الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
من الواضح أن ما تعانين منه هو حالة من الوسواس القهري، وهو كما تعلمين الآن أنه حالة من الأفكار القهرية، أي التي تأتي لذهن الإنسان دون رغبة منه، ويحاول المصاب دفع هذه الأفكار إلا أنها تأتي إليه رغما عنه، ويحاول دفعها إلا أنها تصرّ على ملء رأسه، ومن هنا سميت بالأفكار القهرية.
وتتنوع أشكال هذه الأفكار فقد تأخذ شكل الأفكار المتعلقة بالطهارة والنظافة، فمهما حرص الإنسان على الطهارة والنظافة إلا أنه تبادره أفكار بأنه غير نظيف وغير طاهر، فيقوم بالغسل أو الاغتسال، ولكن ما هو إلا وقت قريب حتى تراوده أفكار عدم الطهارة والنظافة مجددا.
وقد تأخذ الوساوس شكل التخوف المرضي من احتمال الإصابة بمرض ما، أو فقدان وظيفة حيوية هامة، وكما هو الحال في هذه الحالة من الخوف من إمكانية عدم القدرة على النوم، فيستلقي الإنسان في سريره لساعات قلق على عدم القدرة على النوم، وبالتالي فهو لن ينام إلا وهو في حالة شديدة من الإجهاد والتعب.
وهناك أيضا وساوس الأفكار "الدينية" وخاصة في شكل شكوك في القضايا الإيمانية، ومما يؤلم المصاب أنها قد تكون تتعلق بالذات الإلهية، وقد تصل هذه الأفكار لحدّ يخجل الإنسان حتى من الحديث عنها لأنها مسيئة جدا، ولا شك أن هذه الأفكار تجعل صاحبها يشعر بالحرج الشديد وتأنيب الضمير معتقدا أن سبب هذه الوساوس هو ضعف إيمانه، وليس هذا بالضرورة، بل على العكس تصيب الوساوس صاحبها بأعزّ ما يؤمن به، فالمؤمن المتدين قد تأتي الوساوس في شكل التشكيك الإيماني، والمحاسب الأمين والدقيق تأتيه بأنه غير أمين وغير دقيق في ضبطه للحسابات، وهكذا.
والدواء الأول الذي ذكرت "فافرين" هو من الأدوية المعروفة في علاج الوسواس، وإن كان هو بالأصل مضادا للاكتئاب، إلا أن طبيعة تأثيراته الكيماوية تجعله علاجا أيضا للوساوس، إلا أنه ربما يحتاج المصاب لأخذ الجرعة المناسبة وللمدة الزمنية المطلوبة، وهو في نفس الوقت يمكن أن يخفف بعض أعراض القلق أو الاكتئاب الذي قد يصاحب الوسواس وخاصة في المراحل المتقدمة.
يستعمل الدواء الآخر "سيروكويل" في حالات أخرى من الصعوبات النفسية، إلا أنه في جرعات صغيرة يمكن أن يكون معدلا للمزاج، ويمكن أن يكون له التأثير المنوم.
وبالرغم من فوائد العلاج الدوائي ولكن يبقى العلاج الأكثر فعالية للوسواس القهري هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو محاولة تغيير السلوك وعدم الاستسلام للأفكار الوسواسية، وستحتاجين لتطبيق هذه المعالجة مراجعة إما طبيب نفسي أو أخصائي نفسي حيث تعيشين، ويمكن أن يشرف على العلاج المعرفي السلوكي بالإضافة للعلاج الدوائي.
وأنا أنصح عادة أن يقرأ المصاب عن طبيعة ما أصيب به من الوسواس القهري وبحيث يتعرف على طبيعة الوسواس وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب، ويمكنك قراءة المزيد عن الوسواس والقلق في كتابي "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك" للدكتور مأمون مبيض، وهو مطبوع عندكم في بيروت عند الناشر المسمى "المكتب الإسلامي".
نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء والعافية.
لمزيد من الفائدة يرجى مراجعة:
الشك في الدين(
2350 –
54848 -
2291-
2116388)
كيفية المحافظة على الصلاة(
18388 -
18500 -
17395 -
24251 -
55265)