الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن حالتك بسيطة، وهي أنك تعاني من قلق المخاوف، وربما يكون لديك أيضًا اكتئاب ثانوي من درجة بسيطة، والطبيب الذي ذكر لك أنك تعاني من الاكتئاب ربما يكون محقًّا، لأن الاكتئاب ليس من الضروري أن يظهر في شكل اضطراب في المزاج، فالإنسان قد يكون مزاجه جيدًا لكنه مكتئب في نفس الوقت، وهنالك نوعيات من الاكتئاب تظهر في أعراض جسدية كالآلام العامة وضعف الشهية للطعام وافتقاد الدافعية والميول للانعزال، هذه كلها أعراض اكتئابية، فلا تنزعج أبدًا لما قاله لك الطبيب، فدرجة الاكتئاب التي لديك هي درجة بسيطة، والأمر كله يتعلق بقلق المخاوف.
بالنسبة للعلاج: أنا أولاً أنصحك بألا تتردد على الأطباء كثيرًا، هذا مهم جدًّا، لكن يمكنك أن تقوم بمراجعة طبيب واحد مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر مثلاً، وذلك من أجل إجراء فحوصات طبية عامة، هذا يطمئنك كثيرًا.
ثانيًا: بالنسبة لظهور النبض على يديك، هذا أمر طبيعي جدًّا، وهذا دليل على وجود الصحة أن هذه الشرايين تعمل بصورة ممتازة وصحيحة، والإنسان إذا كان جسده نحيفًا تظهر لديه هذه الشرايين بوضوح، خاصة شرايين الرقبة، تلاحظ في بعض الناس من النحفاء، النبض واضح جدًّا لديهم، فلا تنزعج لهذا الأمر، وأعتقد أن القلق هو الذي جعلك تفكر مثل هذا التفكير.
أنا أنصحك مرة أخرى بممارسة الرياضة وممارسة تمارين الاسترخاء، هذه كلها مهمة وضرورية، ولابد أن تدفع نفسك نحو العمل، وأرجو أن لا تضيع فرصة هذه الوظيفة التي وجدتها، العمل فيه تأهيل كبير جدّا للإنسان جسديًا ونفسيًا واجتماعيًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي أرجو أن لا تتخوف منه؛ لأن الرزمة العلاجية الصحيحة لمعظم الحالات النفسية تتكون من علاج نفسي سلوكي وعلاج بيولوجي – أي دوائي – وعلاج اجتماعي.
العلاج الاجتماعي في مثل حالتك هو العمل، والتواصل الاجتماعي، والاجتهاد في العبادات، ومواصلة وتواصل مع الأصدقاء، هذا كله نوع من العلاج الاجتماعي، والعلاج النفسي هو أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تحقر فكرة القلق، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة.
العلاج البيولوجي هو الدواء بجانب ممارسة الرياضة، هذه علاجات بيولوجية حقيقية، فلتتحصل على الفائدة المرجوة القصوى من العلاج يجب أن تأخذه بمحاوره الثلاثة، وعقار بروزاك من الأدوية الممتازة جدًّا ومن الأدوية المفيدة والفاعلة، لكني أريدك أن تلتزم بتناول الدواء بصورة صحيحة وبالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، وهذا هو معيار نجاح الدواء الحقيقي.
الجرعة التي تبدأ بها هي كبسولة واحدة من الفلوزاك يوميًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى كبسولتين – أي 40 مليجرامًا – وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء سوف يفيدك - إن شاء الله تعالى - وإذا تمكنت من مقابلة أحد الأطباء النفسانيين فأعتقد أن ذلك أيضًا سوف يكون أمرًا مجدياً ومفيداً ونافعاً بالنسبة لك.
لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من الأمراض سلوكيا (
263760 -
265121 -
263420 -
268738) .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.