كيف أخلص ابنتي من حالة الخجل والبكاء التي تعانيها؟
2011-06-13 08:36:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي عمرها 3 سنين، تعاني من حساسيتها الشديدة، فهي تصيح لأتفه الأسباب، وتخجل كثيرا من الآخرين، حتى الأطفال الذين مثلها وأصغر منها لا تتكلم معهم أبدا عندما يكون هناك أي أطفال قاعدون تقعد معهم فقط، لكن لا تنطق ولا بكلمة، لدرجة يسألون أمها هي لماذا لا تتكلم؟
كما أننا نشغل لها قنوات الأطفال ونلاحظ كسوفها الشديد عندما نقول لها قفي وارقصي، غير أي طفل يسمع الأغاني فيرقص، لكنها مع الإلحاح الشديد يظهر عليها علامات خجل فظيعة، هذا أمامي أنا ووالدتها، لكن عند الآخرين لا تعمل شيئا، أدخلناها حضانة فلا تردد وراء المدرس مع الأطفال، لكنها سعيدة بذهابها.
علما أنها تتكلم جيدا جدا، وتتكلم مع أخيها وعمره 9 شهور وتلاعبه وتنصحه بعدم عمل الأخطاء كأنه فاهمها، وعندما نقول لها لا تبكي تستمر أيضا في البكاء وتسكت وحدها بعد ذلك وتعاند.
علما أننا سافرنا وهي عمرها 6 أشهر، لكن رجعنا بعد سنة، فهل فترة الغربة القصيرة أثرت عليها؟
أرجو الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي حين اطعلت على الجزء الأول في رسالتك أتاني شعور أن هذه الصغيرة -حفظها الله- ربما يكون لديها بعض المحدودية البسيطة في مستوى الذكاء، لكن بعد أن أكملت الرسالة وعرفت أنها تتفاعل اجتماعياً وتتكلم بصورة جيدة جداً انتفى من تفكيري وجود أي نوع من ضعف الذكاء أو محدودية المقدرات المعرفية، وهذا حقيقة شيء مطمئن جداً.
هذه الطفلة -حفظها الله- ليست خجولة، إنما تحس بالأمان أكثر حين تكون في رفقتك أو في رفقة والدتها، الطفل كثيراً ما يكون محيطه محصوراً في شخص أو شخصين في بعض الأحيان، وهذا يرجع أن الطفل قد التصق بهذا الشخص لفترة طويلة، ولم تكن هنالك بدائل أخرى، وهذا أدى إلى نوع من التواصل والتعاضد الوجداني الشديد، متى ما حاولنا أن ندخل أي إضافات أو متغيرات في حياة الطفل، وحتى وإن كانت جميلة تجد الطفل لا يحس بالأمان، وتجده مترددا ويلجأ كثيراً إلى الانعزال والصراخ ومحاولة لفت الانتباه.
أخي الكريم أفضل وسيلة لعلاج مثل هذه الحالات هو أن تتجاهل تماما الصراخ الذي يبدر من هذه الصغيرة حفظها الله، وأن تجعلوها تختلط مع الأطفال الآخرين بقدر المستطاع، وهي سوف تتفاعل معه -إن شاء الله تعالى- بالتدريج حين تجد أن هذا هو الخير المتاح أمامها.
أيضاً يمكن لهذه الطفلة أن تستفيد من الألعاب ذات القيمة التربوية، وذهابها إلى الروضة قرار جميل وصحيح والحمد لله تعالى هي مادامت فرحة وسعيدة بذلك هذا أيضاً شيء مشجع جداً، وسوف تبني -إن شاء الله تعالى- مهاراتها التواصلية بالتدرج.
إذن حاولوا أن تتجاهلوا الصراخ، وأي تصرف يبدر منها يشير إلى أنها تبحث عن المزيد من العطف، لكن في نفس الوقت حفّزوها على كل تصرف إيجابي يبدر منها، أنا لا أعتقد فترة الابتعاد والتغرب عن مصر أثرت عليها؛ لأن التكوين الوجداني للطفل لا يبدأ في حقيقته إلا بعد عمر ثلاث أو أربع سنوات، هذه الفترة فقط ربما تكون قوة التواصل ما بينها وبين والدتها، وهنا حدث ما نسميه (ponding) وهي نوع من التواصل الوجداني الشديد يحدث ما بين الأم والطفل، لكن إن شاء الله بالتدرج والتحفيز والتجاهل، وأن تختلط الطفلة مع الآخرين، أعتقد أن الأمور سوف تسير على خير، وأوصي والدتها الكريمة بأن لا تفرض عليها حماية زائدة، نحن نشفق كثيراً على أطفالنا -وهذا أمر طبيعي- ولكن الطفل أيضاً يجب أن تتاح له مساحة من الحرية والحركة لكي يتفاعل مع محيطه ويطور من مهاراته.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.