ابنتي تغار من أخيها وتخاف من الأصوات العالية، فما علاجها؟
2011-04-19 08:17:45 | إسلام ويب
السؤال:
الأخوة القائمون على موقع إسلام ويب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي طفلة عمرها سنتان وخمسة أشهر، وزنها 9.2 كجم, وتعاني من غيرة شديدة من أخيها الصغير بدون أن يكون هنالك اهتمام أو دلال مبالغ فيه لأخيها, وعندها خوف شديد من الأصوات العالية, حتى أنه عند دق الباب بصوت مرتفع تهرب وهي تبكي.
وتعاني من نحافة شديدة في جسمها, وطولها أقصر من طول الأطفال الذين في سنها, وهي أيضا لا تتكلم، وعندها نوع من نقص الفهم أو الاستجابة الفورية كحال بقية أقرانها في نفس سنها.
بالطبع كان كل شيء يسير بشكل طبيعي حتى وُلد أخوها، وعمرها إذ ذاك سنة وشهران, ثم لاحظنا استعمال العنف والعدوانية مع أخيها، وخاصة الضرب في الوجه حتى يبكي, وعندما بدأ يمشي كانت تدفعه حتى يقع وتقوم بجر شعره وضربه, ونلاحظ ذلك جليا عندما نلعب أو نضاحك أخاها الأصغر, فاضطررنا أنا وأمها ألا نضاحك أو نلاعب أخاها في وجودها, وخف عنفها وعدوانيتها تجاه أخيها كثيرا بسبب هذا الأسلوب, ولكن كما قلت عندها خوف وطاقة زائدة بالجسم, واتضح لنا أنه عند ذهابها إلى بيت جدتها ومبيتها هناك لعدة أيام فإنها تقوم باللعب معهم بشكل متواصل؛ حيث يوجد أطفال أكبر منها سنا (5 - 15 سنة) ويحبونها ويدللونها كثيرا، وهي أصغر واحدة من بينهم, كما نلاحظ أنها تهدأ كثيرا ويذهب عنها أعراض الخوف تماما.
ونلاحظ أنها تكون مسالمة وهادئة وليست عدوانية حتى إذا باتت معنا ثلاثة أيام أو أكثر تعود لها جميع تلك الأعراض بالتدريج، ولذلك فهي تبيت عند جدتها بشكل شبه متواصل، فما هو تشخيص حالة ابنتي بالضبط؟ وهل عندها مرض فرط الطاقة (الطاقة الزائدة)؟ وما العلاج الأفضل لها؟ وهل نسمح لها بالمبيت في بيت جدتها بشكل متواصل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فلا شك أن الأطفال يختلفون في أمزجتهم وطريقة تقبل إخوانهم الأصغر منهم، والغيرة هي شيء طبيعي جدًّا في الكثير من الأطفال.
هذه الطفلة – حفظها الله – لابد أن نركز على نقاط هامة، وهي: ما ذكرته أن عندها نقص الفهم أو الاستجابة الفورية، كما أنها أقل حجمًا من أقرانها، وفي ذات الوقت هنالك ربما يكون زيادة في حركتها واندفاعها، والذي يظهر في شكل عنف وعدوانية،
لا شك أن هذه الطفلة تحتاج إلى تقييم.
التقييم يجب أن يشمل مستوى الذكاء لديها، وهذا يقوم به الأخصائي النفسي، والأخصائي النفسي يمكن أن يلاحظ حركتها ودرجة انتباهها، فإن كان لديها فرط في الحركة أو تشتت في الانتباه يستطيع الأخصائي النفسي أن يصل إلى هذا التشخيص، وسوف يتم إرشادكم على ضوء هذه النتيجة.
بما أن حجمها أقل من أقرانها، إذا كان هذا التخلف النسبي مزعجا وواضحا، فلابد أن يقوم أخصائي الأطفال أيضًا بفحصها، خاصة من الناحية الهرمونية؛ لأن هرمون النمو وهرمون الغدة الدرقية من الهرمونات التي قد تؤثر تأثيرًا مباشرًا على نمو وطول الطفل، وسيكون من الأفضل أن يتم فحصها بواسطة طبيب الأطفال، هذه هي الأسس العامة لتقييم هذه الطفلة حتى نصل إلى التشخيص الصحيح.
بالنسبة لحالة الهدوء الذي تعيشه حين تكون في بيت جدتها، الطفل دائمًا يبحث عن الأمان ويبحث عن الطمأنينة، ومبيتها في بيت جدتها وما تشعر به من اطمئنان ناتج من أنها تكون بعيدة عن المحيط الذي يؤدي إلى إثارتها، وأعني بذلك بيتكم الكريم؛ حيث يوجد أخوها الأصغر والذي تغار منه، وأعتقد أن شدة غيرتها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمحدودية في تفكيرها، ربما يكون لديها بعض المحدودية في الذكاء، وهذا يجعل هؤلاء الأطفال أكثر غيرة وحدة وعصبية خاصة نحو الأخ الأصغر.
هذه المراحل هي مراحل عابرة في حياة الأطفال، فقط يجب أن نتأكد هل هذه الطفلة طبيعية مائة بالمائة أو هي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأقصد أن مستوى إدراكها أقل من المتوسط.
أخي الكريم: هذا الكلام يجب أن لا يكون مزعجًا لك أبدًا، لأن كل الدلائل تشير أن هذه الطفلة لا تعاني من تخلف عقلي، لكن ربما يكون هناك شيء من المحدودية، وفي هذه الحالة المطلوب فقط هو أن نركز على تعليمها وعلى تدريبها مع شيء من التكرار وشيء من التحفيز لها، وإبعادها من أخيها بشيء من الإقناع البسيط لها ربما يكون أيضًا أسلوبًا ومنهجًا طيبًا.
وهناك منهج آخر وهو أن نقرب بينها وبين أخيها، ونجعلها تهتم بشؤونه، مثلاً أن تحضر ملابسه، أن تلاعبه وتعطيه لعبته، أن تشارك في نظافته، في غذائه، وشيء من هذا القبيل، هذا يعطيها شيئا من الاعتبار، وشيئا من إشعارها بالأمان، وإن كانت صغيرة حقيقة، فهي لازالت صغيرة، لكن يمكن أن تشارك المشاركات التي تجعلها تحس بالأمان والاطمئنان حيال أخيها وأنه ليس منافسًا لها.
وفي نفس الوقت وفروا لها شيئا من الاهتمام في وجود أخيها، بالطبع لا ندعو للتفضيل أو التفريق، لكن الذي أشير إليه هو أن إشعارها بأنها مستحوذة على اهتمام خاص، هذا بالطبع سوف يشعرها أيضًا بالأمان.
أخي الكريم: بالنسبة لمبيتها في بيت جدتها، أعتقد أن ذلك لا بأس به، لكن يجب أن لا يكون أمرًا متواصلاً، ويجب أن تحذر الجدة من تدليلها، أن تتاح لها فرصة اللعب مع الأطفال الآخرين، هذا شيء جيد، فالطفل يكتسب مهاراته ويحس بالأمان مع الأطفال الآخرين.
بالنسبة لعلة فرط الحركة، هذه لا تشخص إلا بالمشاهدة الإكلينيكية، أي أن يقوم المختص بفحصها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.