أحببت رجلا وأتمنى أن أتزوج به... فما نصيحتكم؟
2011-07-19 11:00:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة تبت إلى الله بعد علاقة محرمة أقمتها مع أحد الشباب، وأسأل الله العلي العظيم لي وللشاب الهداية وقبول التوبة، وعفا الله عما سلف، ولكن الآن أتمنى أن أتزوج برجل متدين ينقذني من خداع الشاب الذي أقمت علاقة معه، عندما تم القبض عليّ مع الشاب تم استدعاء ولي أمري، وكان يطالب ولي أمري بتزويجي؟
وكان يسأل لماذا لا تزوجوها، فرد ولي أمري قائلا: إن أتى نصيبها فما المانع في ذلك؟ فأحسست أنه يتمنى أن يتزوجني، وأنا والله العظيم أحببته من كل قلبي وأتمنى أن أتزوجه، فكيف أصل إليه بطريقة غير مباشرة ليخطبني؟ وما الوسائل المعينة على ذلك؟
فوالله قلبي متعلق به، ولقد قالت لي أمي يوماً أن الخادمة أفضل مني فأحسست بالغيرة، ويعلم الله أني عندها أحسست أنه لا داعي من وجودي في هذه الحياة، فحياتي العلمية تأخذ جزءا كبيرا من وقتي، فكيف أستطيع أن أخدم أمي، وأوفر الوقت بين دراستي، ووقتي مع أمي وأصبح أفضل من الخادمة في عينها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يتوب عليك وأن يمحو عنك ما كان، وأن يصلح حال مستقبلك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
نحن نوصيك أولاً أيتها الكريمة بأن تثبتي على ما أنت عليه من التوبة، وتحاولي أن تسدي على نفسك كل باب يدعوك إلى التعلق بالرجال الأجانب، ومن ذلك النظر إليهم أو محاولة المحادثة لشخص منهم بحديث يجر إلى الفتنة، فإن هذه الأساليب خطوات للشيطان يدعو من خلالها الفتاة للوقوع في حبائله، وقد تندم بعد ذلك حين لا ينفع الندم.
فنوصيك بتقوى الله سبحانه وتعالى، والوقوف عند حدوده، واعلمي جيدًا أن الخير كل الخير فيما أباحه الله عز وجل، وأن الفلاح كل الفلاح في اجتناب ما حرمه سبحانه وتعالى عليك.
وفي شأن هذا الشاب الذي تسألين عنه: نحن نوصيك أولاً بأن لا تسمحي لنفسك بالاسترسال في الأماني، فيدعوك بعد ذلك التمني في التعلق بهذا الشاب لمجرد هذه الكلمات التي قالها، فليس فيها ما يدل بالضرورة على رغبته بالزواج منك، ولكنه كان يقترح التزويج حتى يحصل لك العفاف بالحلال عن الحرام وحتى تُحفظين من الوقوع فيما وقعت فيه، فليس بالضرورة أن يكون هذا إعلان منه عن رغبته في الزواج منك، ومن ثم فنحن ننصحك بأن لا تسترسلي مع هذه الأماني حتى يمتلأ قلبك بالتعلق بهذا الشاب، ثم بعد ذلك لا تقدرين على الوصول إليه.
وحسن جدًّا أيتها الكريمة لاسيما في مثل هذه الحال أن تخاطبي عقلك، فإن مخاطبة العقل جزءٌ أكيد في معالجة العشق والتعلق، فإن من يتعلق بشيء لا يستطيع الوصول إليه أشبه بمن يتعلق بالشمس ويعشقها ويريد أن يصل إليها، وإذا خاطبت نفسك بهذا النوع من الخطاب فإنه سيكسر هذا التعلق الموجود لديك بهذا الشاب.
ومع هذا نقول أيتها الكريمة: لا مانع من أن تطلبي من محارمك كوالدك أو إخوانك أو أخوالك ونحوهم من عرضك على هذا الشاب إذا كان راغبًا في الزواج منك، وهذا لا حرج فيه، ولا نقص، فإن الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم – كانوا يُعرضون بناتهم - ومن يتولون أمورهم من النساء - على من يظنون أنه يصلح للزواج بالواحدة منهنَّ، فهذا لا عيب فيه، فإذا كان الله عز وجل قد قدر لك أن تتزوجي بهذا الشاب فإنه سييسره بأيسر الأسباب وأسهلها، وإذا كان الله عز وجل لم يقدر لك ذلك فكوني على ثقة بأن اختيار الله سبحانه وتعالى لك خير من اختيارك لنفسك، فإنه سبحانه وتعالى أعلم بالمصالح ويعلم سبحانه وتعالى ما سيكون في مستقبل الزمان وأنت لا تعلمين ذلك كله، فكوني على ثقة من أن تقدير الله سبحانه وتعالى لك خير كله، وأن فيه صلاحك وفيه نجاحك، فأحسني علاقتك بالله سبحانه وتعالى، وأكثري من دعائه واستغفاره، واعلمي أن قُربك من الله عز وجل والإكثار من طاعاته سببٌ أكيد في جلب الرزق الحسن لك، كما أن معصية الله سبحانه وتعالى والبُعد عنه سبب أكيد في الحرمان من الرزق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).
وأما في شأنك مع والدتك فوصيتنا لك أيتها الكريمة أن تبالغي في إكرامها والإحسان إليها، ومحاولة خدمتها قدر الاستطاعة، فإن هذا من البر الذي أمر الله عز وجل به، وأنت بذلك تكسبين رضى الله عز وجل أولاً، وتكسبين لنفسك أعلى الدرجات في الجنان، فإن الوالد كما قال عليه الصلاة والسلام: (الوالد أوسط أبواب الجنة) يعني أفضل أبواب الجنة، والجنة عند رِجْل الأم، كما جاءت بذلك الأحاديث، فأنت بذلك تحفظين لنفسك المكانة العالية في الجنة، ثم تكسبين قلب أمك أيضًا، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، فكلما بالغت في الإحسان إلى والدتك بالكلام، وبالخدمة وبأنواع الإحسان التي تقدرين عليها تملكين بذلك قلبها، أضف إلى ذلك الحب الفطري الذي فطرها الله عز وجل عليه، وجعله في قلبها لأنها أمٌ، فلا تظني أبدًا أنك إذا فعلت ذلك ستكونين قليلة الحظ من حب والدتك لك.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان وييسره لك.