ابنتي تعاني من تخلف عقلي، ما العلاج؟
2011-06-13 10:54:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي عمرها 4 سنوات، وشخّص الطبيب مرضها أنه تخلف عقلي، هل فعلا لديها تخلف أم تشخيصهم خطأ؟، مع العلم أن أشعة الرنين المغناطيسي للدماغ تقول إن الدماغ ليس به أي عيوب، وطفلتي تفاجئني بجملة، مثل: أنا اشتقت لك! ثم بعدها لا تتكلم أبدا، أنا أشك أن ببنتي شيطان، عندما كنت حامل بها أسمع صوتا بأذني يقول المرض تريدينه فيك أو فيها؟ أنا أفكر الآن بالحمل، سمعت تهديدا أن لا أحمل ولو حملت ستكون معاقة.
أرجو نصيحتي، فأنا لا أدري ما هذا؟ وإذا قرأنا على البنت تبكي بكاءً شديداً وتقول: لا أح أح.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم طلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
التخلف العقلي لدى الأطفال له عدة درجات ومحاور، فهنالك ما يعرف بالتخلف العقلي الشديد وهنالك المتوسط وهنالك الخفيف وهنالك التخلف العقلي الحدي، أي ما بين الطبيعي والغير الطبيعي.
التخلف العقلي دائمًا نربطه بما يعرف بالنضوج الوجداني وكذلك التواؤم الاجتماعي، بعض الأطفال تجدهم يعانون من تخلف عقلي من درجة بسيطة إلى متوسطة، لكن تجد أن نضوجه الوجداني يناسب عمره تمامًا وكذلك تواؤمه الاجتماعي.
الأمر لا يعتمد فقط على مستوى الذكاء، إنما على المحاور الأخرى التي ذكرناها.
هذه الطفلة -حفظها الله- ما دامت قد ذكرت هذه الجملة (أنا اشتقت لك) هذا يعني أنه لديها مقدرة للكلام، وأنا لا أعتقد أن درجة تخلفها العقلي من الدرجة المتوسطة، غالبًا تكون من الدرجة الخفيفة، وأعتقد أن هذه الطفلة قابلة للتعلم.
الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون إلى جهد في التعلم، وفي التدريب وتطوير المهارات، والآن -الحمد لله تعالى- توجد أماكن متخصصة، يجب أن لا نترك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونقول إن هذا الطفل معاق ومتخلف ويُترك هكذا.
أختي الكريمة: الآن توجد مراكز متخصصة -كما ذكرت لك-، هذه المراكز تقوم بوضع برامج مقننة، برامج جيدة جدًّا توائم وتناسب هؤلاء الأطفال.
أرجو أن تذهبي بطفلتك لأحد هذه المراكز، وهذه المراكز كلها تقوم على التطوير السلوكي والمهارات والتعليم الذي يناسب هؤلاء الأطفال.
بالنسبة لما ذكر حول الشيطان: نحن نؤمن بوجود الشيطان ونؤمن بأنه يتدخل أو يتداخل مع الإنسان لكن ليست بهذه الطريقة، وإن كان قد ذكر في بعض الأحاديث من يصرع من قبل الشيطان.
ابنتك إن شاء الله في كنف الله وفي حرز الله، وما كنت تسمعينه في أثناء الحمل ربما يكون نوعًا من حديث النفس أو نوعاً من الوساوس أو نوعاً من التهيؤات المتعلقة بالهلاوس السمعية، وهذا قد يكون أمرًا عارضًا وليس أكثر من ذلك، فلا تشغلي نفسك به أبدًا.
صورة الرنين المغناطيسي كانت طبيعية، وهذا نشاهده كثيرًا في حالات نقصان الذكاء والتخلف العقلي، لأنه ليس من الضروري أن يكون التلف الدماغي كبيرًا أو للدرجة التي توضح من خلال هذه الصورة المغناطيسية.
هذه الصور لا توضح كل شيء في الدماغ، لا توضح وضع الخلايا بصورة دقيقة، مثلاً الخلايا الدماغية إذا انقطع منها الأكسجين لفترة قصيرة هذا يؤثر عليها سلبًا فيما يخص نموها وتواصلها الكهربائي ومنظومة المواد الكيميائية التي تنظمها، هذا قد يختل، ولا يظهر في صور الرنين المغناطيسي.
