كيفية تعامل المرأة مع زوجها الذي لا يقبل النقاش ويطلب منها الاعتذار دائما
2011-01-26 09:57:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندما يحصل خلاف مع زوجي نتصالح بشرط عدم النقاش في المشكلة، حيث يكره زوجي النقاش، ودائماً يطلب مني أن أعتذر، وهكذا نرمي مشاكل غير محلولة وراء ظهورنا حتى صارت مثل كرة الثلج، وإذا كان الخلاف على غير هواه يهدد بالطلاق، وهو يعلم أنني ضعيفة؛ لأنني في بلد غربة ولا حول لي ولا قوة، ولا أعمل، ويلمح لي أنه يمكن أن يتزوج أخرى لا تناقشه ولا تختلف معه!
إذا استثنينا وقت النقاشات والخلافات فهو زوج ممتاز ويحبني، ولكني إذا أبديت أي رأي مخالف أو خطأته في شيء انتقل إلى خانة قلة الأدب وعدم الاحترام، وتبدأ الإهانات، وانتقل إلى غرفة أخرى، وتعامل بجفاء لفترة حتى أعود وأعتذر عن خطأ في كثير من الأحيان لا أدري ما هو، وكثير من هذه التصرفات تكون أمام الأولاد، وهم صغار الآن، ولكنها سوف تترسخ في ذهنهم، وأحاول دائماً أن أبعدهم عن هذا الجو.
علماً بأني لا أستطيع أن ألغي شخصيتي، ولا أستطيع العيش تحت التهديد المستمر بالطلاق بناءً على طريقتي في التعامل معه، وفي نفس الوقت لا أريد أن أحرم ولدي وابنتي من والدهم، وحسب ما أعرف من طبعه أنه سوف يأخذهم مني ولن يترك لي الحضانة؛ ولذا لا أحس بالاطمئنان وكأني أعيش داخل فقاعة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، فكيف أتصرف معه؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hind حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قال الرجل لزوجته ليلة بنائه بها: (إنني سيء الخلق)، وهذه أسوأ بشارة، ولكن المرأة كانت حكيمة فقالت له: (أسوأ منك من يُلجئك إلى سوء الخلق) فعاشت معه وسعدت معه؛ لأنها في الحقيقة عرفت مفتاح شخصيته وفهمت نفسيته.
وقد أسعدني اعترافك بأنه ممتاز عندما يكون في الوضع العادي، وأفرحني فهمك لخطورة الخصام بينكما على الأطفال، وأرجو أن تعلمي أن الدراسات الحديثة تثبت أن الطفل وهو في بطن أمه يتضرر من توتر الأم وغضبها، وأنه بعد أربعة أشهر فقط من ميلادها يستطيع أن يقرأ الغضب في وجه والده فانتبهوا للخطر.
وأنت عندنا في مقام البنت، وأنا أكلمك بلسان أب، وأطلب منك أولاً تفادي الأمور التي تجلب غضبه، وأدعوك إلى البعد عنه إذا غضب؛ حتى يعود له الهدوء، ثم ذكريه بإيجابياته، وقولي له في لطف: (ما في أروع منك لو حصل كذا، وكل شيء فيك جميل، وأتمنى أن أرى منك كذا)؛ فالرجل يحب التقدير والاحترام.
ونحن لا ندعوك إلى أن تلغي شخصيتك، ولكننا نحذرك من العناد، وشخصية المرأة وكمالها في طاعتها لزوجها كما أمرها ربنا، وليس لها أن تتمرد إلا إذا أمرها بمعصية الله.
وأرجو أن تظهري لزوجك أنه الأول والأكبر والأهم في حياتك، وسوف نكون سعداء إذا تواصلت مع الموقع، ونتمنى أن ترسلي لنا بنموذجٍ لمسألة خلافية حتى نتمكن من فهم شخصية كل منكما، وهل الخلاف في مسائل متكررة أم كل مرة يحصل خلاف في مسألة مختلفة؟ وهل هذه الخلافات منذ البداية أم هي جديدة وطارئة؟ وهل هناك علاقة لأطراف خارجية؟ وكيف هي علاقتكما بالله سبحانه؟
وقد أحسنت في رفضك لمسألة الطلاق، وأحسنت في إدراكك بأن تراكم المشاكل دون حل يهدد الحياة الزوجية، وأحسب أن الأمور بيدك، وهذه الاستشارة تدل على أنك عاقلة، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله لكم كل توفيق وسداد.
وبالله التوفيق.