الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مما ورد في رسالتك أستطيع أن أقول إن حالة الاكتئاب البسيط قد عاودتك، وما نلاحظه الآن أن الاكتئاب أصبح ينتشر وسط الفئة السنية الشبابية، والاكتئاب في مثل سنك لا يظهر في شكل كدر وسوداوية في المزاج، إنما شيء من عسر المزاج مصحوب بافتقاد الدافعية والشعور بالتكاسل والتعب الجسدي، وربما الآلام الجسدية المختلفة.
أيتها الفاضلة الكريمة: الاكتئاب يمكن أن يعالج، والذي أود أن أوضحه لك أولاً: يجب أن تتذكري أنه لديك أشياء طيبة وجميلة وإيجابية في حياتك، فأنت في بدايات مرحلة الشباب، وهذا يجب أن يكون محفزاً لك من أجل الانطلاقة الحقيقية في الحياة.
ثانياً: الرياضة ذات قيمة كبيرة جدّاً في مثل حالتك، خاصة أنه لديك شعور بالكسل وآلام جسدية، وهذه تعالج من خلال تنشيط عضلات الجسم وبعض المواد الكيميائية التي تُفرز على مستوى الدماغ، وهذا لا يتأتى إلا من خلال ممارسة الرياضة، فأرجو أن تتخيري أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة.
من مساوئ الاكتئاب أنه يجر الإنسان نحو السلبيات في كل شيء، في التفكير، فيما يخص التواصل الاجتماعي، افتقاد الطموح، فأرجو أن تتنبهي لذلك، وأرجو أن تعملي ضد ما يدعوه إليك الاكتئاب، وهذا يمكن أن تصلي إليه بأن تديري وقتك بصورة صحيحة، لا تؤجلي الأشياء التي يجب القيام بها، حاولي أن تتواصلي اجتماعياً، حاولي أن تكوني منجزة لما تودين القيام به، وكل عمل يتطلب النية، العبادات تتطلب النية، وأعمال الدنيا أيضاً تتطلب النية، والإنسان حينما يعقد النية سوف يستشعر أهمية الأمور ومن ثم سوف ينطلق وسوف ينجزها.
أنصحك أيضاً بالرفقة الصالحة الطيبة الفاعلة، فالإنسان يحتاج إلى من يعينه من أنداد ورفقة صالحة في أمور الدين والدنيا، فكوني حريصة جدّاً على ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أنت فيما مضى استجبت للدواء، وأنا الآن أقول لك إن الدواء أيضاً مطلوب في حالتك، والدواء الذي أفضله هو عقار بروزاك، والذي يعرف في مصر باسم (فلوزاك)، واسمه العلمي هو (فلوكستين) هو دواء سليم جدّاً، وفاعل جدّاً، يزيل القلق والتوتر والاكتئاب، وإن شاء الله تعالى سوف يجدد طاقاتك النفسية والجسدية، وفوق ذلك هو دواء سليم وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.
أرجو أن تبدئي في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرام، يفضل تناولها بعد الأكل، وأريدك حقيقة أن تستمري عليها لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة، إنما هي المدة المطلوبة في مثل حالتك، وبعد انقضاء العام اجعلي الجرعة كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أرجو أن تأخذي بنصائحنا حول إدارة الوقت وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي، فهي -إن شاء الله تعالى- فيها خير كثير لك، وبجانب تناول الدواء سوف تقضي على كل هذه الأعراض التي تعانين منها.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج عدم التركيز سلوكياً
226145 _
264551
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.