دمعتي تنزل بسرعة وأتأثر بسهولة
2011-09-12 08:51:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي حساسة ودمعتي تنزل بسرعة، وأشعر باكتئاب، وهذا الشيء زاد من دموعي وحساسيتي، أريد حلاً لذلك، أود أن أكون قوية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الناس يختلفون في قوة عواطفهم وانفعالاتهم النفسية، لا نستطيع أن نقول أن البشر كلهم شريحة واحدة، فهنالك من تجده وجدانياً وانفعالياً وحساساً بدرجة عالية جدًّا، وهنالك من تجده يتفاعل مع الأحداث الوجدانية بصورة فيها شيء من البرود وربما التبلد، وهنالك مجموعة أخرى من الناس تتعامل مع الأمور بوسطية، فهذه الاختلافات موجودة بين البشر.
أنا أريدك أولاً أن تكوني مقتدرة في التعبير عن عواطفك – هذا مهم جدًّا – وأعني بذلك أن لا تميلي للكتمان، عبري عن ذاتك، تواصلي اجتماعيًا، ودائمًا حين تعيشين في موقف يتطلب شيئاً من الانفعال العاطفي قولي لنفسك: (أنا إن حزنت يجب أن تكون هنالك ضوابط وحدود لهذا الحزن أو هذا الكدر، وأنا إن فرحتُ أيضًا يجب أن يكون هنالك حدود لهذا الفرح أو الانشراح) ذكّري نفسك بذلك، يعني الإنسان الذي تسبق دموعه تفكيره غالبًا ليس لديه المحبس النفسي الذي يذكّره بأنه يجب أن يضبط عواطفه حسب ما هو معقول، لكن بمجرد أن تأتي الفكرة العاطفية ويذكّر الإنسان نفسه بأن تفاعله العاطفي يجب أن يكون في حدود المعقول.
الإنسان يجب أن يعرف قيمة الصبر، هذا مهم جدًّا، ويساعد في تقليل الدموع في وضع ليس أصلاً من المفترض أن يحزن فيه الإنسان بصورة غير متوازنة، إذاً التعبير عن الذات مهم جدًّا.
الكثير من الذين يعانون من الحساسية النفسية وسرعة التأثر يستفيدون كثيرًا إذا انخرطوا في الأعمال الخيرية الاجتماعية، لأن المشاركة في مثل هذه الأنشطة تجعل الإنسان يحس بقيمته وأنه يقدم شيئًا للبشرية، وهذا يمنع - إن شاء الله - سرعة التأثر.
ليس هنالك ما يدعوك أبدًا بأن تحسي باكتئاب، كلمة اكتئاب هذه بكل أسف في زمننا هذا لا أقول أُسيء استخدامها، لكن كثيرًا من الناس يعتقد أنه مكتئب وهو غير ذلك، فعسر المزاج البسيط هذا يأتي للناس، وهذا جزء من المنظومة العاطفية لدى الناس.
أنا أريدك أن تكوني متفائلة، أن تكوني معبرة عن ذاتك، أن تعرفي أنك في بدايات سن الشباب، وأنه لديك طاقات نفسية وطاقات جسدية، يجب أن تستفيدي منها لما يفيدك ويفيد أهلك ومن حولك.
سلحي نفسك بسلاح العلم والدين، فهي -إن شاء الله- تساعد على حدوث التوازن النفسي، وتزيل الاكتئاب.
أنصحك أيضًا بأن تمارسي أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة، فالرياضة تمتص الطاقات النفسية السلبية وسرعة التعبير عن المشاعر بالبكاء والدموع هو نوع من الهشاشة والضعف النفسي الذي يستطيع الإنسان أن يتخلص منه من خلال التعبير عن الذات وممارسة الرياضة والانخراط في الأنشطة الاجتماعية والخيرية كما ذكرنا.
دائمًا يجب أن تبني شعوراً لديك بأنك قوية، وأن نزول الدموع هو أيضًا مطلوب في بعض الأحيان لأن فيه شيئاً من الرحمة، لكن يجب أن تكون هنالك ضوابط للتعبير عن المشاعر. ذكري نفسك بهذا وهذا يكفي تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.