الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلاً بك أيتها الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونرجو الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن ييسر لك الهدى والطريق الأقوم، وبخصوص ما سألت عنه أيتها الفاضلة أحب أن أبين عدة نقاط:
1- من فضل الله عليك أن رزقك الاستقامة، فأنت - والحمد لله - امرأة متدينة، وهذا عامل قوي في الإصلاح كما سيأتي.
2- من فضل الله عليك وتوفيقه لك أن جعل لك أبناء صالحين بررة، وهذا فضل كبير من الله أن يرزق الأبناء الاستقامة في مجتمع غير مسلم والفرص فيه للانحراف يسيرة وسهلة، بالإضافة إلى ضعف سيطرة الأبوين نسبياً بحكم القانون، وهذا مما ينبغي أن تحمدي الله عليه كثيراً.
بالطبع هناك أمور أخرى هي من نعم الله لم تذكر في الرسالة، وإنما بدأت بتذكيرك بنعم الله، لأن البعض إذا وقع في مصيبة أنساه الشيطان كثرة النعم حوله، فيعيش فيها ولا يشعر بها ويكتئب ويدخل في مرحلة من الانطوائية لأنه عاش داخل مشكلته الصغيرة وضخمها وقزم بقية الأمور الأخرى، فوجب التنبيه على ذلك.
أما مشكلة الوحدة فأمر طبيعي لكل مغترب عن دياره، لاسيما إذا كان في بلد لا يتكلم لغتها، ولكن التغلب على ذلك أمر ميسور، وعليك بما يلي:
1- إنشاء صداقات متعددة من أخواتك العرب الموجودات هناك، وإن تعسر اللقاء فعن طريق الهاتف أو الإيميل، المهم فتح قنوات اتصال مع طرف آخر.
2- المشاركة في بعض الأعمال الخيرية أو الدعوية أو الاجتماعية المقامة في منطقتك .
3- إن تعسر أحد الأمرين أو الأمرين معاً، فلا بأس أن تتعرفي على جيرانك وإن كانوا غير مسلمين، المهم أن يكونوا مستقيمين سلوكياً وأخلاقياً، وأن تنوي بذلك أن تعرفيهم على الإسلام وأخلاق الإسلام بالحديث به لا بالحديث عنه، وأعني بالحديث به السلوك العملي والأخلاق الحسنة التي تدفعه إلى أن يتعرف على الإسلام.
4- أشغلي وقتك بأقصى صورته مع الله بكثرة الاتصال به عبادة وذكراً، ويمكنك أيضاً متابعة القنوات الدينية التي تقربك من الله أكثر، ومع زوجك بكثرة التقرب منه حباً ووداً، ويمكنكم تحديد يوم تخرجون فيه باستمرار للترفيه، ومع أولادك بكثرة متابعتك لهم والاهتمام والقيام بشؤونهم مع عدم إهمال أوقات الترفيه لهم.
أما والدتك فأرجو أن تختلقي لها الأعذار، فأنت ابنتها الوحيدة ومحبتك في قلبها أمر فطري لا يحتاج إلى دليل، وعدم مجيئها له عذره يقيناً، وبرك بها أيتها الفاضلة أمر واجب، حتى لو أساءت إليك فهي أمك، لذا أرجو عقب قراءة الاستشارة المبادرة إلى الاتصال بها والاطمئنان عليها والتودد إليها، وطلب دعائها، فهي الأم التي لا ينبغي قط التخلي عنها.
لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول الشعور بالوحدة (
245281 -
244654-
244598-
243347 -
242740 -
18077).
أسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك وفي أولادك.