الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الشعور بالإحباط المصحوب بالفكر التشاؤمي والشعور بالذنب ومحاسبة النفس بقسوة شديدة هي مشكلتك الأساسية، والأمر يتعلق بحالة قلقية أصابتك، فهذا الشعور بالضيق في الصدر هو مؤشر واضح جدًّا على وجود القلق، وبعد ذلك ونسبة لتفكيرك الخاطئ وتفسيرك الغير صحيح لهذه الأعراض وعدم قبولك لها كحالة مرضية عادية يمكن أن تصيب الإنسان، جعلك تدخلين في محاسبة شديدة لنفسك دون مبرر، إذن تشخيص حالتك هو قلق نفسي مصحوب بشيء من الشعور بالإحباط والشعور بالذنب.
في البداية أريد أن أؤكد لك حقائق مهمة جدًّا أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيرًا، وأن تريحك في قبول هذه الأعراض على الأقل.
أولاً: المرض يصيب البر والفاجر، لا شك في هذا، يصيب المؤمن وغير المؤمن، لذا رفع الله تعالى الحرج عن المريض، لأن المرض شيء مؤصل في الحياة البشرية، والمرض حين يأتي للمؤمن هو نوع من الاختبار ونوع من الابتلاء، وحالتك هذه تعتبر حالة بسيطة جدًّا، وهي يا أختي الكريمة ليست دليلاً أبدًا على ضعف شخصيتك أو قلة إيمانك أو اهتزازه، بل على العكس تمامًا، هي من صريح الإيمان، فأرجو أن لا تنزعجي أبدًا.
ثانيًا: ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء فتتداووا عباد الله، والدواء متوفر وهو بسيط جدًّا، أنت محتاجة لعلاج دوائي من نوع الأدوية البسيطة والسليمة والتي تُخرجك من حالة الإحباط والتفكير السلبي والشعور بالكدر وعسر المزاج الذي تعانين منه.
من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي 25مليجرامًا – تناوليها ليلاً، يفضل تناول الدواء بعد الأكل، وبعد مرور أسبوعين ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة – أي 50 مليجرامًا – تناوليها ليلاً، استمري عليها لمدة ستة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، وأود أن أشير أن هذه الجرعة جرعة بسيطة جدًّا، لأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، لكن حالتك لا تتطلب ذلك أبدًا، وبعد انقضاء فترة الستة أشهر خفضي الدواء إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك توقفي عن الدواء، وهو دواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر أبدًا على الهرمونات النسائية، وأنا على ثقة تامة - إن شاء الله تعالى – أنك بعد شهرين من بداية العلاج سوف تحسين بتحسن كبير جدًّا في حالتك.
الجوانب العلاجية الأخرى تتطلب منك أن تغيري نمط حياتك، وأن تكوني إيجابية، أن تكوني متفائلة، ليس هنالك ما يدعوك أبدًا لأن تشعري بالذنب ومحاسبة الضمير بهذه الصورة القاسية، اعرفي أن هذا اختبار بسيط وابتلاء بسيط، والمؤمن عرضة لذلك ولا شك في ذلك، اجعلي الوساوس شيئاً من الماضي، حقّريها، لا تعطيها أي مجال، اعملي ما هو ضدها دائمًا.
بالنسبة للطهارة والصلاة: ابني دائمًا على اليقين، إذا كنت مسرفة في استعمال الماء تذكري أن الإسراف مذموم، وحددي كمية الماء للوضوء وللطهارة، هذه طريقة مفيدة جدًّا، لا تستعملي ماء الصنبور، إنما يمكن أن تضعي الماء في إناء أو إبريق، وهذا وجد مفيدًا جدًّا.
وبخصوص عملك اجتهدي فيما تقومين به من تحفيظ لكتاب الله تعالى، وما دمت من أهل القرآن فأبشري، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.