إذن الرنين المغناطيسي إذا كان طبيعيًا هذا لا يعني أن العلة الدماغية غير موجودة، هذه نقطة علمية مهمة.
الذي أود أن أختم به هو بالنسبة للحمل القادم إن شاء الله تعالى: ما دام لا يوجد مرض يُنقل وراثيًا فلا أرى مانعا في ذلك أبدًا، فالطفلة ليس هنالك ما يشير أنها تعاني من أحد الأمراض التي يمكن أن تُنقل وراثيًا، وهذا يجعلنا نعتبرها حالة فردية وليست حالة وراثية، وإن شاء الله تعالى الحمل القادم يكون طبيعيًا، فقط عليك بالمتابعة اللصيقة مع طبيبة النساء والولادة، وهنالك اختبارات كثيرة جدًّا يمكن إجراؤها للتأكد من سلامة الطفل القادم إن شاء الله تعالى.
نصيحتي الأخيرة هي: أن تجتهدي في تدريب هذه الطفلة وفي تطوير مهاراتها، وهو نوع من الابتلاء الذي يجب أن يكون مقبولاً لديك بانشراح وحمد وشكر لله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يفتّح ذهنها وأن تطور مهاراتها وأن يجعلها قرة عين لكم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
د محمد عبدالعليم
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم ، ويليه إجابة الشيخ أحمد الفودعي .
_____________________________
فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
فقد أجاد الدكتور محمد جزاه الله خيرًا فيما قدمه من نصائح أيتها الأخت الكريمة، ونحن لا نستبعد أبدًا أن يكون ما ذكرته من ظواهر عبارة عن تخيلات، ونتمنى أن تأخذي بالنصائح أخذ الجد وتحاولي العمل بها، وإن شاء الله ستجدين أثرًا وتحسنًا -بإذن الله تعالى-.
فننصحك بالإعراض عن الشكوك أو الوساوس التي قد تلقى إليك بأن هذه الفتاة مصابة بمسّ من الجن أو غير ذلك، ولكن مع هذا لا بأس بأن تستعملي الرقية الشرعية بالقراءة عليها أنت أو من يُرجى صلاحه من الأسرة، فتكثروا من القراءة عليها فإن الرقية الشرعية تنفع بإذن الله تعالى مما نزل من البلاء ومما لم ينزل.
فيستحسن من قراءة القرآن عليها لاسيما آية الكرسي والمعوذتين وقل هو الله أحد وسورة الفاتحة، كما ننصحك أيضًا بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء فهي تحصينات ربّانية، فينبغي أن تداومي على قراءة أذكار الصباح والمساء لتحصين نفسك أنت، وكذلك ينبغي أن تحصني أيضًا هذه الطفلة بقراءة هذه الأذكار عليها، وتحصينها بما ورد من الأدعية في الصباح والمساء، وهناك -ولله الحمد- كتب مختصرة كثيرة في بيان أذكار الصباح والمساء، من أحسنها (حصن المسلم) للدكتور القحطاني، وهو موجود على النت بإمكانك أن تصلي إلى تحميله من أي موقع من المواقع الإسلامية الكثيرة، وكذلك تحافظي على أذكار النوم والاستيقاظ وأذكار دخول الحمام والخروج منه.
فهذه الأذكار تحصين للمسلم مما قد ينزل به، ولا بأس كذلك بأن تستعيني بأهل الثقة المعروفين بسلامة الديانة والالتزام بالسنة في ظاهر أحوالهم ممن يمارسون الرقية الشرعية، وهذه الرقية ستنفعها على كل حال بإذن الله سواء كان بها مس أو لم يكن، وهم في بلدك ولله الحمد كثيرون يمكنك السؤال عنهم في منطقتك عن طريق أئمة المساجد الموثوقين، وستجدين -بإذن الله سبحانه وتعالى- إلى ما ترجينه.
نصيحتنا نكررها ثانية -أيتها الأخت-: أن لا تسمحي لنفسك أن تتعلق بمجرد الشكوك والأوهام، وأن تحسني التوكل على الله سبحانه وتعالى وتأخذي بالنصائح الطبية التي ذكرها الدكتور محمد، والرقية الشرعية هي من جملة الأدوية كذلك وحسن الأخذ بها كما ذكرنا، لأنها من باب التحصين وإن لم يكن الإنسان قد أصيب بشيء، فنسأل الله تعالى أن يعجل بشفاء لهذه البنت وأن يقر أعينكم بها.
والله الموفق.