تأتأة منذ الصغر ولا تظهر إلا عند التحدث مع الآخرين
2010-11-07 08:11:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالب جامعي عمري (20) سنة، أعاني من التأتأة منذ الصغر، لكن تأتي فترة بكثرة وتختفي فترة، أو تخف تدريجياً، ولا تأتي التأتأة إلا إذا كنت أتحدث مع شخص آخر، لكن إذا كنت جالساً بمفردي لا تأتي التأتأة، مع العلم أنني قد عالجتها عند دكتور، ووصف لي علاجاً واستمريت عليه لمدة ستة أشهر ثم انقطعت عنه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التأتأة التي تشتكي منها من الواضح أنها ذات علاقة كبيرة بالقلق، فالقلق النفسي - خاصة في المواقف الاجتماعية - هو الذي يؤدي إلى ظهور التأتأة بعض الأحيان، ونوعية التأتأة التي تعاني منها هي من النوع الخفيف الذي يمكن التغلب عليه.
أولاً: أريدك أن لا تعير هذا الأمر اهتماماً، أنا أعرف أنه ليس بالسهل، ولكن أيضاً ليس بالمستحيل، فالتأتأة تزداد أيضاً حين يراقب الإنسان نفسه، والطريقة التي يتحدث بها، فلا تبالغ بالمراقبة الحازمة والجازمة، تكلم وكن على سجيتك، وكن في حالة استرخاء، ولا تشغل ذهنك بكيفية إخراجك للكلمات، أو التحدث مع الآخرين، هذا هو الأمر الأول.
ثانياً: إذا كان لديك صعوبة في حروف معينة، أريدك أن تعين هذه الأحرف وتنطقها عدة مرات، وتدخلها في كلمات وفي جملة مفيدة، وتكرر ذلك كثيراً.
ثالثاً: أنصحك بأن تقرأ أو ترتجل أي موضوع معين وتقوم بتسجيله، وأثناء التسجيل تتخيل نفسك أنك تخاطب مجموعة كبيرة من الناس، عِش هذا الخيال بكل تركيز، وبعد أن تنتهي من التسجيل قم بالاستماع إلى ما قمت بتسجيله، وسوف تجد أن أداءك أفضل مما كنت تتصور، كرر هذا التمرين أيضاً عدة مرات.
رابعاً: أريدك أن تستعين بإمام مسجدك، لتتعلم مخارج الحروف بصورة صحيحة، وهذا يساعد كثيراً في القضاء على التأتأة.
خامساً: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين جيدة ومفيدة لمثل هذه الحالات، حاول أن تطبق هذه التمارين، ويمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط، أو من خلال بعض المواقع الإنترنت يمكنك التعلم والتدرب على تمارين الاسترخاء.
سادساً: إذا أتيحت لك فرصة لمقابلة أخصائي التخاطب بالمستشفى، هذا سوف يكون أمراً حسناً.
أخيراً: بالنسبة للعلاج الدوائي، أقول لك: إن الأدوية المضادة للقلق تفيد الناس كثيراً، هنالك دواء اشتهر في الماضي يسمى (هلوبربادول Haloperidol) كان شائعاً لعلاج التأتأة، ولكن اتضح الآن أن الأدوية المضادة للمخاوف ربما تكون هي الأفضل، أنت لم تذكر اسم الدواء الذي وصفه لك الطبيب، وأنا أقول لك: إن كان هذا الدواء قد أفادك فلماذا لا ترجع إليه وتدعمه بتطبيق الإرشادات التي ذكرناها لك؟ أما إذا كنت غير مستحضر اسم الدواء وأنه لم يفدك فائدة ملحوظة، فأقول لك: تناول الدواء الذي يعرف باسم (زيروكسات Seroxat) واسمه العلمي هو (باروكستين Paroxetine) وابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة، أي 10 مليجرامات، تناولها يومياً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراَ، وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يحل هذه العقدة من لسانك، وبالله التوفيق والسداد.