كيف أتعامل مع ابني الذي اكتسب عصبيته مني؟
2011-06-06 10:05:33 | إسلام ويب
السؤال:
كيف أتعامل مع ابني العصبي خاصة وأن العصبية اكتسبها مني، ونفسيته القلقة اكتسبها مني أيضاً، فأنا لا أريد أن تكون نفسيته مستقبلا كنفسيتي: قلقة, متوترة, تحمل هما كبيرا على أتفه الأمور, فكيف أربي ابني وأخاه الأصغر، بحيث أخلصهم مما أنا فيه، فلا أريدهم أن يعانوا مما أعاني منه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
بما أنك قلقة فربما يكون تقديرك لما يبدو من ابنك من عصبية فيه شيء من المبالغة، أرجو أن تسامحيني في هذا الذي قلته لكنه حقيقة علمية؛ لأن الإنسان القلق دائماً يقدر الأمور من منظاره.
الطفل يحتاج إلى درجة من العصبية, ويحتاج إلى درجة من العناد؛ حتى يبني شخصيته فليس من الصحيح أبداً أن نثبط أبناءنا, وأن نحاول أن نجعلهم يعيشون حياة الاستكانة والاستسلام، الطفل يحتاج لأن تبنى لديه طاقات نفسية تحفزه, ومنها القلق, ومنها العصبية, ومنها العناد, ولكن يجب أن تكون في الدرجة المعقولة، والبدايات العلاجية يجب أن تكون من خلالك أنت، أن لا تظهري عصبيتك وقلقك أمام أطفالك، فهذا مهم جداً، بل على العكس تماماً حاولي أن تلاعبي أطفالك, انزلي إلى مستوى أعمارهم، وشاركيهم في الألعاب التفاعلية فهذا يريح الطفل جداً, ويجعله يأخذ الأم والأب أو من هم أكبر منه كنموذج ناجح في حياته، عليك أيضاً أن تتجاهلي الثورات العصبية البسيطة التي تنشأ من ابنك، حاولي أن تجعلي ابنك يستفيد من الألعاب ذات القيمة التعليمية, وأعطه الفرصة لأن يلعب مع بقية الأطفال، ولابد لابنك هذا أن يكون مرتبطا بوالده بدرجة مستوية؛ لأن الابن بعد بلوغه الأربع أو الخمس سنوات لا بد أن يأخذ ما نسميه بالجندرية من والده أي التطبع الذكوري، هذا أمر واجب وجيد من الناحية التربوية.
اسعي دائماً لأن تحفزي الطفل لكل ما هو إيجابي, وأن تتجاهلي ما هو سلبي، وسيكون من الجميل جداً أن تعالجي العصبية التي تعانين منها؛ لأن من حقك أن تسعدي وأن تكوني مرتاحة نفسياً، هذا مهم جداً.
عليك بممارسة تمارين الاسترخاء, فهي مفيدة جداً, ولتعلمها يمكنك أن تقابلي الأخصائية النفسية, أو من خلال الحصول على سي دي أو كتيب, أو من خلال تصحف مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين, وحاولي أن تعبري عن ذاتك أولا بأول, ولا تتركي الأمور تتراكم داخل نفسك؛ لأن هذه الاحتقانات النفسية ذات عائد سلبي جداً على الشخص العصبي، وإذا كان هنالك إمكانية لممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة فهذا أيضا فيه فائدة وخير كثير لك.
عليك بقراءة القرآن بتدبر, وهذا يدعم الاسترخاء لدى الإنسان، ويساعده على تحمل الانفعالات السلبية.
أخيراً: هنالك دواء بسيط جداً وسليم وغير إدماني, ويعرف عنه أنه يزيل العصبية, الدواء يعرف باسم (فلوناكسول) (Flunaxol) والاسم العلمي (فلوبنتكسول) (Flupenthixol) فإن شئت أن تتناوليه فيمكنك أن تحصلي عليه من الصيدلية دون وصفة طبية، تناوليه بجرعة حبة في الصباح وحبة في المساء, وقوة الحبة هي نصف مليجرام, واستمري على هذه الجرعة لمدة شهر, ثم خفضي الجرعة إلى حبة في الصباح لمدة شهر واحد, ثم اتركيه، ثم يمكنك أن تتناوليه عند اللزوم فهو دواء بسيط جداً .
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.