الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالشعور بعدم الثقة في النفس يبدأ دائمًا بالشعور بالقلق، وبعد ذلك يستمر القلق ويتولد عنه ما يسميه البعض بافتقاد الثقة في النفس، والمشكلة الأساسية أن بعض الناس لديهم حساسية شديدة في شخصياتهم، ويراقبون أنفسهم رقابة شديدة وصارمة، ولا نقول أنهم يتصنعون الأعراض، لكن قطعًا التفكير السلبي، وأن لا يتذكر الإنسان مصادر قوته مع أن لديه طاقات كثيرة قد تكون مختبئة أو أنه لم يستفد منها على الوجه الصحيح، هذه من أكبر العلل التي تولد هذه المشاعر السلبية، وتؤدي إلى افتقاد الشعور بالثقة.
أنا لا أقلل أبدًا من شكواك، ويجب أن نعطيها كل الاعتبار ونأخذها بجدية تامة، لكني أريدك - وكعلاج سلوكي أساسي - أن تصحح مفاهيمك، أن تسأل نفسك: (هل كل هذه الأعراض التي أعاني منها صحيحة؟ هل كل هذه الأفكار التي تأتيني حول نفسي هل هي أفكار صحيحة، أم هي مجرد أفكار كان القلق السبب فيها؟) وأنا أرى أنك بالإجابة الصحيحة سوف تصل إلى قناعة أن القلق هو الذي جعلك تفكر بهذه الصورة السلبية عن نفسك.
شعورك بأن كلامك ليس واضحًا، وأن الآخرين لا يفهمونك، وتنقصك مهارة الأسلوب، لا بد أن تسأل نفسك: (هل هذا الحكم حكم صحيح؟ هل هذا الحكم منصف؟ هل أنا أجحفت في حق نفسي؟ هل ظلمتها؟ هل هو مجرد فكر سلبي يسيطر عليَّ؟) وأنا أعتقد أنك - إن شاء الله - من خلال هذا النوع من التفكير سوف تصل إلى القناعة التامة بأنك فعلاً قيّمت نفسك التقييم الخطأ.
بعد ذلك انقل نفسك إلى التطبيقات العملية، تواصل مع الناس، أدر وقتك بصورة صحيحة، ومن الضروري أن تمارس الرياضة، وأن تضع أهدافًا في الحياة، وهدفك واضح جدًّا، وهو أن تتميز علميًا وتضع الآليات التي توصلك إلى هذا، ولا تهتم أبدًا لهذه المشاعر السالبة ولسفاسف الأمور، أنت لديك الرصيد المعرفي، لديك ما شاء الله الخلق، لديك القيم الذاتية الراقية، وكل هذا يجب أن تستفيد منه، فالعلاج السلوكي يقوم على هذه الأمور، يقوم على أن الإنسان حين تتملكه هذه الأفكار السلبية عن ماضيه وحاضره ومستقبله وذاته والعالم حوله، يجب أن يستبدلها بفكر إيجابي، وهذا ممكن وممكن جدًّا.
إذن أنا أشجعك تمامًا على العلاج السلوكي المعرفي، وإن أردت أن تطبقه على أصوله لا بد أن تتواصل مع معالج، هذا أفضل وأنفع إن شاء الله تعالى.
بالنسبة للعلاج الدوائي: العلاج الدوائي يحسّن من مزاج الإنسان ويقلل من الخوف والرهبة والقلق، وهذا يفتح السبيل والطريق أمام العلاج السلوكي ليطبق بصورة أفضل وأنجح وأدق، لذا أنا أدعوك لتناول الدواء، فالدواء يفيدك كثيرًا، وكما ذكرت لك سوف يكون دعامة أساسية للعلاج السلوكي.
عقار زولفت أنا أراه دواءً جيدًا وممتازًا، لكن الالتزام بالجرعة مهم، والجرعة في حالتك جرعة بسيطة، ابدأ في تناول الزولفت بجرعة نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج عدم القدرة على الحديث والتعبير سلوكياً (
267560 -
267075 -
257722) وحول العلاج السلوكي للمخاوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121 ) .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأنا على ثقة تامة أن الدواء والعلاج السلوكي سوف يغيران تمامًا من تفكيرك وسوف يصبح إيجابيًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.