وقعت في علاقة مع شاب وتبت وما زال أهلي يبغضوني، ما توجيهكم؟
2011-06-05 08:02:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدنيا أصبحت ضيقة بعيني الدنيا لا أرى فيها شيئا جميلا، كل من حولي يكرهوني، وأمي تكرهني لدرجة القتل، وذلك بسبب العلاقة المحرمة التي ارتكبتها مع شاب، وبعد ذلك التوبة، كان علاجي بعد أن علمت بكذبته، ولكن الشاب دائما لا زال في بالي، مع العلم أنني تركت العلاقة معه فكيف أنساه ؟!
أمي علمت بذلك، والآن تقول لي أنا مقهورة منك، فقلت لها بالحرف الواحد (اللهم يا عزيز يا جبار يا من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون اجعل مثواي اليوم قبل غدا)، فقالت لي اصمتي يا عاهرة، تخيل أمي تقول لي يا عاهرة؟
بالله عليكم هذه حياة؟ أتمنى أن ترشدوني؟ فوربي إني لكارهة الحياة.
وهل تنصحوني بأن أتزوج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
لا شك أيتها الكريمة أن ما قمت به من الفعل القبيح مستقبح عند الله تعالى، كما هو مستقبح عند الناس أيضًا، ولذا فنحن لا نلوم أمك على موقفها هذا من فعلك، فإن هذا الفعل كما هو سبب لسخط الله الذي لا تقوم له السموات والأرض، فهو أيضًا سبب للفضيحة والعار وتنكيس الرؤوس ولحوق المذلة بالأهل، فهو فعل قبيح غاية القبح.
لكن إذا تبت فاعلمي أن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه بأنه يحب التوابين، وأخبرنا بأنه يبدل سيئات التائبين حسنات، وأخبرنا رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه عز وجل يفرح بتوبة العبد إذا تاب، وقال لنا عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
لا تيأسي من رحمة الله ولا تقنطي من عفوه ومغفرته، واعلمي يقينًا أنك إذا تبت توبة صادقة نصوحا بأن ندمت على فعلك وعزمت على أن لا ترجعي إليه وأقلعت عنه فإن الله عز وجل لن يردك خائبة.
نحن ننصحك بالمبادرة بالتوبة بتحقيق هذه الأركان، ولا تتمني الموت بسبب ما ترينه من معاملة الناس لك، فإن عمر المؤمن لن يزيده إلا خيرًا، فاحمدي الله سبحانه وتعالى أن ستر عليك ولم يفضحك فضيحة عامة، وأن أمهلك فلم يقبض روحك قبل أن تتوبي، وأمدك بنعمة العمر حتى تحاولي إصلاح ما أفسدته من حياتك، فهذه كلها نعم ينبغي لك إن كنتِ عاقلة أن تقابليها بالشكر، والشكر معناه إحسان العمل.
أما موقف أمك فإنه سيتغير وسيتبدل أيتها الكريمة حينما تراك فعلاً أصلحت ما فسد من سلوكك، إذا رأتك قد أحسنت علاقتك بالله ورأت فيك المرأة القانتة الذاكرة لله المصلية المحافظة على فرائضها المحافظة على حجابها، فإذا رأت صلاح حالك فإن هذا سيدفعها إلى تغيير معاملتها لك.
أما والحال كما ذكرت فإنه لا عتاب عليها، فلا ينبغي أبدًا أن تجعلي من تصرفاتها معك حائلاً بينك وبين إحسان علاقتك بالله تعالى، والمسارعة في التوبة وإصلاح العمل.
أما هذا الرجل الفاسق الذي أقمت معه هذه العلاقة، فإنك إذا كنت عاقلة وتبت إلى الله فإن من التوبة أن تبغضي تلك المعصية وتندمي على فعلها، ومن ثم تحاولي جاهدة إخراج تعلق قلبك بهذا الرجل، ومما يعينك على التخلص من التعلق به: تذكر آثار المعصية والذنب، فإن لحظة في نار جهنم تُنسي الإنسان كل لذيذ، وكل نعيم مر به في الدنيا، فتذكري عواقب الذنب وعواقب المعصية، ولقاء الله سبحانه وتعالى، والوقوف بين يديه، وهذا سينزع منك شهوة النفس، فإن الخوف من الله تعالى يقلع من النفس شهواتها.
حاولي أن تتناسي هذا الرجل، فكلما عرض لك اشتغلي بغيره، واشغلي نفسك بغير التفكر فيه، فإن النفس إذا يئست من الشيء نسته، ولا يصلح أن يكون زوجًا لك مثل هذا الرجل، ومن ثم فإذا أحضرت هذه المعاني لنفسك انتزع التعلق من قلبك به رويدًا رويدًا.
مما ننصحك به أيتها الكريمة: أن تشغلي نفسك بما ينفعك في دينك أو دنياك، وأن تبحثي عن النساء الصالحات، وتكثري من مجالستهنَّ، وخير ما تفعلينه أن تتزوجي إذا قدرت على الزواج، فإنه سبب أكيد لإعفاف النفس وقضاء شهوتها، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لكل من قدر عليه، فبادري بالزواج إن قدرت عليه، واستري على نفسك ولا تحدثي بما جرى منك أحدًا من الناس، واطلبي من أمك كذلك أن تفعل ذلك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يستر عليك وأن يتم توبته عليك ويقدر لك الخير حيث كان.