التوتر اللا إرادي أرهقني ..فأرجو النصيحة
2011-04-18 07:27:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أنا أطلب المساعدة لأنني في أزمة ولا أعرف ماذا أفعل؟
أعاني منذ فترة طويلة من مرض الوسواس القهري، وكان يأتيني على هيئة أفكار غريبة تذهب وتأتي، ولكني لم أخبر أحدا من أهلي به، وهو أحد معوقات حياتي، ولكني من فترة ذهبت لطبيب القلب وأخبرني أن عندي ارتخاء بسيطا في الصمام، وطمأنني على أن نسبة الارتخاء بسيطة، ولكني ومن وقتها أصبحت أعاني من نوع آخر وهو أني أتوتر وأخاف من أقل وأبسط وأتفه الأشياء! وهذا الخوف يأتيني على طريقة قبضة في قلبي تشبه اللسعة، وأشعر بوجع بالقلب بعدها، والمشكلة أني لا أعرف ولا أستطيع السيطرة عليها حتى أصبحت شيئا يضايقني ويقلقني، وأخاف أن تؤثر هذه الحالة على قلبي.
لا أعرف إن كانت هذه الحالة تدخل ضمن الوسواس القهري، مع العلم من أنني أخاف من أشياء غريبة وتافهة في كثير من الأحيان رغم علمي بمدى تفاهتها إلا أنني لا أستطيع منع نفسي من الشعور بالخوف تجاهها.
أرجو مساعدتي وإعطائي بعض النصائح لتقوية شخصيتي والتغلب على مخاوفي.
ولكم جزيل الشكر ـ والحمد لله رب العالمين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الوساوس القهرية هو نوع من القلق النفسي، والقلق النفسي قد تنتج منه أعراض جسدية مثل التي تحدث لك من قبضة في منطقة الصدر تشبه اللذعة، وشعور بألم كأنه في القلب، ولكن حقيقة هو في القفص الصدري من الداخل، وهذا كله نتاج من القلق النفسي، والذي يؤدي إلى توترات عضلية نشاهدها كثيراً في منقطة الصدر، وحتى المخاوف المرضية جزء أساسي من القلق النفسي، إذن حالتك واحدة وليست حالات متعددة، قلق نفسي تشعب منه أعراض قلقية جسدية، وأعراض وسواسية قهرية، وكذلك بعض الوساوس القهرية، العلاج يمثل أولاً مادام قد فهمت التشخيص وهذا مهم جداً، يجب أن تقنعي نفسك بأن هذه الحالة حالة بسيطة جداً ويجب أن لا تشغلك، وأمر ارتخاء الصمام أمر شائع جداً، ويقال أنه 20% من الناس لديهم ولا يرقى لمرحلة مرضية، وعليك أن لا تكثري من التردد بين الأطباء.
إذن تفهم الحالة نفسه وقبولها والقناعة بأنها ليست خطيرة، وهذا هو التفكير الموضوعي في مثل هذه الحالات.
ثانياً: أنصحك بتحقير فكرة الوسواس ومقاومتها وتجاهلها وربطها بأفكار وأفعال ومخالفة لها، وهذا ينطلق أيضاً على القلق والمخاوف.
ثالثاً: عليك بتمارين الاسترخاء، فبه من أجود ما يمكن أن يساعد به الإنسان نفسه في مثل هذه الحالات، وهذه التمارين كثيرة ومتعددة، مثل تمارين التنفس المتدرج.
اجلسي في غرفة هادئة على كرسٍ مريح وأغمضي عينيك وارفعي رأسك قليلاً، افتحي فمك قليلاً أيضاً وخذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، وبعد ذلك أخرجي الهواء من الصدر بكل قوة وبكل بطء عن طريق الأنف، كرري هذا الشهيق والزفير خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم اجعليها مرة واحدة في اليوم لأي مدة تريدينها، سوف تجدين الفائدة كثيرة جداً، مارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة، كوني فعالة في حياتك، وإدارة الوقت بصورة جيدة وصحيحة، وفيها نفع كثير جداً للإنسان للتخلص من أعراض العصاب أي أعراض القلق.
وأخيراً: أود أن أنصح لك بأحد الأدوية الممتازة لعلاج مثل حالتك، والدواء يعرف باسم مودباكس، هذا هو اسمه التجاري في مصر، وله مسميات تجارية أخرى منها لسترال، وزولفت، والاسم العلمي هو سيرترالين Sertraline، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، ابدئي بتناول الدواء بجرعة نصف حبة أي (25) مليجراما، تناوليها ليلاً، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، وهذه هي الجرعة العلاجية والتي يجب أن تستمري عليها لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك خفضي الجرعة إلى (25) مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء، ويتميز المودباكس بأنه دواء سليم وفعال وغير إدماني وغير تعودي ولا يؤثر مطلقاً على الهرمونات النسوية، لكن لا ننصح به في الفترة الأولى للحمل بالنسبة للنساء الحوامل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.