هل من الممكن أن يكون الدوار وعدم الاتزان بسبب الأذن؟
2011-09-15 11:40:28 | إسلام ويب
السؤال:
سعادة الدكتور الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي قصتي:
كنت خارج المنزل لتناول العشاء مع بعض الأصدقاء وبينما كنا جالسين نتبادل أطراف الحديث جاءني دوار شديد فجأة بحيث أمسكت بالطاولة بشدة وكأنني سوف أقع في أي لحظة وشعرت بأن هذه هي النهاية، وفي اليوم التالي بدأت بإجراء الفحوصات من طبيب إلى طبيب وقد أجريت الفحوصات التالية:
1. إيكو وتخطيط للقلب.
2. تخطيط الرئة.
3. MRI الدماغ
4. MRI فقرات العنق.
5. أشعة الصدر.
6.فحص الدم : السكري, ESR, WBC, نقص الفيتامينات,نسبة الدم.
7. إجهاد القلب.
8. سونار.
9. ناضور المعدة.
ونتائج كل هذه الفحوصات سليمة والحمد لله ما عدا وجود صوفان في العنق.
كل الأدوية لم تجد نفعا معي وحياتي انقلبت رأسا على عقب وأنا على هذا الحال منذ 6 أشهر: خوف ودوار وعدم اتزان وحرقة في الصدر وثقل في الرأس والعينين وتصلب شديد بالرقبة وخلف الرأس وكسل وعدم نشاط دائم، وفقدان الشهية، ولا أستطيع التركيز، وأصبحت لا أثق بنفسي ولا أستطيع الإقدام على أي شيء ولا أريد الخروج من البيت والاختلاط بالآخرين نهائيا خوفا من أن تسوء حالتي ولا أستطيع التحمل.
وفي النهاية نصحوني بإجراء فحص الأذن الداخلية وثبت بأن عندي BPV في الأذن اليمنى وبدأت بأخذ ,Stugeron ,Notisol, Myogesic ولم ينفعني كثيرا, والسؤال هو: أيمكن لهذه الحالة أن تؤدي إلى كل هذه الأعراض؟ وأن تطول مدة الأعراض هكذا حيث مر أكثر من ستة أشهر ولا زلت أعاني الأعراض.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كاروان جاف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن النوبة الحادة التي أتتك من شعور بالدوار الشديد قد تكون لها عدة مسببات، أولاً: قد يكون هنالك انخفاض مفاجئ في الدورة الدموية، هذا يحدث وهي حالة حميدة جدًّا، أو قد يكون هنالك تباطؤ في الجهاز السمبثاوي، وهذا أيضًا قد يحدث، أو قد يكون هنالك التهاب فيروسي حاد في الأذن الداخلية، أو أنك تحركت حركة سريعة أدت إلى ضغط الفقرات العظمية في الرقبة على الأعصاب التي تخرج من هذه المنطقة, وهكذا.
إذن أخي الكريم: الأسباب كثيرة جدًّا، وهي كلها حالات بسيطة وحميدة إن شاء الله تعالى، وأنت قمت بإجراء كل الفحوصات الممكنة، والحمد لله تعالى كلها سليمة، ويجب أن تطمئن أن الذي حدث لك كان أمرًا عرضيًا لسبب ما لا يتعدى بالطبع الأسباب التي ذكرناها، وهو ليس بالأمر الخطير.
لكن ما حدث لك من إفرازات نفسية من هذه الحادثة أعتقد أنه هو الذي جعلك الآن تعيش في شيء من القلق والخوف من النوبة, وجعلك تنعزل كما ذكرت وتفضلت، وأتفق معك أخي الكريم أن من أسوأ الأشياء أن يعش الإنسان تحت تهديد القلق والوسوسة، لكن هذه نفسها أؤكد لك أنها بسيطة, ويجب أن لا تقلق, ويجب أن تخرج نفسك من هذا النطاق الذي أنت فيه الآن.
سيكون من الجيد جدًّا أن تجاهد نفسك في أن تتجاهل هذه الأعراض. إذن الأمر يتطلب منك أن تجاهد النفس وأن تتجاهل، هذا هو المبدأ الرئيسي.
المبدأ الثاني: لابد أن تخرج وأن تتفاعل اجتماعيًا، ويفضل أيضًا أن تمارس الرياضة خاصة رياضة المشي، وأنا أؤكد لك أن عدم الاتزان هذا لن يؤدي أبدًا إلى السقوط أو أن تفقد السيطرة على الموقف.
حرقة الصدر والثقل في الرأس والعينين والشد في عضلات الرقبة وخلف الرأس هو دليل قاطع على أنك تعاني من حالة قلقية، ربما تكون ثانوية لما حدث لك من شعور بالدوار المفاجئ كما ذكرنا، لكن هذه الأعراض أنا أؤكد لك -وأنا على درجة كاملة من اليقين إن شاء الله تعالى- أنها ليست عضوية، ولذا أنصحك بجانب ما ذكرته لك من تجاهل للأعراض أن تمارس الرياضة, ويجب أن تدير وقتك بصورة جيدة، أنصحك أيضًا بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف، وأفضل هذه الأدوية هو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس), ويعرف علميًا باسم (استالوبرام), والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بخمسة مليجرامات – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجرامات – استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة (خمسة مليجرامات) لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
هنالك دواء آخر مساند ومساعد للسبرالكس يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل), ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذه أدوية فاعلة، سليمة جدًّا، وسوف تفيدك كثيرًا بإذن الله تعالى.
أما بالنسبة للأدوية التي أعطيت لك للأنف والأذن والحنجرة فهي أدوية جيدة ومفيدة، وإن كان يُعتقد أن عقار بيتاسيرك ربما يكون أفضل من الـ (Stugeron) لعلاج الدوار الناشئ من التهابات في الأذن الداخلية، لكن الـ (Stugeron) نفسه لا بأس به أبدًا.
هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.