توتر يلازمني عند الدراسة فهل هو هستريا؟
2011-09-14 09:57:53 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من توتر فظيع طيلة الفصل الدراسي، عند دخولي المدرسة كنت فقط أستفرغ، لا أتناول وجبة الفطور، وعندما أخذني والدي إلى الطبيب قال بأنها بسبب دخولي المدرسة، فترة وستزول، لكن في المتوسطة تطور بي الحال وأصبحت أستفرغ ما أتناوله في اليوم السابق، فذهبت إلى الطبيب وقال أنه لا يوجد شيء عضوي، أعطاني كبسولات - لا أتذكر اسمها - لكن كانت للاكتئاب والقلق، فداومت عليها وزال كل شيء.
الآن أنا في المرحلة الجامعية، وقد عاد هذا التوتر يبدأ قبل بداية العام بأسبوع، وأصبحت قلقة فقط، لكن عند دخولي الجامعة شعرت بتوتر ودقات قلبي تزداد، وعند وقوفي أمام باب القاعة أحس بإسهال، تغيبت كثيراً عن المحاضرات، وذلك أثر على مستواي.
بحثت عن هذه الأعراض فلم أجد سوى أنها هستيريا، لا أستطيع أن أذهب إلى طبيب نفسي بحكم مكان إقامتي، علما بأنني لا أكره الدراسة، وقد حاولت جاهدة أن أطمئن نفسي وأن المحاضرة شيء جميل، وأحاول أن أستمتع بما يقوله الدكتور، لكن دون أي فائدة.
أرجو منكم مساعدتي، لم يتبق إلا القليل على بداية الفصل الدراسي الجديد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أحسنت بأن قمت بمراسلة موقعنا هذا، لأن حالتك بالفعل تستحق المساعدة، وهي ليست صعبة حقيقة حين يتم تشخيصها بصورة صحيحة.
هذه الحالة حالة نفسية بحتة، وهي تعتبر من الحالات البسيطة، والذي يكون قد حدث لك في مرحلة الطفولة هو أنك قد أصبت بما يعرف بقلق الفراق، والخوف من الفراق، فحين بدأت المدرسة لم يكن هناك خوف حقيقي أو كراهية للمدرسة، لكن بعض الأطفال يجدون صعوبة في الانفصال من أمان البيت والوالدين، ولذا تظهر لديهم ما نسميه بالأعراض السيكوسوماتية – أي النفسوجسدية – ونعني بهذا أن الطفل قد يشعر بألم في البطن أو صداع أو غثيان أو استفراغ وشيء من هذا القبيل، ويعتقد الأهل أن ذلك ناتج من مرض عضوي، ولكنه حقيقة ناتج من القلق الداخلي حول المدرسة والدراسة وفراق البيت.
أنا أعتقد أنك قد أحسنت في وصف حالتك، وتشكرين على ذلك، وكان من المفترض أن يتم تحويلك إلى الطبيب النفسي منذ فترة طويلة، لكن - إن شاء الله - لم يضع أي شيء، وها أنت الآن في مرحلة دراسية متقدمة، ولا شك أن مهاراتك الأكاديمية والحياتية قد تطورت بصورة إيجابية، حتى وإن كان لديك شيء من هذه المخاوف.
الذي تعانين منه الآن هو النتائج الجسدية للحالة النفسوجسدية، أي أن القلق والخوف أصبح متأصلاً لديك، وهذا تمازج بدرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، وأصبح يظهر في شكل هذه الأعراض النفسية والجسدية، والعلاج يتكون من الآتي:
أولاً: اعرفي أن حالتك بسيطة.
ثانيًا: هنالك دواء متميز يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) يعتبر من الأدوية المفيدة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، والدواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، وجرعته هي أن تبدئي بنصف حبة – أي 25 مليجرامًا – تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين يوميًا، يمكن أن تتناولي حبة بعد الحضور من الدراسة، وتتناولي حبة ليلاً، ويمكنك أن تتناولي الحبتين ليلاً إذا شعرت بأي نوع من النعاس حين تتناولين حبة النهارن استمري على هذه الجرعة – مائة مليجرام – يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بجانب السيرترالين هناك دواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال) أريدك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، هو مجرد علاج مساعد، والعلاج الرئيسي لحالتك هو العقار الأول والذي يسمى باسم سيرترالين.
الخط الثاني في العلاج هو أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة ومفيدة جدًّا، - وإن شاء الله تعالى - تساعد في إزالة هذا القلق، وللتدرب على هذه التمارين يمكن أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح لك ذلك.
ثالثًا: يجب أن تتجاهلي هذه الأعراض تمامًا، ولا تتنقلي بين الأطباء، وحالتك ليست هيسترية، هي حالة جادة، حالة تستحق العلاج، وقد أحسنت في أنك قد سردت لنا ما تعانين منه، ولا تظلمي نفسك بأن تسميها هيسترية، هي نوع من المخاوف النفسية المتأصلة ولكنها سوف تزول إن شاء الله تعالى.
نصيحتي الأخرى لك هي أن تكوني فاعلة في حياتك، وذلك من خلال تنظيم إدارة الوقت، فخصصي وقتاً للدراسة، وقتاً للعبادة، وقتاً للتواصل الاجتماعي المفيد، وقتاً للترويح عن النفس بما هو متاح ومباح، والرياضة أيضًا يجب أن تأخذ نصيبًا من وقتك وفي حياتك، وأعتقد أنك - إن شاء الله تعالى - سوف تعيشين حياة طيبة وهانئة، وسوف تزول عنك هذه الأعراض.
أيتها الفاضلة الكريمة: سوف يكون من الجميل جدًّا إذا عرضت حالتك على والديك، يمكن أن تعرضي عليهم هذه الإجابة، وإذا رأى والداك أن يذهبوا بك إلى الطبيب النفسي هذا أيضًا سوف يكون مفيدًا جدًّا، خاصة إذا كانت لديهم أي نوع من التردد حول العلاج الدوائي وسلامته وشيء من هذا القبيل.
بارك الله فيك، وجزآك الله خيرًا، ونسأل الله الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.