كثرة البكاء والخجل لدى طفلي... فكيف نخلصه من ذلك؟
2011-07-05 13:18:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عنده سبع سنوات، كثير البكاء لأبسط الأسباب، وكثيراً أحاول أن أمنعه من هذا أنا وأبوه، وكدلك هو خجول وغير مبادر في كثير من المواقف، ويمكن أن يتبول على نفسه عندما ينشغل باللعب ولا يذهب للحمام إلا بعد أن يكون قد بدأ في التبول بالفعل، ولاحظتُ أنه غير محبوب في صفِّه، لا أعرف كيف أُعالج كل تلك الأعراض.
ينبغي أن أعترف أنني كنتُ كثيرة الصِّراخ في وجهه، ولكني أحاول منع نفسي من ذلك الآن، وكذلك كان يتدرب على تعلم رياضة الكاراتيه، ولم يكن المدرب يشجعه، بل كان دائم السخرية منه هو وكذلك الأولاد زملاؤه.
أريد علاجًا لابني حتى لا يُصبح غير سوي عندما يكبر لأني أتألم من ذلك كثيرا، وهو الأخ الكبير، ولديَّ ولدان غيره يصغرنه بأربع سنوات.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأولاً لا أريدك أبدًا أن تأسي على الأخطاء التربوية السابقة والتي تمثلت في الصراخ في وجه الطفل، وأعتقد أن هذا الطفل أيضًا قد عُومل معاملة خاصة لأنه الطفل الأول، وفي مثل هذه الحالات - أي الطفل الأول أو الطفل الخاص - قد يُستأثر بشيء من العطف الزائد والتدليل، وهذا أمر نقول أنه طبيعي بدرجة كبيرة، لكن الخلل يأتي في أن الطفل حينما نعوّده على مكاسب ومنافع ومآثر معينة بعد ذلك ننزعها منه، هذا هو الذي يؤدي إلى الصعوبات التربوية.
الطفل لديه تبول لا إرادي في بعض الأحيان، وهذا دليل على عدم الاستقرار النفسي العام، أي أن الطفل ليس مستقرًا نفسيًا، لكن هذا أيضًا يجب أن لا يُزعجك، والعملية التربوية نأخذها متكاملة مع بعضها البعض.
أولاً: هذا الابن لا أعتقد أنه خجول، لكنه لديه قلق الفراق، يريد دائمًا أن يكون في مأمن، ويريد أن يكون معك ومع والده، وهذا الالتصاق بالأبوين وأمان البيت دائمًا يعطينا الشعور بأن الأبناء يعانون من خجل في مثل هذه الحالات، وهذا ليس خجلاً.
الذي يجب أن نتفق عليه كمبادئ تربوية: أولاً الطفل يجب أن يُشجع، ولا يُدلَّع، فالتشجيع يأتي دائمًا من خلال الكلمة الطيبة، والابتسامة في وجهه، ومكافأته في حدود ما هو معقول، وإشعاره بالأمان مهم جدًّا، وهذا دائمًا يأتي من خلال أن نلعب معه، فأرجو أن تلعبي مع طفلك، واجعلي والده يلاعبه، وينزل إلى مستواه العمري، وأرجو أيضًا أن تُتاح له الفرصة لأن يلعب مع الأطفال الآخرين.
طبقي مع طفلك طريقة النجوم، هي طريقة تحفيزية جيدة جدًّا، وهي معروفة لدى الأمهات، هذه الطريقة تتطلب أن تُشرح للطفل، وتتطلب أيضًا الصبر من جانبك، بعد أن توضحي للطفل الهدف من برنامج النجوم هذا، ثبتي لوحة بالقرب من سريره، وقومي بمكافأته على كل عمل إيجابي يقوم به بوضع نجمتين أو ثلاث على هذه اللوحة، وبالنسبة للأفعال السلبية لا تصرخي فيه، وقولي له بلغة بسيطة وجميلة أنه بكل أسف قد خسر نجمة أو نجمتين، وذلك نسبة للفعل السلبي الذي قام به، وبعد ذلك يمكنك أن تستبدلي عدد النجوم التي اكتسبها بهدية بسيطة مناسبة تكون مفضلة للطفل، وعدد النجوم يجب أن تُقيَّم، هذا أمر ضروري جدًّا ومهم جدًّا، لأن الطفل حين يتحصل على عدد قليل من النجوم سوف يسعى لأن يتحصل على عدد أكبر في المرة القادمة، وهو يعرف تمامًا أن نظام التحفيز والمكافئات يقوم على السلوك الإيجابي.
تدريب الطفل على الذهاب إلى الحمام مهم، واجعلي والده يتدخل في هذا الأمر، وأن ينصحه بأن يجلس في الحمام لفترة دقيقة أو دقيقتين وذلك بعد انقطاع البول، وذلك ليفرغ مثانته إفراغًا تامًا.
أعطي طفلك شيئا من المسئولية حيال أخويه، هذا سيشعره بأنه غير مهمش، وبأنه فعّال وأساسي وضروري في الأسرة، وهذا أيضًا نعتبره أمرًا إيجابيًا وطريقة جيدة جدًّا، هذا هو الذي أنصحك به.
وبالنسبة لموضوع التدريب على لعب الكاراتيه، أنا قد لا أفضل ذلك كثيرًا، لكن أي نوع من الرياضة المعقولة التي تكون من خلال التفاعل مع بقية الأطفال الآخرين قد تكون جيدة جدًّا.
لا تنسي أن تجلسي مع طفلك لمشاهدة التلفزيون خاصة برامج الأطفال المفيدة، وأن تقومي ببعض الشرح والتوضيح له حول هذه البرامج.
عليك بالدعاء لأطفالك، ونسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لكما.
وبالله التوفيق والسداد.