الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الحالة التي أصابتك هي حالة بسيطة، نسميها بالحالات النفسوجسدية، وهو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، وما حدث لك من اكتئاب هو نوع من عسر المزاج الثانوي، أي أن القلق هو الأساس، وبعد ذلك أعقبه شيء من الاكتئاب البسيط، والذي لاحظته أيضًا أنه دخلت عليك أفكار وسواسية، فهذه التخيلات التي تمثلت في أنك سوف تموت وتقابل ملك الموت، هذه نوع من الوساوس الاستحواذية المصاحبة للقلق.
فأنا أتفق تمامًا مع من ذكر لك أن الحالة هي حالة قلقية مع شيء من الوساوس ودرجة بسيطة من الاكتئاب والمخاوف، فلا تنزعج لكل هذه المسميات أبدًا، فكلها حالة واحدة مع بعض التشعبات والجزئيات الخاصة بها.
الدواء الذي تناولته هو المودابكس هو من أفضل الأدوية، ومع احترامي الشديد للطبيب الذي قال لك ليس من المفترض أن تتناول هذا الدواء، الدواء دواء صحيح، ولكن يجوز الذي قصده كان من المفترض أن تكون تحت الإشراف الطبيب المختص، لكن ما تناولته من دواء يعتبر دواء مثاليًا لعلاج مثل هذه الحالة، ربما تكون الإشكالية الآن في الجرعة أو طريقة تناولها، أو ربما تكون محتاجا لإضافة دواء آخر.
فالمودابكس جرعته خمسون مليجرامًا، تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر يفضل أن ترفع هذه الجرعة إلى حبتين في اليوم في مثل هذه الحالات، يمكن أن يتم تناولها كجرعة واحدة ليلاً، أو كجرعة صباحًا ومساءً، ومدة العلاج هي ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى كجرعة ومدة وقائية، بعد ذلك يتم التوقف عن تناول الدواء.
المودابكس دائمًا أفضل أن ندعمه بعقار فلوناكسول، والفلوناكسول من الأدوية البسيطة جدًّا، لكن له فوائد عظيمة في علاج القلق والتوتر ويدعم فعالية الأدوية الأخرى كما ذكرت، وهو مفيد جدًّا مع المودابكس.
جرعة الفلوناكسول حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، يتم تناولها صباحًا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك يمكن التوقف عن تناولها.
أخي الكريم: القلق دائمًا يعالج بتحقير فكرة القلق والتوتر، وأن يكون الإنسان إيجابيًا في تفكيره، وأن تمارس الرياضة، وأن تتواصل مع الآخرين، وعليك بالدعاء والذكر، فهي ضرورية جدًّا للشفاء إن شاء الله تعالى، ولابد أن تبحث عن عمل، فالعمل مهم وضروري وهو من وسائل التأهيل الجيدة جدًّا لعلاج الحالات النفسية البسيطة مثل حالتك.
بالنسبة للذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، والطب النفسي مثله مثل فروع الطب الأخرى، بل تقدم جدًّا، وما كان يُشاع في الماضي أن الأطباء النفسانيين يصفون أدوية إدمانية أو أن مقابلتهم قد تنتهي بك إلى الجنون أو شيء من هذا القبيل، هذا الكلام غير صحيح أيها الفاضل الكريم، وتعرف أن كل شيء من قدر الله، حتى فعالية الدواء أو العلاج تعتمد على ذلك، وكما سأل أحد الصحابة - رضوان الله عليهم - رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أرقية نسترقيها وأدوية نتناولها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي من قدر الله).
أي أن الدواء والرقية كلها من قدر الله، فيا أخي الكريم: على العكس تمامًا هو أن يذهب الإنسان إلى أهل الاختصاص وأن يستفيد من رأيهم، ويوجد الآن الكثير من الأطباء الذين يتمتعون بدرجة عالية من الأمانة والمصداقية.
عمومًا لا علاقة أبدًا بعدم ذهابك إلى الطبيب وعدم الإيمان بالله تعالى، بل على العكس تمامًا كما ذكرنا لك فديننا الحنيف دائمًا يعلمنا أن نأخذ بالأسباب ونستشير أهل الرأي في كثير من الأحيان، كما قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وأهل الذكر ليس فقط في العلم الشرعي فقط، إنما في كل مناحي الحياة، والطبيب هو صاحب الرأي والتخصص في هذا المجال.
وعمومًا أنا وصفت لك الأدوية التي إن شاء الله سوف تفيدك، وعليك بأن تلتزم بالتطبيقات والإرشادات الأخرى التي ذكرناها، وإن شئت أن تتناول الدواء كما ذكرت لك فهذا أرى فيه خيرا كثيرا، وإن أردت أن تذهب أيضًا إلى الطبيب النفسي فهذا أمر مرغوب ومطلوب أيضًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (
237889 -
241190 -
262031 -
265121 ).
العلاج السلوكي للمخاوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121 ).
والله الموفق.