من السيدات اللاتي ولدن، وتبدأ الأعراض عادة بعد أسبوع إلى عشرة أيام بعد الولادة، وفي هذا الوقت تكون الأم قد خرجت من المستشفى، ولا تستطيع ممرضات قسم الولادة رؤية هذه الأعراض؛ لأن الأم التي ولدت قد تكون قد تركت المستشفى إلى بيتها، ولذلك فلا بد من التنبه الشديد لأعراض الاكتئاب، حيث قد تترافق أعراض الاكتئاب ببعض الأفكار الانتحارية، فلا بد من قيام الممرضات والزائرة الصحية من زيارة الأم التي ولدت في بيتها للكشف عن الحالة النفسية للأم وللطفل الرضيع حتى هذه اللحظة.
الثالث:
حالة شديدة من الإصابة بأعراض الاكتئاب الشديد مع بعض أعراض الذهانات، كالهلاوس السمعية والبصرية، وكذلك الضلالات المختلفة، والتي قد يتعلق بعضها بالطفل الوليد حديثا، مما قد يجعل الحاجة ماسة لإدخال الأم قسم الصحة النفسية مع رضيعها لضمان سلامة الطفل.
وهذه الحالة تحتاج للعلاج الدوائي من مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
المهم في الأمر أننا في مثل هذا العرض وتطور المرض الذي ورد في سؤالك أمر له علاقة وثيقة بالولادة، وبكل ما يمت لهذا الحدث بصلة، كالوضع النفسي للأم الولود، والتبدلات الهرمونية التي تمر هي بها، والوضع الأسري والاجتماعي.
وأحيانا قد تترافق هذه الأعراض السابقة ببعض أعراض القلق أو غيره من الرهاب أو الخوف العام، أو ما يشبه نوبات الذعر التي تكلمنا عنها مرارا والتي تشبه أعراضها تلك التي تكلمت عنها في رسالتك.
لابد لك من طبيب نفسي أو أخصائي نفسي يفحص حالتك العقلية والنفسية، ويحدد طبيعة العلاج المطلوب.
والخبر السعيد أنها حالات تستجيب عادة للعلاج الدوائي، بشكل سريع، سواء مضادات الاكتئاب أو بعض الأدوية الأخرى.
نسأل الله لك العافية.