أنسى كل شيء بسرعة كبيرة.. فهل المشكلة طبيعية
2011-08-22 10:42:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة في النسيان وضعف في الذاكرة، دائما أنسى مثلا بيدي حاجة وأبحث في البيت كله لأجلها وهي بيدي، تحصل معي كثيرا في المدرسة، دائما أذاكر وأحفظ جيدا، لكن إذا ذهبت أنسى كل شي، كأني لم أدرس.
فمثلا لو المعلمة تعطينا جملة تقول هيّ أحفظوها وهي تكررها بلسانها عشان نحفظ والبنات كلهم يجاوبون ما شاء الله، إلا أنا أحفظها وبنفس الوقت أنساها.
مثلا لو أمي أوصتني بحاجة أقول خلاص، وإذا قالت لي وين، أقول معقول أنت أخبرتني؟
على طول أنسى، فهل المشكلة طبيعية، علما أني أبلغ من العمر 17 سنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد الخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
شكرا لك على السؤال.
تختلف قدرة الناس على التذكر والحفظ من شخص لآخر، فمن الناس من يمكن أن يحفظ نص ما من المحاولة الأولى، ومنهم من يحتاج للمحاولات الكثيرة جدا، وقد لا يستطيع الحفظ إلا القليل.
ومن الناس من عنده ذاكرة جيدة للمعلومات القديمة، بينما لا يستطيع الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة التعلم والتي تعلمها منذ دقائق، وعلى العكس هناك من يتذكر المعلومات الجديدة ولا يذكر الكثير من ماضيات الأيام.
وفي كثير من الأحيان يعتقد الإنسان أن عنده مشكلة في الذاكرة، إلا أن الحقيقة أن المشكلة ليست في الذاكرة وإنما في قدرته على الانتباه، وبالتالي لا يستطيع التركيز لحفظ المعلومة وبالتالي لن يتذكرها ليس لأنه نسيها وإنما لأنه لم يحفظها أصلا.
وهناك حالات من بعض المشكلات النفسية كالاكتئاب والقلق والخوف والوسواس القهري.
والذاكرة شيء كأي عضو آخر في الجسم يحتاج للتدريب والتطوير، وكلما استعملها الإنسان أكثر كلما قويت أكثر، ومن لم يستعملها ضاعت عنده.
أنصحك تدريب الذاكرة بمحاولة حفظ نص ما بعيدا عن جو المدرسة، ولتكن مثلا حفظ خمس آيات من القرآن.
ومن ثم التدرب على استذكارها، وعندما تحفظينها خذي خمس آيات أخرى، وهكذا.
وما هو إلا وقت قصير حتى تجدي ثقتك بنفسك وبذاكرتك أصبحت قوية، تمكنك من حفظ واستذكار أمور أخرى.
ومن ثم انتقلي لمواد أخرى، وهكذا.
ومما يعين أيضا أن تحاولي الحفظ مع شخص آخر ترتاحين إليه كأن تكون صديقة لك أو أخت، فهذا مما يزيد في إمكاناتك على الحفظ.
مفتاح الأمر قد يكون في ثقتك بنفسك وبإمكانياتك.
ونشكر لكِ تواصلك مع إسلام ويب، ومن الله التوفيق والسداد.