الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالة التأتأة التي تعاني منها مرتبطة وبصورة واضحة جدًّا مع ما نسميه بقلق الرهاب، والذي يحدث لك عند المواجهات الاجتماعية.
أخي الكريم: من الضروري جدًّا أن تعرف أنك لست مراقبًا من قبل الآخرين، هذا مهم وضروري جدًّا، فمن العثرات الرئيسية التي تؤدي إلى التلعثم أن الإنسان يراقب نفسه حين يتكلم، ويعتقد أيضًا أنه تحت مراقبة الآخرين، هذا التفكير يجب أن يتم تغييره.
ثانيًا: عليك بالتدرب على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا، وأنت قد ترددت على كثير من مرافق العلاج، وأعتقد أنك قد دُربت على هذه التمارين، فيجب أن تجعلها جزءاً من ممارساتك اليومية، لأن فيها الخير الكثير.
ثالثاً: ما ذكره لك الأخ الطبيب بأن تقرأ بصوت عالٍ، هذا مفيد، لكن يجب أن لا تكون هذه القراءة من الكتب دائمًا، علّم نفسك بأن تحضر أي موضوع وتقرأه أكثر من مرة، ثم بعد ذلك قم بتسجيله دون أن تقرأ من الكتاب، أي أن ترتجل، وقم بالاستماع بعد ذلك إلى ما قمت بتسجيله، وهكذا كرر العملية، سوف تجد كل مرة أنك قد تحسنت في أدائك.
هنالك أخي الكريم نوع من التمارين الجيدة جدًّا، وهو حين تقرأ بصوتٍ عال أو ترتجل وتتحدث في موضوع معين بصوت عالٍ، تصور أنك أمام جمع من الناس، عدد كبير جدًّا من الناس فيهم الوجهاء وفيهم أصحاب المناصب وهكذا، عش هذا الخيال بكل قوة، ومع هذا الخيال يجب أن تتذكر أن هؤلاء بشر مهما كانت مقاماتهم ومهما كانت مناصبهم، في نهاية الأمر هم بشر يحدث لهم ما يحدث للآخرين، يأكلون ويشربون مثل بقية الناس، ويتغوطون ويبولون ويمرضون ويموتون، إذن البشر يشتركون في هذه الأمور، ومهما تميز الإنسان في الدنيا من ناحية موقع أو منصب فهنالك أمور يتساوى فيها الناس، هذا مهم جدًّا أخي الكريم ويساعد كثيرًا في تغيير الفكر الذي يؤدي إلى المخاوف.
أنصحك أيضًا أن تتصدر دائمًا الصفوف الأمامية، هذا مهم، حتى وإن لم تتكلم، كن دائمًا في الصف الأول، في صلاة الجماعة، في المجلس، حين تذهب إلى الزيارات، وهكذا، هذا مهم جدًّا أيها الفاضل الكريم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقول لك نعم،، السبرالكس والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام) ويسمى (زيلاكس) كما ذكرتَ، هو من الأدوية الجيدة والمفيدة جدًّا لعلاج المخاوف ونوبات الهرع والقلق، وأعتقد أن هذه حين تعالج سوف تحس بشيء من الاسترخاء والراحة، وهذا - إن شاء الله تعالى - يجعلك تستطيع أن تؤدي واجباتك الاجتماعية والتخاطب بصورة أفضل.
جرعة السيتالوبرام المطلوبة هي عشرة مليجرام يوميًا، تناولها على الأقل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أريدك أن تدعم السبرالكس بدواء آخر وهو (ديناكسيت) وهو متوفر في الأردن، تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.
بعض الناس أيضًا يتناولون عقار إندرال، الإندرال جيد جدًّا في أنه يُجهض نوبات الرعشة وتسارع ضربات القلب والتي تنتج من تغير فسيولوجي طبيعي جدًّا يحدث مع القلق، فإذا أردت أن تأخذ من الإندرال جرعة صغيرة مثل عشرة مليجرام يوميًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم تجعلها عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، فهذا حسن وطيب، وإن أردت أن تطرح هذه الأفكار على الطبيب الذي يقوم الآن بالإشراف على علاجك فهذا أيضًا أمر طيب، لكن أطمئنك بأن الزلاكس من الأدوية الممتازة والفعالة والمفيدة جدًّا، ودرجة السلامة فيه عالية جدًّا.
نصيحتي الأخرى لك هي أن تتفاعل اجتماعيًا، مارس الرياضة الجماعية مع أصدقائك، ككرة القدم أو السباحة أو السلة أو أي رياضة متاحة، حاول أن تذهب إلى أحد المساجد التي بها حلقات للتلاوة، هذه فيها خير كبير جدًّا وفيها تفاعل اجتماعي من نوع معين، حيث السكينة والطمأنينة والرحمة، وهذا له وقع نفسي كبير جدًّا للإنسان في أن يتخلص من مخاوفه وينطلق لسانه إن شاء الله، وعليك أخي الكريم بالدعاء: { رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي }.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج التلعثم والتأتاة سلوكياً:
265295 -
266962 -
280701 -
2102145 .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.