حياتي أصبحت مليئة بالتشاؤم والأفكار المزعجة!
2011-08-15 10:43:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسأل الله العلي العظيم أن يجزيكم كل خير، وأن ينفع بكم، وأخص بالشكر الدكتور محمد عبد العليم الذي يشهد الله أنني أرتاح كلما قرأت له جوابا.
أنا يا دكتور محمد صاحب الاستشارة رقم 2119282وقد نصحتني بزيارة دكتور نفسي، وقد فعلت ذلك، لكنه صرف لي دواء "باروكسات20ملم" وأنت قلت استخدم السبرالكس 10 ملم، فأيهما أفضل؟ وهل السبرالكس يؤثر على القدرة الجنسية، علما أنني مقبل على الزواج؟ وكم مدة استخدام العلاج؟
أما بخصوص حالتي يا دكتور فأنا إلى الآن أشك بأن تكون أسبابها نفسية؛ لأنه ينتابني خفقان في الراحة وفي العمل، وفي الصلاة، حتى أثناء النوم أقوم وأنا مفزوع من الخفقان، علما أنني قمت بعمل تحاليل القلب، وقالوا بأنني سليم!
فأنا لا أعلم هل أقوم بالفحص في مستشفى آخر أم لا؟
يا دكتور! يشهد الله أنني أعيش حالة نفسية صعبة، ولم أعد أتمتع بحياتي، حتى أنني أفكر في مرحلة الشيخوخة، وأقول أنا الآن صغير في السن، ويأتيني هذا الخفقان فما بالك عندما أصبح مسنا؟!
حياتي أصبحت مليئة بالتشاؤم والأفكار المزعجة، هذه الأفكار بدأت عندما اكتشفت تشوها في القفص الصدري "صدر الحمامة" وذهبت إلى جراح صدر وقال لي لا يحتاج عملية ولن يضرك.
يا دكتور أصبحت لا أثق حتى في الأطباء، واعتقد أنهم يخفون عني أمراً ما، فهل هذا صحيح؟
أنا مقبل على الزواج، وأخاف أن أظلم زوجتي، ودائما أفكر بهذا الأمر بأنني لست بصحة جيدة فلماذا أتزوج؟!
أنا أعيش في جحيم لا يطاق وأخاف من كل شيء، فأرجو أن أجد لديكم الحل والجواب الشافي.
ودمتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فجزاك الله خيرًا على ثقتك في هذا الموقع وعلى كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.
أنا ارتحت كثيرًا لما ورد في رسالتك، بالرغم من أنها أعراض غير مريحة بالنسبة لك، ولكن بالنسبة لي سهلت الأمر كثيرًا.
الشيء الذي لاحظتُه أنك بالفعل تعيش ما يسمى بالقلق التوقعي، وهذا القلق التوقعي يجعل الإنسان لا يثق في العلاج، ولا يثق في نتائج العلاج، وربما كما ذكرت وتفضلت أن الأطباء ربما يخفون شيئًا، وهذا ليس صحيحًا، وليس حقيقيًا.
أنت بمثل هذه الأفكار أكدت التشخيص تمامًا أن هذا الأمر كله حول قلق المخاوف، وهذه من طبيعة هذه الحالات، فتجد الإنسان يقلق حول كل شيء، ويتخوف حول كل شيء، فيتخوف من الحالة، ويتخوف من العلاج، ويتخوف من نتائجه، وحتى حين تأتيه الصحة والعافية تجده متخوفًا لأنه يعتقد أن الحالة لن تُشفى، وأنه سوف ينتكس، وأنه لن يستمر في عافية.
الذي أريد حقيقة أن أصل إليه ولا بد أن أدعمه هو أني أؤكد لك أن حالتك حالة نفسية مائة بالمائة، ولا شك في ذلك، ولديَّ إن شاء الله تعالى قناعة كبرى بإذن الله تعالى أن الدواء سوف يفيدك بصورة ممتازة جدًّا، وتدعيم الدواء بالآليات السلوكية الأخرى هو مطلب أساسي أيضًا من أجل استمرارية التعافي.
عقار زيروكسات الذي وصفه لك الطبيب والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) هو دواء جيد جدًّا، ونستطيع أن نقول أنه بديل ممتاز للسبرالكس، وما دام الطبيب قد وصفه لك فأعتقد أنه من الأفضل أن تستمر على الباروكستين؛ لأن الطبيب قام بمعانيتك مباشرة، وقام بالطبع بمحاورتك، وهذا رسخ لديه التشخيص، وثانيًا هو أدرى بوجود الأدوية الموجودة في المنطقة التي تعيش فيها، والأمر الثالث هو أنك حين تراجعه مرةً أخرى لا شك أن اتباع تعليماته سيكون ذا مردود علاجي إيجابي عليك.
جرعة الباروكستين التي تحتاجها سوف تكون حتى أربعين مليجرامًا، وهذه ليست جرعة عالية، يمكن أن تبدأ بعشرة مليجرام (نصف حبة) أو حتى حبة كاملة إذا قال لك الطبيب ابدأ بها، وبعد شهرين يمكن أن ترفع إلى حبة ونصف – أي ثلاثين مليجرامًا– استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها أربعين مليجرامًا – أي حبتين – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة ونصف لمدة شهرين، ثم إلى حبة لمدة شهرين آخرين، ثم إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
فتقريبًا مدة العلاج هي نفس المدة التي نصحناك بها حين وصفنا لك السبرالكس.
أخي الكريم: اطمئن تمامًا أن الزيروكسات هو دواء جيد ودواء فاعل جدًّا.
أما بالنسبة للتأثير الجنسي السلبي، فهذا الموضوع ذكر حوله الكثير، وهنالك اختلافات في الرأي ولغط حوله، هذه الأدوية لا شك أنها قد تؤخر القذف المنوي عند الرجل، لكن لن تكون هنالك أي نتائج سلبية فيما يخص الخصوبة أو مستوى هرمون الذكورة، والقدرة على الإنجاب، هذه لا تتأثر أبدًا، وكثير من الذين يعانون من سرعة القذف وجدوا أن هذا الدواء مفيد جدًّا بالنسبة لهم.
بعض الناس ربما يشتكون من ضعف جنسي، لكن هذا عدد بسيط، وأنا أعتقد أن الجانب النفسي يلعب دورًا في ذلك؛ لأن بعض الناس أيضًا قد تحسن أداؤهم الجنسي وهم على نفس الدواء.
فيا أخي الكريم: اطمئن لسلامة الدواء، ولا تفكر كثيرًا في الموضوع الجنسي؛ لأن الخوف من الفشل دائمًا يؤدي إلى الفشل في العلاقات الزوجية، وأنا على ثقة تامة أن الدواء سوف يفيدك كثيرًا وعليك أن تطبق الآليات العلاجية الأخرى التي ذكرناها لك في الاستشارة السابقة، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.