أريد السفر إلى أوروبا للدراسة ولكني متردد، فما توجيهكم؟
2023-04-18 00:53:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فكرت في السفر للدراسة في الخارج، ولكن لم يكن معي المال الكافي لذلك، فعندي قطعة أرض أنتظر أن أبيعها منذ فترة ولم تبع.
صليت صلاة استخارة راجياً من الله أن ييسر لي أمري، في اليوم التالي إذا بوالدتي ووالدي يخبرانني بأنه جاء للأرض مشتر يريدها بالمبلغ المتفق عليه، ففرحت وقلت: هذه علامة استخارتي، حيث إنه مضى زمن على عرض تلك الأرض للبيع، ولم يأتِ لها أحد بالسعر المطلوب.
بعد أن أتم الله البيعة كلمت أهلي في السفر، ولكن لم أجدهم محبذين هذه الفكرة، حيث إنهم لا يريدونني أن أسافر إلى أوروبا لمدة خمس سنوات أو تزيد.
حالياً أنا في حيرة من أمري: لا أعرف هل أحاول جاهداً أن أقنع أهلي بالسفر وأسافر، أم أنه علي البقاء هنا؟ علماً بأني أعمل وغير مستريح في عملي.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لن يندم من يستخير ربه القدير، ويستشير إخوانه في كل صغيرة وكبيرة، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله أن يحقق لك في طاعته ما تريد.
بالنسبة لموضوع السفر للدارسة فلا بد من النظر فيه بصورة شاملة، ومما يعينك على ذلك بعد توفيق الله الإجابة عن هذه الأسئلة، والتي هي كما يلي:
هل هناك ضرورة للسفر إلى أوروبا؟ وهل توجد هذه الدراسة في بلد إسلامي؟ وهل والداك بحاجة لك؟ وهل أنت متزوج؟ وما هي المصالح الحاصلة من دراستك؟ وما هو مستوى تدينك والتزامك؟
ونحن في الحقيقة لا نريد أن يسافر إلى تلك البلاد -التي تمشي فيها الشهوات والمنكرات على أرجلها، وتقتحم على الناس حياتهم- إلا من كان له دين يحميه وورع يحفظه، وأن يمكّن من إقامة شعائر دينه، وأن يكون ممن يؤثر ولا يتأثر، وأن يكون العلم المطلوب لا يوجد في أي بلد إسلامي، وأن يكون مع المسافر زوجة تعفه وتقيه، وأن لا يطيل المكث في بلاد القوم، وأن يكون سفره بإذن والديه ورضاهما.
فإذا تحققت لك هذه الأمور فلا تتردد في السفر، ونسأل الله أن ينفع بك، وننصحك بأن تخلص في نيتك، وتجتهد في دراستك، وتضع نفسك مع الأخيار، واحرص على بذل الهداية، وكن نموذجاً صالحاً لبلدك، وقبل ذلك دعاية طيبة لدينك.
وسوف نكون سعداء إذا تواصلت مع موقعك، حتى نتعاون في الوصول إلى القرار المناسب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.