كثرة العتاب بين الأزواج وسلبياته على استمرار الحياة بينهما
2011-03-02 12:47:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاةٌ عمري 24 سنة، مخطوبة منذ سنة ونصف، كنت مجتهدة في الدراسة، وأعيش حياة طبيعية جداً،، ثم تخرجت وسافرت مع أهلي، بعدها خطبني ابن خالي وكتبنا الكتاب، وكان يحبني بشدة، وكانت علاقتنا رائعة، بعدها أحسست أنه أحياناً يكذب عليَّ في بعض الأمور لكني كنت لا أذكر منها شيئاً، وإذا ذكرت ينكر، وبعد أن أمسكت عليه أكثر من شيء أصبحت أشك كثيراً وأوسوس بشكل غير طبيعي، مع أني أتصل به يومياً، لكني أراه مرة كل 8 أشهر.
أريد حلاً للشك والوسوسة الفظيعة والقلق، مع أني أعلم أنه لا يخونني، ولا يعمل شيئاً من الأشياء والوساوس التي تأتي في مخيلتي. وبسبب اتصالاتي وأسئلتي الدائمة (أين ذهبت، ولماذا لم ترد، وغيرها) أصبح يغضب مني أحياناً، وأنا خائفة أن أخسره بهذه الطريقة.
أرجو نصحي، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أسعدني قولك أنه لن يخونك ولن يفعل شيئاً من الوساوس التي تأتي في رأسك، وهذا هو الحق الذي ينبغي أن تتثبتي عليه، وما عداه من وساوس فهي من عدوك الشيطان، الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا بشيء قد قدره مالك الأكوان، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان همهم خدمة الشباب والفتيات، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يجمع بينكما على الخير.
ولا يخفى عليك أن ابن الخال من أقرب الأقرباء، وسوف يهتم بكل ما يرضيك، فلا تعكري عليه، ولا تحققي معه؛ لأن كثرة الأسئلة والتحقيقات تحمل بعض الناس على الكذب رغبةً في الخروج من الحرج، كما أن كثرة الكلام بين الخاطب ومخطوبته تحمل الرجل على الكذب وتدفع المرأة إلى المبالغة والظهور بما هو أفضل من الحقيقة، ومن هنا قالوا (الخاطب كذاب).
وأرجو أن تعلمي أن تتبعك لزوجك وشكك فيه قد يدفعه إلى تصديق تلك المخاوف، ومن هنا كانت حكمة الشرع الحنيف في تحريم التجسس وتتبع العورات، وقد جاء في الأثر: (لا تتبع عورات الناس، فإنك إن تتبعت عوراتهم أفسدتهم)، ونهت الشريعة الرجل عن تتبع عورة أهله؛ حتى لا ترمى بالسوء لأجل شكه وظنونه، وخوفت الشريعة من تتبع عورات الناس بأن يفضحه الله ولو في عقر داره.
وكم تمنينا أن يدرك أخواتنا وبناتنا الفاضلات أن الرجال لا يستطيعون الرد على الزوجات في كل الأوقات؛ لأنهم قد يكونوا متواجدين مع الرجال، ويصعب عليهم أن يتكلموا أمامهم؛ لأن بعض النساء يخرج صوتها، وقد تعاتبه أو تغضبه، فيعرف من بجواره أنه متضايق وعنده مشاكل، فيتحاشى الرد، وقد يدفعه العناد من كثرة التحقيق إلى عدم الرد؛ لأن الشيطان يقول أنت رجل فلا تعطها فرصة، ولا تعودها على الاهتمام الزائد، كما أن الرجال يخرجون للعمل فلا يستطيعون أن يكثروا من الاتصالات والمكالمات، وأهم من ذلك أن رصيد الرجل من الكلمات أقل من رصيد المرأة، فالتمسي له الأعذار، وأحسني به الظن، واشغلي نفسك بالخير والمفيد، وأكثري من ذكر ربنا المجيد، وواظبي على تلاوة كتابه، وشكره، فإنه الكريم الحميد.
وهذا وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك رشدك والسداد.