الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن علتك بسيطة جدًّا إن شاء الله تعالى، فأنت تعاني مما يمكن أن نسميه بالخوف الاجتماعي الظرفي البسيط، فهو مرتبط فقط حين تقوم بإمامة المصلين، فجزاك الله خيرًا على هذا.
المخاوف أيًّا كان نوعها دائمًا تكون متعلمة ومكتسبة، والخوف يرد قطعًا بتجاهله وتفهمه، وعمل ما هو ضده، هذا مهم جدًّا، وهذا يسمى بالمواجهة، والمواجهة تكون في الواقع - هذه هي المواجهة الأفضل - وأنت الحمد لله تقوم بذلك وهي إمامة الناس.
أريد أن أؤكد لك أشياء ضرورية جدًّا قد تساعدك إن شاء الله تعالى:
أولاً: بالنسبة للخوف الاجتماعي يعطي دائمًا صاحبه الشعور بأنه مراقب من قبل الآخرين، أو بأنه سوف يفشل أمامهم، وأن تلعثمه واضح، وأنه قد يفقد السيطرة على نفسه، وعلى الموقف، ومن يقول لك إنه شعر بدوخة، وأنه سوف يسقط أرضًا، هذه كلها مشاعر مبالغ فيها، وهذا هو الذي أود أن أؤكده لك، ولا أحد يقوم بمراقبتك أبدًا.
كثير من الذين يأتيهم هذا الاعتقاد -أي الخوف في وجود الآخرين، أو عند التفاعلات الاجتماعية- تم في دراسة محترمة جدًّا تصوير بعض الذين يشتكون من الخوف الاجتماعي، في مواقف معينة عن طريق الفيديو دون علمهم، وبعد ذلك تم تدراس هذه الصور والأفلام التي تم فيها تسجيل هذه المواقف، وحين عُرضت على أصحابها اكتشفوا تمامًا أن مشاعرهم كان مبالغ فيها، وأن أداءهم كان أفضل مما يتصورون، بل كان معظمهم في وضع جيد ومتماسك، ولا تظهر عليه أبدًا أعراض الخوف والرعشة.
أخي الكريم: هذه بحوث مشجعة جدًّا ومطمئنة جدًّا، والخوف يكون مصحوبًا بتيغيرات فسيولوجية، هنالك مادة تسمى بالأدرانلين، هذه تُفرز عند الخوف، وهذه المادة تُفرز بصورة طبيعية لدى الإنسان عند المواجهة وعند الهروب، فالإنسان حينما يحتاج لأن يهرب أو حين يحتاج أن يواجه تفرز هذه المادة بشكل طبيعي جدًّا، لكن بالنسبة للذين لديهم المخاوف ربما تكون درجة الإفراز أكثر، ولذا يحسون بتسارع في ضربات القلب وربما الرعشة والتعرق وشيء من هذا القبيل.
أخي الكريم: أريدك أن تتفهم أن الذي بك هو بسيط جدًّا، وأن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، وأنت ما دمت -الحمد لله- لديك هذا المقام الجميل، وهو إمامتك للناس فاعرف أنك في حرز الله، وأنك إن شاء الله موفق في هذا العمل، وعليك بقول الله تعالى عند إمامتك للناس (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
أريد أن أوجه لك نصائح سوف تساعدك كثيرًا: حاول متى ما استطعت بعد أن تنتهي من الصلاة أن تُلقي درسًا بسيطًا على المصلين، أو تشرح حديثًا أو أي نوع من الموعظة البسيطة. هذا فيه نوع من التعريض والتعرض للمواقف، وهذا يؤدي إلى تواؤم وتطبع ممتاز جدًّا يقضي على الخوف.
ثانيًا: تأكد دائمًا أنك معد إعداد جيد للصلاة، بمعنى أن النية القاطعة والخشوع والصلاة الجهرية لا مانع أبدًا أن تراجع وتحضر ما سوف تقرأه من القرآن الكريم، هذا كله يُشعرك إن شاء الله تعالى بالطمأنينة.
بقي أن أقول لك أنه توجد أدوية ممتازة جدًّا: الإندرال لا بأس به، لكن الإندرال لا يعالج الأمراض إنما يعالج الأعراض فقط، هو يثبط من إفراز مادة الأدرانلين التي تحدثنا عنها لذا تخف الضربات، لكنه لا يقلع المخاوف من جذورها، ولذا أخي الكريم أريد أن أصف لك دواء معروفاً جيداً ممتازاً يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام ) تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها لحبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
الزيروكسات دواء متميز جدًّا لعلاج المخاوف، والمدة التي وصفناها لك هي مدة معقولة جدًّا وليست طويلة، والدواء دواء غير تعودي، وغير إدماني، والجرعة تعتبر جرعة بسيطة، لأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم.
من الآثار الجانبية التي قد تحدث من الزيروكسات هو أنه ربما تحدث لك زيادة بسيطة في الوزن، فإذا شعرت أن هناك زيادةً أو تحسناً كبيراً في الشهية للطعام فحاول أن تتحكم في ذلك.
بعض الناس أيضًا قد يشكو من تأخر في القذف المنوي، لكن هذا قد لا يحدث مع هذه الجرعة، لكن بالنسبة للأداء الجنسي إن شاء الله تعالى لن تكون ذات تأثير على ذلك.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: العلاج السلوكي للرهاب: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637 )
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.