تسبب الحالة النفسية في آلام أسفل الظهر
2010-10-18 11:34:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا غضبت جداً ثم هدأت أحس بألم في الظهر، آخر الظهر تقريباً في العمود الفقري، فهل ممكن أعرف ما سبب هذا الألم؟ وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن استشارتك هذه جيدة جدّاً لأنها قد تفيد الكثير من الناس، فألم الظهر من أكثر الأعراض التي يذهب من أجلها الناس لأخذ الاستشارات الطبية والتردد على العيادات، وقد وجد أن الشكوى من آلام الظهر تخفض إنتاجية الناس والتزامهم بالعمل بنسبة قد تصل إلى أربعين بالمائة، إذن هي مشكلة حقيقية، لكن الأمر الذي يلتبس على الناس أنهم لا يقتنعون أن الحالة النفسية يمكن أن تكون سبباً رئيسياً لآلام أسفل الظهر.
هنالك دراسة أوضحت أن خمسة وثلاثين بالمائة من الذين يترددون على عيادات العظام وعيادات الأعصاب يشتكون من آلام الظهر، حقيقة أن أسبابهم أسباب نفسية، ولا توجد أي أسباب عضوية.
فيا أخي الكريم! سؤالك سؤال جيد، وبالطبع أنا لا أريد أن أعلق على شماعة الأسباب النفسية، وأتناسى الأسباب العضوية؛ لذا أود أن أنصحك بأن تجري الفحوصات الرئيسية، اذهب إلى طبيب العظام بالطبع أو طبيب متخصص في الروماتيزم، واجعله يقوم بالفحوصات الأولية جدّاً، هذا يجعلك تطمئن، ويجعلنا كذلك نطمئن.
أقول هذا بالرغم من أنك أعطيتنا إشارات واضحة أن السبب أو العوامل التي تؤدي إلى هذا الألم في حالتك هي عوامل نفسية؛ لأنك ذكرت أنك إذا عصّبت تصاب بهذا الألم، إذن أجرِ هذه الفحوصات الأساسية إذا تيسر لك هذا الأمر، وعلاجك من الناحية النفسية سوف يفيدك جدّاً إن شاء الله تعالى.
الذي يحدث أن القلق النفسي يؤدي إلى توتر واحتقانات نفسية داخلية، وهذا التوتر النفسي قد ينعكس على بعض أجزاء الجسم خاصة العضلات ويؤدي إلى انقباضها، وهذا هو السبب في ظهور الألم.
إذن ما تعاني منه من عصبية، وما تعاني منه من انفعالات نفسية سلبية يكون مردوده أن يظهر لديك هذا الشد العضلي في صورة ألم في الظهر، وهنالك مناطق أخرى معروفة في الجسم - عضلات الرقبة، وعضلات الصدر، والقولون - هذه كلها تتأثر كثيراً للحالة النفسية للإنسان، خاصة القلق، فحاول أن تتجنب العصبية، حاول أن تتجنب الغضب بقدر المستطاع.
ثانياً: أريدك أن تمارس تمارين رياضية بانتظام، التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي تؤدي إلى استرخاء العضلي وإلى استرخاء نفسي، وهذا يعود عليك - إن شاء الله - بنتائج إيجابية جدّاً في خصوص هذا الألم.
ثالثاً: هنالك تمارين أيضاً تسمى بتمارين الاسترخاء، فأريدك أن تتحصل على شريط أو كتيب يوضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وإن شاء الله سوف تكون مفيدة لك جدّاً.
رابعاً: أنت محتاج بالطبع لبعض الأدوية النفسية البسيطة التي تساعد على علاج القلق، الدواء يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تتحصل عليه وتتناوله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً، وخمسين مليجراماً مساءً، والدواء يأتي في شكل كبسولات، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، والدواء من الأدوية البسيطة والسليمة والفعالة جدّاً إن شاء الله تعالى.
بالطبع أخي الكريم: يجب أن تحاول دائماً أن تفرغ عما في نفسك، فلا تترك الأفكار السلبية تسيطر عليك، قد تسمع ما لا يرضيك من الناس، فحاول أن تكون متسامحاً وصابراً، وفي نفس الوقت عبر عن نفسك بكل هدوء؛ لأن التعبير عن النفس يؤدي إلى التفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يمنع العصبية والقلق والتوتر.
أسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن ينفعك بما ذكرناه لك، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.