الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهناك احتمالات عديدة لما تشتكين منه، ولكن الأرجح أنه التهاب الجلد بالتماس أو ما يسمى بالأكزيما الموضعة، وبشكل عام فإن وجود الاحمرار في هذه المنطقة هو من الأمور غير النادرة، وقد يكون هناك عدة احتمالات لحكة في المنطقة التناسلية مع احمرار، ومن هذه الاحتمالات الصدفية، الحزاز المحصور، الفطريات أو الخمائر، والتهاب الجلد الدهني، والأكزيما.
فأما الاحتمال الأول وهو الأكزيما فهو مرض تحسسي حاك يتميز بوجود الاحمرار والنز في المرحلة الحادة، ويتعلق أو يستثار بالمحرضات الخارجية بوجود القابلية الداخلية في الجسم للتحرض بذلك المحرض الخارجي، ويجب الانتباه إلى نوع اللباس، وأن يكون قطنياً صافياً أبيض ناعماً، وأن يتم تجنب المواد المنظفة العنيفة والقوية، وألا يفرط المريض في الوسوسة والتنظيف.
وقد ذكرت أن الحالة بدأت بعد لبس نوع خاص من الألبسة، ونرى أن تتركي هذا النوع وتجتنبيه مطلقاً، كما ذكرت أنك تستعملين غسولاً نخشى أن يكون مهيجاً للحالة فيزيدها سوءاً بدل علاجها .
من العلاجات الفعالة في الأكزيما استعمال الكريمات الكورتيزونية، ويفضل أن تكون ثنائية المفعول بوجود مضادات الفطريات أو الخمائر خاصة في هذا الموضع التشريحي، وذلك لأنه عرضة لهذه التقيحات الثانوية والمضاعفات، ومن هذه الكريمات كريم لوكاكورتين فيوفورم أو كريم ترافوكورت، ولكن على أن يكون استعمالها محدداً ولمدة محددة إلى أن يتم التعرف على السبب وتجنبه، ويفضل أن يكون الاستعمال بوصفة طبيب وتحت إشرافه حتى لا يساء استخدام الدواء.
ومن المعروف أن الأكزيما تعود بعودة الأسباب، لذلك نؤكد على ضرورة عدم العودة إلى استعمال اللباس الذي سبب هذه الحالة ابتداءً
الخمائر: فمن الأسباب لذلك هي الرطوبة الموضعية والتعطين، وأحياناً وجود مرض السكر، والتحسن على استعمال مضادات الفطريات يؤكد التشخيص.
الفطريات: يرجى مراجعة الاستشارة رقم (
235516 ) لمناقشة الفطريات في المنطقة ما حول التناسلية، وكذلك مراجعة الاستشارة رقم (
251078 ) والتي تناقش الفطريات أو التينيا بين الفخذين، مع بعض الإضافات في الاستشارة رقم (
297288 ) .
وأما الاحتمالات الأخرى، ولو كان احتمالها أضعف فنرجو من خلال المقارنة التالية أن نلخص الفروق بين الصدفية والحزاز المحصور أو المنبسط.
1- إن الوصف بوجود بقع حمراء مغطاة بوسوف أو قشرة بيضاء يتماشى مع الصدفية.
2- تكون البقع أو الآفات واضحة الحدود تماماً، وتكون بأحجام مختلفة قد تشكل لويحات كبيرة جداً، بينما الحزاز هو تجمع لحطاطات صغيرة متزاحمة والقشور قليلة، واللون أقرب إلى البنفسجي منه إلى الأحمر.
3- الصدفية غالباً غير حاكة، إلا إذا تهيجت من الأدوية، أو كان المريض عصبياً رافضاً لها، أو كانت في الطويات بينما الحزاز أكثر حكاً.
4- الصدفية تصيب المناطق المشعرة، ولا تؤدي لتشكيل ندبات، بينما الحزاز المنبسط يترك ندبات خالية من الشعر إن أصاب جلدة الرأس، والحزاز المحصور لا يترك ندبات؛ ولذلك ينبغي فحص جلدة الرأس أيضاً.
5- الصدفية قد تصيب الأظافر بحفر صغيرة أو تصبغات أو تسمكات تحت الأظافر، أو انفصال الظفر جزئياً عما تحته، بينما الحزاز يتظاهر بخطوط ضمرية؛ ولذلك ينبغي فحص جلدة الأظافر أيضاً.
6- وجود قصة عائلية من الصدفية يرجح الصدفية، بينما في الحزاز لا يوجد قصة عائلية.
7- الصدفية ذات مسيرة متفاوتة بين التحسن والزيادة، وذات هجمات فصلية فهي غالباً تتحسن صيفاً وتزداد شتاء، بينما الحزاز ذو مسيرة أكثر استقراراً.
8- الصدفية أكثر تأثراً بالانفعالات النفسية والقلق والخوف.
9- يندر أن ينتشر الحزاز على (90%) من الجسم، إلا أن يكون مشتملاً على إصابة الأغشية المخاطية للفم، بينما الصدفية يندر أن تصيب الأغشية المخاطية أو تتظاهر بما يسمى اللسان الجغرافي.
10- قد يصاب الصدف بالتحزز نتيجة الحكة الشديدة.
11- وقد يكون هناك حزاز وصدف بآن واحد، ولكن هذا نادر.
12- صورة للمرض كانت تغني عن كل ما رسمناه بحروفنا.
13- نؤكد على ضرورة استعمال الهيدروكسيزين؛ لأنه مهدئ للحكة والنفس، وقد يمنع بعض المضاعفات سواء أكان المرض صدفية أم حزازاً.
14- إن التحسن على المراهم الكورتيزونية يتماشى مع تشخيص الصدفية أو الحزاز، ولكنه يتناقض مع تشخيص الفطريات التي تزداد على الكريمات الكورتيزونية.
وقبل الختام نود أن نشير إلى أن الحكة يمكن أن تتم السيطرة عليها أو تخفيفها بتناول حبوب مضادات الهيستامين، ولكنها حبوب مهدئة للحكة وليست حبوب معالجة للسبب ومن مضادات الهيستامين:
الكلاريتين 10 مغ، أو الزيرتيك 10 مغ، أو الأورياس 5 مغ، أو الزيزال 5 مغ، أو التلفاست 120 مغ أو 180 مغ، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ.
وأيٌ من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت.
ختاماً: من الوصف فإننا نرجح أن يكون المرض عندكم هو الأكزيما، وخاصة أكزيما التماس مع اللباس أو الغسولات؛ ولذلك ننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية لوضع التشخيص الموثق وإعطاء العلاج النوعي بدل الدوران في الاحتمالات، فالاستشارات ليست بديلاً عن العيادات.
والله الموفق.