الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأؤكد لك أني قرأتُ رسالتك بكل دقة وبكل تفاصيلها، وأقول لك أولاً أنك لا تعاني من أي مرض ذهاني، من الذي أعطاك هذه الفكرة؟ أنت تعانين من قلق ومخاوف نفسية وليس أكثر من ذلك، هذا القلق والمخاوف النفسية نتج عنها درجة بسيطة من الوساوس كما ذكر لك الطبيب.
التجربة التي تحدث لك قبل النوم من أصوات ونوع من الفزع، هذه تسمى بالوساوس و الهلاوس الكاذبة، وهي دليل على وجود قلق نفسي وليس أكثر من ذلك، ضعف التركيز, وتشتت الذهن هو أيضًا من السمات الرئيسية للقلق والتوتر والوساوس.
فأيها الفاضل الكريم: ليس لديك أي دليل على أنك تعانين من أي مرض عقلي أو ذهاني، الخوف من المرض أيضًا هو السمات التي لديك، فأنت ذكرت أنك قد أصبت بعدة أمراض في فترات متقاربة.
أخي الفاضل الكريم: هذه كلها أمور بسيطة وأمور مترابطة، وهذا يُرجعني مرة أخرى لأقول لك أن القلق والمخاوف هي التي تسيطر عليك.
العلاج: أنصحك بالآتي:
أولاً: يجب أن تطمئن إلى أن حالتك ممتازة جدًّا، وأن الذي بك هو مجرد قلق نفسي.
ثانيًا: عليك أن تمارس الرياضة بانتظام، فالرياضة تُشعر الإنسان بأن طاقاته متجددة، وهي تزيل كل الشوائب النفسية والجسدية السلبية، الرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، فكن حريصًا عليها.
ثالثًا: أنصحك أن لا تكثر من التردد على الأطباء، فهذا يؤدي إلى الكثير من الأوهام المرضية.
رابعًا: أنت في بدايات عمر الشباب، وهذا هو عمر الطاقات النفسية والجسدية والمعرفية، فلابد أن تسخر جهدك وطاقاتك وإمكاناتك الجسدية والنفسية لما هو مفيد، اجعل أمامك أهدافا واضحة، ركز على دراستك، كن من المتميزين، حاول أن تحفظ شيئا من القرآن الكريم، هذا هو عمر الاستيعاب الجيد، والقرآن سيساعدك إن شاء الله في تحسين التركيز، ولابد أن تكون متفائلاً.
في مثل هذا العمر يمكن أن يقدم الإنسان الكثير لنفسه من اكتساب المعارف, وإحسان التواصل الاجتماعي, والحرص على أمور الدين، فكن من هؤلاء.
خامسًا: يجب أن تتجنب النوم النهاري، فالنوم في أثناء النهار ليس جيدًا، فهو يؤدي إلى هذه الكوابيس التي تحدث في بداية النوم.
نصحتك بممارسة الرياضة فهي ضرورية جدًّا لتحسين النوم، ومن الضروري أيضًا أن لا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء.
من المهم جدًّا أن تنام في وقت معلوم، ثبِّت النوم الليلي, النوم الليلي الثابت يؤدي إلى انتظام كيمياء وفيزياء الجسد، ويؤدي إلى ترميمات داخلية كثيرة، تحسن من تركيز الإنسان.
النقطة الأخيرة هي العلاج الدوائي، وأنت ذكرت علاجا أعطاه لك الطبيب واسمه (لوبرا Lopra ) هذا الدواء ليس معروفًا لديَّ، لأن هذا الاسم اسم تجاري محلي، وإذا كان الدواء قد أفادك فأرجو أن تستمر عليه.
أنت ذكرت أنه قد سبب لك بعض الغثيان والنعاس، فيمكنك أن تراجع الطبيب وتذكر له هذا الأمر.
ومن ناحيتي أرى أن أفضل دواء في حالتك هو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) وهو من الأدوية الجيدة والفعالة التي تعالج القلق والتوتر وكذلك المخاوف وتحسن المزاج.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تتناولها ليلاً، استمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة يوميًا, واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء,
هذا هو الذي أراه مفيدًا بالنسبة لك، وأرجو أن تطمئن تمامًا أن الحالة هي حالة قلقية وسواسية, تتسم بوجود بعض المخاوف، وهي حالة بسيطة, ولا تنزعج لكل هذه المسميات، فهي متداخلة مع بعضها البعض، وأؤكد لك مرة أخرى أنك لا تعاني من أي نوع من المرض الذهاني, أو المرض العقلي، ويجب أن لا تُدخل نفسك في مثل هذا النوع من التوهم.
حاول أن تجدد طاقاتك وأن تسخر كل إمكانياتك من أجل أن تساعد نفسك بالتحصيل العلمي الرصين.
وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات والتي تتحدث عن منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية:(
272641 -
265121 -
267206 -
265003).
وكما ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات والتي تتحدث عن علاج النسيان وعدم التركيز سلوكيا:
226145 _
264551 -
2113978 -
269001 -
269270) ففيها الخير الكثير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.