أصبحت أكره نفسي وأشعر بخوف وقلق أثر على عباداتي، فما الحل؟
2011-07-04 07:54:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أني أصبحت أكره نفسي، أشعر كثيرا بتأنيب الضمير على الأعمال التي أقوم بها سواء كانت جيدة أم سيئة، كما أنني منذ فترة أصبحت أشعر بخوف من المستقبل ومن الناس والأعداء، ولا أثق بأحد أيا كان.
رغم أني أشعر بهذه الفترة لحاجتي الكبيرة لربي إلا أنني اختلفت عن السابق، لم أعد أقوم بالعبادات على الوجه الصحيح حتى أصبحت أختلق الأعذار لنفسي حتى لا أصلي، وإذا لم أصلي أشعر بضيق شديد وكل هذه الأمور تدفعني أحيانا للبكاء وأشعر بحزن وكآبة شديدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شفاك الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
مشاعر كره النفس كثيراً ما تكون مرتبطة بالشعور بالذنب وهذا كله ربما يكون مرتبطا باكتئاب نفسي.
حالتك من الواضح أنها أيضاً تشوبها بعض أعراض القلق والخوف والوساوس وهذه الأفكار كلها نسميها بالاضطراب الوجدانية البسيطة أنا ذكرت لك الاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس أرجو أن لا تعتقدي أن هذه التشخيصات مختلفة لحالتك هذه كلها متداخلة ومترابطة وأنت لا يوجد لديك حقيقة المكونات المرضية الأساسية إنما هي أعراض خفيفة من هنا وهنالك وتجمعت وأعطتنا هذه الصورة.
يجب أن تكون لك وقفات مع نفسك هذه الوسيلة العلاجية الرئيسية واسألي نفسك لماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أحب نفسي بدل أن أكرهها وحب النفس مطلوب ومطلوب جداً في مثل هذه الحالات وأن ترجعي إلى الأسس الرئيسية وهو أن الله تعالى قد كرمك كإنسان وأعطاك العقل والفكر وهذا يجب أن يستغل بصورة أفضل وبصورة إيجابية، إذن هذه الوقفات مع الذات مهمة.
الأمر الثاني هو أن يكون التطبيق بالعمل وأن تحكمي على نفسك بأفعالك وليس بمشاعرك أطردي هذا الشعور السالب اجتهدي في دراستك وزعي وقتك بصورة صحيحة لا تدعي للشيطان مجالاً ليبعد بينك وبين العبادة ولا بد أن يكون هنالك الإصرار والتحدي ولا بد أن تعرف أن كيد الشيطان ضعيف لكن إذا ضعفت النفس وكانت أضعف من الشيطان سوف يسيطر الشيطان على النفس عيشي هذه المقارنة وكيد الشيطان ضعيف ونفسك يجب أن لا تكون أضعف منه بل أقوى.
اعلمي تماماً أن المستقبل هو لك كشابة في هذا العمر والأمة الإسلامية وأنت تعيشي في فلسطين العزيزة هنالك أمور يجب أن تسلحي نفسك بها وهي الأمل والرجاء والدين والعلم، هذه متطلبات أساسية وهذه طاقات موجودة أصلاً لديك لكن هذا التفكير السلبي جعلك حقيقة تنسي كل هذه الأمور الإيجابية رأيت أن أذكرك بها، عليك بالرفقة الصالحة والطيبة فالإنسان في هذه الدنيا بعد الله تعالى لابد أن يجد من يسانده وهذه إن شاء الله تجدينها لدى الفتيات الخيرات والصالحات.
أخيراً أبشرك بأنه توجد أدوية ممتازة جداً لعلاج مثل هذه الأفكار السلبية ذات الطابع الوسواسي والاكتئاب والقلق وأنت محتاجة إلى دواء واحد والدواء الأفضل هو العقار الذي يعرف باسم فلوكستين (Fluoxetine) هذا هو اسمه العلمي وله أسماء تجارية كثيرة اشهرها بروزاك Prozac الجرعة بسيطة جداً وهي أن تتناولي كبسولة واحدة في اليوم بانتظام بعد الأكل وبعد شهر أرفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم استمري عليها لمدة أربعة أشهر ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقفي عن الدواء، وأؤكد لك أن هذا الدواء دواء فعال وسليم وصحيح ومفيد وغير إدماني وغير تعودي ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، ونسأل الله تعالى أن ينفعك به.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.