علمت ابني الفصحى وسنعود للوطن...فكيف أتحدث معه؟
2011-10-24 12:29:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم,,,
بعد الشكر والتقدير لمجهوداتكم المتواصلة، أرجو أن تشيروا علي في أمري هذا: لقد بلغ ابني 3 سنوات ونصف من عمره, وهو يتحدث الفصحى بطلاقة معي, وبالعامية مع أمه -ولله الحمد- وذلك بعد اتباع طريقة الدكتور: عبد الله مصطفى الدنان في إكساب الطفل الفصحى بالفطرة.
الآن ونحن على أبواب العودة إلى الوطن لقضاء عطلة الإجازة, ولقاء الأهل, أودّ معرفة المنهج الذي يجب أن أسلكه معه أمام أهلي وأصدقائي؛ حيث أخشى أن نصبح محلّ سخرية إن كلمته بالفصحى أمامهم, بينما أخشى أن أفسد ما بنيت معه إن استعملت العامية, فما هي اللغة التي ترونها الأنسب بحضرة الناس؟
ثم إنني ومع تقدمه في السّن أجد أحيانا صعوبة في التعبير له عن ظواهر, وأحداث تحصل أمامنا؛ لقصر تمكني من الفصحى, ومعرفة جميع الأسماء, والأفعال اللازم استعمالها لتلك النازلة, فما هي الكتب أو المراجع التي يجب أن أطالعها لتجاوز هذه العقبة بنجاح, ولأمكنه من إتقان الفصحى؟ علما أننا لا نظن أننا سنكون محظوظين بإدخاله إلى مدرسة عربية لكوننا مغتربين.
سؤال آخر: مؤخرا وبعد بلوغ ابنتي الصغرى سنا يمكنها من التفاعل مع أخيها شرع ابني في محادثتها بالفصحى طوال الوقت, فقمنا بنصحه باستعمال العامية ولكنه أبى إلا الفصحى لميوله لها, فما هي نصيحتكم حول هذا الأمر؟
كل هذه الأسئلة تراودنا حاليا؛ لعدم وجود تفاصيل تعليم الفصحى بالفطرة على الإنترنت.
جزاكم الله خيرا, وجعلكم ذخرا للمسلمين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أسعدني حرصكم على تعليم ابنكم العربية الفصحى, وهذا تعظيم للغة التي عظمها العظيم، فجعلها وعاءً لكتابه, ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وليت الجميع يحرصون على هذا الخير، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وأرجو أن تعلموا أن الناس سوف يستغربون, ولكنهم سوف يعتادون ويتفاعلون كما حصل مع أستاذنا البروفسور: يوسف سليمان الذي ظل سنوات طويلة لا يتكلم إلا بالفصحى, ومع كل الناس, واستفاد منه الطلاب, واستمتع بكلامه ومحاضراته العوام والخواص، وتعلم العربية واستخدامها شرف كبير.
ولا شك أنك بحاجة إلى دراسة منهج واضح في هذا الجانب, وحبذا لو تمكنت من دراسة المنهج الماليزي في تعليم العربية؛ لأن طريقتهم سهلة جداً وواضحة, وفيها رسومات توضح كثيرا من الأسماء والمصطلحات, ويمكنك الاستفادة من المعاهد العربية التي تدرس العربية للناطقين بغيرها.
ولا شك أن الطفلة الصغيرة سوف تكون محظوظة أكثر إذا كلمها أخوها بالفصحى, فلا تمنعوه وشجعوها حتى تتعلم اللغة على الطريقة الفصحى الصحيحة، ولا مانع من الاستفادة ممن حولكم من أئمة المساجد, وطلاب الدراسات العربية حتى في باكستان؛ لأن أعدادا كبيرة من علماء الشريعة يجيدون العربية الفصحى, ولكنهم لا يستخدمونها، فنحن الآن نتفاهم مع مشايخنا من باكستان وبنغلادش وغيرها بسهولة عندما نتكلم العربية, وليس العامية.
ومن هنا فنحن نشجع هذه الأفكار، ونسأل الله لكم التوفيق، وهذه وصيتي لك بتقوى الله, ثم بكثرة اللجوء إليه، وسوف نكون سعداء إذا تواصلتم مع الموقع حتى نعرف نتائج هذه التجربة الجميلة، ومرحباً بكم في موقعكم.
وبالله التوفيق والسداد.