أعاني من الوسواس الجنسي القهري؛ فما العلاج؟
2011-06-13 09:17:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخّص الأطباء حالتي بأني أعاني من وسواس الشذوذ الجنسي؛ حيث كنت أعاني من أعراض هذا المرض؛ مما يؤثر على سلوكياتي مع الناس.
علما بأني تعرضت لحادثة اعتداء جنسي في سن الطفولة (في سن خمس سنوات)، وأنا الآن أتابع مع أحد الأطباء المشهورين في القاهرة، وأتناول الأدوية التالية: سيبراماكس 40 مج قرصا صباحا (تبمود) فورت 200 مج قرصا صباحا.
وقد اختفت الأعراض تماما لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك أشعر بها في أوقات متباعدة، فهل هذا الدواء مناسب أم يوجد أفضل منه؟ وهل فعلا يوجد وسواس قهري للشذوذ الجنسي؟
علما أني لم أمارس الجنس مطلقا لا مع رجال ولا مع نساء.
مع خالص الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الوساوس القهرية تسمى حسب محتوى الوساوس وحسب نوعها هي أفكار وهي اجترارات، هل هي مخاوف؟ هل هي صورة ذهنية؟ هل هي أفعال؟ هل هي طقوس؟، فإذا كان محتوى تفكير يدور حول الشذوذ الجنسي، هذه وساوس قهرية يدور محتواها حول الشذوذ الجنسي، وليس من المهم أن نسميها وسواس الشذوذ الجسني.
هي وساوس قهرية ومحتواها يدور حول الشذوذ الجنسي وهذه نشاهدها كثيراً، والوساوس قد تتغير وقد تتبدل، والعلاج الدوائي الذي كتبه لك الطبيب هو علاج جيد وممتاز جداً، لكن من الضروري جداً أن تطبق الآليات السلوكية التي سوف تساعدك كثيراً -إن شاء الله تعالى- في العلاج، وما دمت أنت مع أحد الأطباء المشهورين لاشك أنه قد قام بتطبيق بعض التمارين السلوكية بنفسه أو قام بتحويلك على الأخصائي النفسي الذي سوف يساعدك في هذا الشأن.
العلاجات السلوكية تعتمد على أسس معينة:
أولاً: يجب أن نعرف أن الفكر الوسواسي هو فكر سخيف متسلط لا معنى له، يحاول الإنسان أن يرده ويدفعه، لكن تتسلط هذه الأفكار وتستحوذ على ما يسبب الكثير من القلق الكبير لصالحبها.
الأمر الآخر: من وجهة نظري مهم جداً، هو أن لا تناقش الوساوس مع نفسك، ولا تحاول أن تحللها، ولا تحاول أن تفصلها، لا تحاول أن تحاورها، ولا تخضعها للمنطق؛ لأنك إذا لجأت إلى هذا الأسلوب سوف تجد أن الوساوس تولد وساوس أخرى.
لذا نحن نقول أفضل طريقة لعلاج الوساوس هي أن تقطع عليها الطريق، وأن تغلق أمامها الأبواب، حين تأتيك الفكرة قل هذه وساوس قهرية وهذه وساوس حقيرة، لن أناقشها أبداً، خاطب الفكرة وقل لها: أقف، أقف.
الممارسة السلوكية الأخرى من أهمها أن تربط الفكر الوسواسي مع منفرات أو مغززات، مثل إيقاع الألم على النفس، بأن تضع الرباط المطاطي الذي تربط به الأوراق المالية، أن تضع على اليد وتقوم بشده ثم إطلاقه حتى تحس بألم شديد، وفي نفس الوقت سيحدث الفكر الوسواسي إن لم يأتك وتربطه بالألم، وهذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية، ولابد أن يكون مستوى الألم عاليا جداً.
الربط بين الاثنين مهم جداً ويؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، هنالك تمرين أخرى، مثلاً أن تفكر في الوسواس، وفي نفس الوقت تقوم بشم رائحة كريهة ومقززة أو تتذكر حادثا بشعا ومساويا أو هكذا.
إذن الربط ما بين الوساوس والمنفرات يساعد كثيراً على إزالتها، والأدوية لا شك أنها فعالة جداً، وخاصة الأدوية التي تتناولها جيدة، والدواء الذي ذكرته هو سيبراماكس، وهو من الأدوية الجيدة، هنالك بعض الدراسات تشير أيضاً أن عقار فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمين Fluvoxamine من الأدوية الممتازة جداً لعلاج بعض الوساوس القهرية.
أسأل الله لك العافية والشفاء والسداد.