الشعور بالتوتر وبنظر الناس
2011-02-10 10:53:55 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب عمري (19) سنة، تعرضت للضغط النفسي سابقاً عندما كنت في المدرسة، في جميع مراحل الدراسة، وأنا الآن أشعر بنسبة متوسطة بأن الناس تنظر إلي، وتتطلع إلى عيوبي، بالرغم من أنه ليس لدي عيوب، وأشعر بالتوتر بنسبة متوسطة عند الأماكن التي يوجد بها أناس.
عند الجلوس في الأماكن التي بها أناس لا أعرف أين أذهب بنظراتي، لأني أشعر بأن الناس تتطلع إلى نظرات عيوني! لا أعرف أين أنظر!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أرجو أن لا تنزعج أبداً لهذه المشاعر، فكل الذي تعاني منه هو من القلق النفسي البسيط، ولم يصل إلى درجة الخوف والرهاب الاجتماعي المعروف، وهذه بدايات لهذا النوع من القلق، والذي أرجوه منك أن تتجاهل هذا السلوك التجاهل التام، والتجاهل يستطيع الإنسان أن يدركه ويصل إليه، وذلك بأن يناقش نفسه عن سلوكه.
مثلاً يجب أن تقول لنفسك: ما الذي يجعلني أعتقد أن الناس ستنظر إلي وتتطلع إلى عيوني؟! وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً، والناس في بعض الأحيان تنظر إليك، وفي بعض الأحيان قد لا تنظر إليك، لماذا لا أجد تفسيراً أخر، أو أحسن الظن بالناس؟!
هذا هو المفترض الذي أود أن أصل إليه، أن الإنسان يجب أن لا يقبل هذه المشاعر كحقائق، إنما يناقشها، ومن خلال النقاش سوف يرفضها، ومن ثم يتم تجاهلها، كثير من الناس لديهم بعض الحساسية في أنفسهم، وفي شخصياتهم وهؤلاء تجدهم ربما لا أقول يسيئون الظن، ولكن يعطون تفسيرات خاطئة لأمور طبيعية جداً.
أعتقد أن هذا هو الذي تعاني منه أيها الفاضل الكريم، وأنا لا ألومك على هذه المشاعر أبداً؛ لأن القلق والتوتر هو الأساسي فيها، لذا أنصحك بتناول الدواء، وهو معروف بفعاليته في علاج القلق والتوترات خاصة ما دام الأمر مرتبطاً بشيء من الشك والسوء والتأويل، والدواء يعرف باسم لسترال، واسمه الآخر هو زولفت، واسمه العلمي هو سيرترالين (Sertraline) والجرعة المطلوبة هي نصف حبة أي (25) مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة أي (50) مليجرام، ومدة العلاج في حالتك هي أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى (25) مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء سوف يفيدك كثيراً في التقليل من هذه التوترات، وإن شاء الله يعطيك المقدرة والإقدام، وأخذ المبادرات، وقبول الآخرين دون شك أو ريبة، نصيحة أخرى هي أن تتوصل مع الناس، وأن تكون اجتماعياً، وأن يكون لك حضور في الأماكن الطيبة، مثل حلقات التلاوة وحفظ القرآن، وهذه تعطي الإنسان الشعور بالطمأنينة.
الإنسان لا تأتيه الريبة والشك في نوايا من حوله من الذين يحضرون هذه الحلقات، وأنصحك أن تنخرط أنشط اجتماعية أعمال الخير والأنشط الثقافية، وهذا التمازج الاجتماعي يقوي إن شاء الله من عزيمتك، ومن مهاراتك ومن مقدرتك، ويجعلك تثق في ذاتك، وهذا -إن شاء الله- يسقط عنك هذه الشكوك البسيطة التي تنتابك.
أيها الفاضل الكريم: بالنسبة لما ذكرته في رسالتك، وهو أنك قد تعرضت للضغط النفسي سابقاً، أرجو أن لا تنظر إلى هذا نظرة سلبية، أياً كان هذا الضغط النفسي، فهذا أمر قد انتهى، وقد مضى وقد ذهب، والضغوطات في الحياة هي عبرة، وهي تجربة، وكثيراً ما تساعد الإنسان لأن يعيش حاضراً قوياً ومستقبلاً مليئا بالأمل والرجاء.
أشكرك على رسالتك هذه، وأرجو من الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك من خلال هذه الإجابة، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.