أتناول البروزاك للأعراض التي تصيبني في التجمعات، فما جرعته الصحيحة؟

2011-09-12 09:08:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الدكتور محمد عبد العليم وبارك الله فيك.

أنا أعاني من حالة خاصة، وهي أنني طبيعي ومرح، لكن عند أي رجه أو إحساس بخطر تكون هناك أعراض من رجفة وضيق تنفس، وسرعة نبضات.

كذلك الإحساس بضيق وكرب عندما أقبل على جمع بشري في عزومة أو اجتماع، كذلك عدم القدرة على شرب القهوة أمام الناس.

هناك تنميل في الأقدام، وبعد استشارة صيدلي وصف لي أندرال عشرة ملج عند اللزوم، وبروزاك حبة 20 ملج يوميا.

استخدمت بروزاك حبة لمدة سنتين فكانت النتائج متوسطة، وعند تركه ترجع الأعراض مع خفة في الرأس والتفكير، وقبل خمسة أيام قررت زيادة الجرعة حبتين بروزاك 20 ملج لتصبح 40 ملج، واستخدمها دفعة واحدة ليلا.

هل الجرعة جيدة، وهل يوجد خطر حصول متلازمة السيرتونين، الآن أشعر بصداع خفيف وثقل، هل الجرعة فعالة أم لا؟

كذلك لدي استفسارات عن المسارات بالدماغ، وما هو مسار السيرتونين، وكم هي المسارات الدماغية؟

هل يمكن استخدام الزانكس عند الضرورة مع البروزاك والإندرال؟

نفع الله بعلمكم وجزاكم كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البروزاك أؤكد لك أنه دواء سليم، ودواء جيد جدًّا، ويمكن أن يتم تناوله حتى أربع كبسولات في اليوم -أي ثمانين مليجرامًا- لكن لا أعتقد أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة، أضف إلى هذا أن البروزاك ليس هو الدواء المثالي لعلاج نوبات الرهاب الاجتماعي.

من وصفك الذي ورد في الرسالة: لديك قلق نفسي، ويظهر هذا القلق أكثر في المواقف الاجتماعي، لا أقول لك إن البروزاك ليس له فعالية، هذا ليس صحيحًا، لكنه ليس الدواء الأجود.

عمومًا: ما دمت قد تناولت البروزاك الآن بجرعة أربعين مليجرامًا، أقول لك استمر على هذه الجرعة؛ حيث إن بعض الدراسات تشير أنه جيد بدرجة متوسطة لعلاج هذه النوبات التي تعاني منها، لكن بعد مضي شهرين إلى ثلاثة إذا لم تتحسن فالذي أقترحه لك هو أن تستبدل البروزاك بعلاج لسترال والذي يعرف أيضًا باسم (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين)، علمًا بأن كل عشرين مليجرامًا من البروزاك تساوي خمسين مليجرامًا من السيرترالين.

لا تنزعج وتحكم سلبًا على البروزاك في هذه المرحلة، الذي وددت أن أوضحه لك هو الحقائق العلمية التي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء، وفي حالة حدوث أي نوع من النتائج السلبية فاستبداله سهل جدًّا -كما ذكرت لك-.

هنالك أيضًا أمر قد يكون مفيدًا: كثير من الناس يستفيد جدًّا من إضافة عقار فلوناكسول والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، فإضافة هذا الدواء للبروزاك تسرع وتعجّل -إن شاء الله- في زوال الأعراض، فيمكنك أيضًا أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها لمدة شهرين، وإذا وجدت منه خيرًا يمكن أن تستمر لشهر آخر ثم تتوقف عن تناوله.

إذن: الحلول كثيرة جدًّا ومتوفرة، فأرجو أن لا تنزعج أبدًا فيما يخص العلاج الدوائي.

لا بد من أن تركز أيضًا على العلاجات السلوكية: المواجهة لمصادر الخوف، الثقة بالنفس، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، ممارسة تمارين الاسترخاء هذه كلها جوانب إيجابية جدًّا ومهمة جدًّا، ولا شك أنها وسائل تدعم الصحة النفسية.

بالنسبة لاستفسارك الثاني وهو حول المسارات في الدماغ بالنسبة للسيروتونين، فالأمر لا يخلو من تعقيد، وأقول لك ببساطة: إن هذه المسارات حُددت من خلال دراسة ما يعرف بالنشاط الأيضي للموصلات العصبية، والسيروتونين جله يتمركز في الفص الصدغي وكذلك في الفص الأمامي، وله عدة أقسام: هنالك من يتحدث عن سبعة أنواع من السيروتونين، وهنالك من يتحدث عما هو أكثر من ذلك، وبعض هذه الجزئيات لها علاقات بالحالات النفسية، وبعضها ليس له علاقة بالصحة النفسية، إنما له ارتباطات أخرى.

هذا هو الوضع العلمي بالنسبة للسيروتونين، -وبفضل الله تعالى- الاكتشافات العلمية تسير بخطى إيجابية وثابتة، -وإن شاء الله تعالى- يحمل المستقبل الكثير من الأخبار الطيبة والجيدة في خصوص الأدوية النفسية.

أرجعُ لموضوع البروزاك وخطر حصول متلازمة السيروتونين، هذه المتلازمة لا تحدث مع الجرعات الطبيعية للدواء وهي حتى ثمانين مليجرامًا كما ذكرت لك، والشرط الآخر هو: أن لا يضيف الإنسان أدوية من نفسه تلقائيًا، كثير من الناس يقعون في خطأ بأن يتناول البروزاك وبعد ذلك يتناول معه عقاراً آخر مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وهذه -حقيقةً- تزيد من فرص الإصابة بمتلازمة السيروتونين حتى وإن كانت جرعة البروزاك أو أي دواء شبيه له جرعة صحيحة، فأرجو أن تكون حذرًا في هذا السياق.

بالنسبة للزاناكس: هو دواء جيد ومفيد، ولكن لا بد أن يتم تناوله بتحوط وبفطنة؛ لأن هذا الدواء بالرغم مما يجنيه الإنسان من فوائد من خلال تناوله حيث إنه استرخائي، مضاد للقلق، مضاد للهرع وللتوترات، ومحسن للنوم، لكن لا يخلو من سمات التعود وربما الإدمان والاستعباد، لكن لا مانع أبدًا من تناول الزاناكس عند الضرورة، لكن كيف نحدد هذه الضرورة؟ هذا هو السؤال الكبير، يجب أن لا تتناول الدواء أكثر من مرتين في الأسبوع، هذا ما أنصحك به، ولا توجد أي تفاعلات سلبية ما بين الزاناكس والبروزاك والإندرال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net